قبائل الأهنوم تعتقل عشرات الرهائن للضغط على الحوثيين بعد مقتل طفل من أبناء القبيلة

أقدمت قبائل الأهنوم، على اعتقال عشرات الرهائن من أبناء قبائل "ذو دوران" و"ذو مقحيف"، في محافظة عمران، شمال اليمن، في تصعيد خطير يهدف إلى الضغط على جماعة الحوثي للقبض على قاتل طفل من أبناء القبيلة قُتل في ظروف غامضة، وسط استمرار الفوضى الأمنية في مناطق سيطرة الميليشيات.

وقالت مصادر قبلية لـ"المشهد اليمني"، إن رجال قبائل الأهنوم أعلنوا النفير العام، وقاموا باختطاف عدد من أبناء القبائل المجاورة، للمطالبة بتسليم المتهمين بقتل الطفل "الزبير العزي"، الذي لقي حتفه في منطقة واقعة بين القبيلتين، عقب تبادل لإطلاق النار، نتيجة لتعطيل جماعة الحوثي للأجهزة الأمنية والقضائية، ضمن سياسة ممنهجة تهدف لإشعال الفتن والثأرات القبلية.

وأوضحت المصادر أن القيادات الحوثية في محافظة عمران، بالتعاون مع عدد من مشايخ القبائل، حاولت احتواء الموقف، ورفعت بعض الاعتصامات، وأطلقت وعودًا بتسليم الجناة، وقدمت بنادق تحكيم لأسرة الضحية في محاولة لتهدئة الأوضاع وتمييع القضية، على غرار ما حدث في جرائم سابقة تعاملت معها الميليشيات بالطريقة ذاتها.

وأكدت المصادر أن الحوثيين أطلقوا بالفعل خمسة من المشتبه بتورطهم في الجريمة، بعد تلقيهم أوامر من ما يُعرف بـ"غرفة القيادة والسيطرة" التابعة للجماعة، في محاولة لتجنب صدام مباشر مع رجال القبائل، وهو ما اعتبره الأهالي استهانة بدماء الضحايا.

كما نفذت الجماعة حملة أمنية على المنطقة التي شهدت مقتل الطفل، في محاولة لتهدئة القبائل، ومحاوله اقناعهم برفع مخيم الاعتصام الذي أقامته قبيلة الأهنوم قبل يومين في منطقة "خيوان"، احتجاجًا على المماطلة في تسليم الجناة.

واتهمت قبائل الأهنوم جماعة الحوثي بمحاولة تأجيج النزاعات القبلية، عبر إضعاف مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية، وتغليب منطق القوة والسلاح، من خلال الإفراج عن القتلة مقابل القتال في صفوفها، وهو ما يُنذر بتوسع رقعة المواجهات القبلية في محافظة عمران، والمحافظات المجاورة وخاصة محافظة صنعاء .