يمن ديلي نيوز
: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن “هانس غروندبرغ”، اليوم الاثنين 15 سبتمبر/أيلول، إن الحرب المستمرة في اليمن والتي لا تزال بلا حل أشبه بصدعٍ تمتد آثاره عبر الحدود ويُضاعف التوترات الإقليمية.
وشدّد هانس غروندبرغ، خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي، على أن الاستقرار في اليمن لا يمكن فصله عن الديناميكيات الممتدة في المنطقة، مضيفًا: “لا يزال عدم الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط ينعكس بدوره على اليمن، فيعمّق انقساماته ويُعيق التوصل إلى سلام مستدام”.
وقال: اليمن يعد مرآة لاضطرابات المنطقة ومكبّرًا لها في آن واحد، متوقعًا تفاقم التوترات الإقليمية إذا استمر النزاع في اليمن دون معالجة، وامتداد أثره إلى ما هو أبعد من اليمن.
ولفت إلى أن عملية السلام في اليمن ستظلّ هشّة إذا لم تُعالج مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، مردفًا: “فاستقرار أي جانب مرهون بتقدّم الجانب الآخر، ولا يمكن عزل ذلك عن بعضه البعض”.
وقال المبعوث الأممي إن النظر إلى اليمن من زاوية المخاوف الإقليمية فقط سيهمّش أصوات اليمنيين واحتياجاتهم وتطلعاتهم، مؤكدًا أن دوامة العنف الحالية تبعد البلاد عن تحقيق سلام مستدام وتنمية اقتصادية طويلة الأمد.
وذكر أن إعادة توجيه الاهتمام نحو اليمن والتركيز على تحدياته الداخلية يمثل السبيل الأمثل لإبراز إمكاناته الكبيرة.
اعتقال موظفين أممين
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، تطرق هانس غروندبرغ إلى حملات الاعتقالات التي نفذتها جماعة الحوثي ضد الموظفين الأممين في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، وقال إنها طالت 22 موظفًا من الأمم المتحدة، واصفًا إياها بـ”تصعيد صارخ” من جانب الجماعة ضد المنظمات الدولية.
ورغم الإفراج عن أحد الموظفين مؤخرًا ويحمل الجنسية الأردنية، أكد المبعوث أن أكثر من 40 موظفًا ما زالوا محتجزين، إلى جانب وفاة موظف آخر أثناء الاحتجاز في سجون الحوثيين بمحافظة صعدة، معقل الجماعة.
وأفاد بأن الأمم المتحدة تعمل وفق مبادئ الحياد والنزاهة واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وأن الاعتقالات غير المبررة واقتحام مقار المنظمة والاستيلاء على ممتلكاتها تقوّض جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني.
وقال إن إحراز تقدم في قضية المحتجزين تأخر كثيرًا، وأن مكتبه يواصل العمل عن كثب مع الأطراف لضمان الإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النزاع وفق مبدأ “الكل مقابل الكل”.
تصعيد عسكري
وفيما يتعلق بخطوط المواجهة في اليمن، وعلى الرغم من استمرار الاستقرار والهدوء النسبي، قال هانس غروندبرغ إن التصعيد العسكري الأخير في مناطق مثل محافظات الضالع ومأرب وتعز يُنذر بأن أي حسابات خاطئة من أي طرف قد تدفع نحو عودة نزاع شامل.
وذكر أن عواقب التصعيد العسكري ستكون مدمّرة لليمن وللمنطقة بأسرها، مشددًا على ضرورة مواصلة الجهود لخفض التوتر على خطوط المواجهة، والحفاظ على حوار أمني بنّاء مع جميع الأطراف المعنية.
وقال: “ويظل الانخراط البنّاء من جانب الممثلين العسكريين للحكومة اليمنية، وكذلك من المنطقة الأوسع، تحت رعاية لجنة التنسيق العسكري، أمرًا حيويًا للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وبناء الثقة بين الأطراف. إن فتح وتأمين بعض الطرق الرئيسية في أنحاء البلاد خلال العام الماضي يُبرز أن التعاون أمر ممكن، ويجب البناء على هذه الخطوات”.
تحسن اقتصادي
وتطرق هانس غروندبرغ إلى التحسن الكبير في الاقتصاد اليمني بعد الإجراءات القانونية التي اتخذتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وبنكها المركزي لضبط المتلاعبين بأسعار الصرف.
وقال: “خلال الشهر الماضي، شهدنا كيف أسهمت جهود الحكومة اليمنية في تحسين الاقتصاد اليمني، من خلال المكاسب التي تحققت بجهد كبير في رفع قيمة العملة وما رافقها من انخفاض في تكاليف المعيشة لليمنيين”.
وأشار غروندبرغ إلى أن النقاشات التي أجراها مؤخرًا مع الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وعدد من الدول الإقليمية والمجتمع الدولي تؤكد أن أفضل سبيل للتقدم يكمن في الالتزام بخارطة الطريق المعتمدة، مع ضمان قيادتها وملكية اليمنيين لها.
وشدّد على أن الحاجة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإصلاحات اقتصادية، وعملية سياسية جامعة ما زالت قائمة، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الوحيد لرأب الفجوة بين الأطراف وتقليل التصعيد.
وذكر أن القرارات الأحادية غالبًا ما تعقد المواقف وتعمّق انعدام الثقة، مشيرًا إلى أن إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة يعد دليلًا على القيادة والمسؤولية، وليس ضعفًا.
وختم غروندبرغ إحاطته بالتأكيد على التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع القادة اليمنيين لتحقيق تسوية سياسية طويلة الأمد بقيادة يمنية، مؤكدًا أن هذا المسار يتطلب تراجعًا واعيًا عن الوضع الراهن لضمان استقرار اليمن وازدهاره.
مرتبط
الوسوم
مجلس الأمن الدولي
هانس غرندبرغ
إحاطة هانس غرندبرغ
المبعوث الأمم إلى اليمن
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news