بينما اهتزت العواصم الدولية بالبيانات والإدانات إثر القصف الإسرائيلي للدوحة، مرّت الغارات التي استهدفت صنعاء وكأنها حدث عابر، لم تصدر استنكارات دولية واسعة، ولم يظهر العالم متعاطفًا مع عاصمة مختطفة تتحكم بها ميليشيا تحوّل المأساة إلى فرصة للدعاية.
ففي الوقت الذي كان فيه سكان حي التحرير يفتشون بين الأنقاض عن جثث أحبائهم، لم يخرج زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي بخطاب متلفز يتحدث عن “العدوان” أو يقدّم كلمة عزاء واحدة لأسر الضحايا، أو حتى صدر بيان نعي رسمي من مؤسسات حكومة الحوثي الغير معترف بها يذكر أسماء المدنيين والإعلاميين الذين سقطوا. أو يحترم دماء القتلى، بل تعاملت معهم كأرقام في نشراتها المقتضبة.
وعلى الأرض، لم يتلقَّ المتضررون من الغارات أي دعم أو مساندة من سلطة الأمر الواقع، فلم تُوفَّر مساكن بديلة ولا خطط لإعادة الإعمار، تاركة عشرات العائلات بين خيار النزوح إلى منازل الأقارب أو المبيت في العراء.
وزادت المأساة قتامة حين عمدت الميليشيا إلى بث شائعات عن غارات جديدة محتملة، مطالبة السكان بإخلاء منازلهم، بالتزامن مع تحذيرات أمنية من تصوير أو نشر مشاهد للدمار، في محاولة لاستجلاب المزيد من الرعب واستثمار المعاناة سياسيًا.
وبهذا، بدت الفجوة صارخة بين الدوحة التي أثارت صدمتها تعاطف العالم كونها دولة ذات سيادة، وصنعاء التي تُركت لمصيرها لأنها عاصمة مختطفة، تُدار بأجندة خارجية لا تعترف بسيادة ولا تكترث لأرواح اليمنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news