تتواصل، السبت، أزمة الانقلاب التي فجّرها رئيس المجلس الانتقالي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي ضد زملائه في المجلس الرئاسي التابع للسعودية، في مشهد يعكس عمق الصراع داخل معسكر التحالف وأدواته جنوب اليمن.
الأزمة لم تقف عند حدود الرئاسي، بل امتدت إلى حكومة عدن نفسها، حيث أعلن وزيرا التخطيط والاتصالات واعد باذيب دعمه لقرارات الزبيدي الهادفة إلى تعزيز قبضة الانتقالي على السلطة على حساب بقية أعضاء المجلس الثمانية، ليكون ثاني وزير بعد وزير العدل الذي يلتحق بركب المؤيدين.
في المقابل، أكدت مصادر إعلامية أن رئيس حكومة المرتزقة سالم بن بريك اعتكف في مقر إقامته بعدن وسط تكهنات بتقديم استقالته، ما يعكس انسداد الأفق داخل حكومة شكلتها الرياض قبل أعوام لتكون واجهة سياسية لمشروعها.
وكان الزبيدي قد أصدر سلسلة قرارات بتعيين مقربين منه في مناصب حكومية وسلطات محلية في عدة محافظات، تزامناً مع عودة رئيس المجلس رشاد العليمي ونائبيه سلطان العرادة وعبدالله العليمي إلى عدن.
هذه الخطوات وُصفت بأنها (انقلاب مكتمل الأركان على المجلس الرئاسي)، بحسب ما صرّح به قياديون في حزب الإصلاح وعلى رأسهم النائب علي عشال.
وتكشف التطورات أن الزبيدي لجأ إلى التصعيد في وقتٍ يعيش فيه المجلس الانتقالي نفسه أزمات داخلية متصاعدة بفعل الخلافات المناطقية، حيث أقدم على إقالة بعض القيادات المحسوبة على مجلسه، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للهروب إلى الأمام وتثبيت نفوذه بالقوة.
وعلى الرغم من إصدار المجلس الانتقالي بياناً يؤكد فيه تمسكه بالشراكة في المجلس الرئاسي ودعمه لحكومة عدن، إلا أن المصادر الإعلامية أشارت إلى أن الصراع بين مرتزقة الإمارات والسعودية يتفاقم حول تقاسم الوزارات والثروات، فيما يظل المواطن في المحافظات المحتلة غارقاً في أزمات الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات.
الزبيدي، من جانبه، شدد على المضي قدماً في تنفيذ قراراته محذراً من أي محاولة لعرقلة ما وصفه بـ “حق أصحاب الأرض في تقرير مصيرهم”، في إشارة إلى تهديد مباشر لخصومه داخل الرئاسي، وعلى رأسهم رشاد العليمي الموالي للرياض.
وتوقعت المصادر أن تشهد الساعات المقبلة تصعيداً خطيراً قد يجرّ عدن إلى مواجهات مسلّحة داخلية بين الفصائل الموالية للتحالف، ما ينذر بتفكك أوسع في صفوف القوى التي طالما روجت لنفسها كسلطة بديلة، فإذا بها تتحول إلى ساحة صراع على المناصب والغنائم في ظل غياب تام لأي دور فعلي تجاه معاناة المواطنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news