نظم التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، صباح اليوم السبت، مهرجاناً خطابياً وفنياً بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، بحضور قيادات سياسية وحزبية ومحلية، وجمع غفير من المواطنين.
واستهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ أحمد المقرمي رئيس الدائرة السياسية لإصلاح المحافظة، رحب فيها بالحضور، مؤكداً أن هذه المناسبة تمثل محطة نضالية مهمة في مسيرة العمل السياسي، وفرصة لتجديد العهد مع مبادئ الحزب في الحرية والعدالة والدولة المدنية.
واستحضر المقرمي شخصية السياسي البارز محمد قحطان، عضو الهيئة العليا، والمختطف لدى مليشيا الحوثي منذ سنوات، معتبراً استمرار احتجازه "دليلاً على طبيعة الجماعة التي ترفض الحوار وتخشى الدولة".
وأكد في كلمته تمسك الإصلاح بالعمل الحزبي والتعددية السياسية كوسيلة لمواجهة الاستبداد بكافة أشكاله، واعتبار المشروع الوطني الجمهوري خياراً لا بديل عنه، مشدداً على أن الحزب سيظل منحازاً لطموحات اليمنيين في استعادة الدولة وبناء يمن اتحادي عادل.
واعتبر المقرمي أن تأسيسه في 13 سبتمبر 1990، والمتزامن مع شهر الثورة اليمنية، يحمل دلالات وطنية عميقة، مشيراً إلى أن "الإمامة التي أسقطتها ثورة 26 سبتمبر تعود اليوم بثوب الحوثي، بمشروع رجعي يعيد إنتاج التمييز والتخلف، ويحارب التعليم ويهدم مؤسسات الدولة".
وأكد الإصلاح أن محافظة تعز كانت وستظل في طليعة النضال الوطني، ولن تتراجع عن معركة التحرير، داعياً إلى وحدة الصف الوطني والتخلي عن القضايا الجانبية التي تصب في مصلحة الانقلاب، مشدداً على أن مقاومة المشروع الحوثي تتطلب جهداً شاملاً على كافة المستويات.
كما دعا مجلس القيادة الرئاسي إلى تحمّل مسؤولياته الوطنية، واستنهاض كافة الجهود لاستعادة الدولة، مطالباً بدعم الجيش الوطني، خاصة في تعز، وتحسين أوضاع المعلمين، وتوفير الحقوق الأساسية للمواطنين.
واختتم الحزب كلمته بدعوة النخب، والإعلاميين، والدعاة، إلى الإسهام في معركة الوعي لمواجهة الفكر الحوثي السلالي، وبناء وعي وطني يعزز قيم المساواة والحرية.
وتطرق إلى المستجدات الإقليمية، معبراً عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في مواجهة "العدوان الصهيوني المستمر على غزة"، واصفاً ما يحدث بأنه "حرب إبادة تجري بتواطؤ دولي"، ومندداً بمحاولات تطبيع الاحتلال وتشويه القضية الفلسطينية.
كلمة الأحزاب: الإصلاح ركيزة وطنية لا يمكن تجاوزها
وفي كلمة الأحزاب السياسية، التي ألقاها الأستاذ أمين المشولي ممثل حزب العدالة والتنمية، هنّأ قيادة وأعضاء الإصلاح بهذه المناسبة، مشيداً بدور الحزب في دعم النظام الجمهوري وخدمة المشروع الوطني، ومؤكداً أن الإصلاح ظل رقماً صعباً في معادلة العمل السياسي.
وقال المشولي إن إحياء هذه المناسبة يعكس تمسك الجميع بالديمقراطية والتعايش، ويعبر عن روح تعز التي قدمت تضحيات عظيمة في سبيل الدولة، مضيفاً أن استمرار الانشغال بالخلافات الجانبية لا يخدم سوى الانقلاب.
ودعا إلى تكثيف الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية لاستعادة الدولة، وتحسين معيشة المواطنين، مطالباً الحكومة بدعم الجيش الوطني، والسلطة المحلية بتحمّل مسؤولياتها تجاه الخدمات الأساسية.
كما حذر من التراخي في مواجهة المشروع الحوثي، مؤكداً أن الحوثيين يرفضون السلام العادل القائم على المواطنة، وأن الاستعداد لخيارات حاسمة أصبح ضرورة بعد فشل جولات الحوار المتكررة.
وفي ختام كلمته، دعا المشولي إلى موقف وطني موحد تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة، مستنكراً الصمت الدولي، ومشيداً بصمود الشعب الفلسطيني.
كلمة المرأة الإصلاحية: المرأة شريك في النضال وصناعة الوعي
وفي كلمة المرأة التي ألقتها ميمنونة حزام، أكدت أن المرأة كانت ولا تزال حاضرة بقوة في مسيرة النضال الوطني، وقدمت التضحيات الجسيمة في سبيل الدين والوطن، فكانت الشهيدة، والجريحة، والمعيلة، والعاملة في ميادين الطب والتعليم والعمل المجتمعي.
وقالت حزام إن المرأة الإصلاحية تصدت للحرب بالفكر والتوعية، فحذّرت من خطر الفكر الحوثي على الأجيال، وواجهت حملات التضليل بمواقف واعية، مشيرة إلى أنها "الرافعة الاجتماعية التي ستُخرج اليمن من براثن التمزق والجهل".
وأضافت أن دور المرأة في الإصلاح لم يكن يوماً هامشياً، بل كان متجذراً في روح التنظيم وفكره، داعية إلى استمرار هذا الدور في خدمة المجتمع، وصيانة الهوية الوطنية، وبناء وعي مقاوم للمشاريع الظلامية.
واختتمت الكلمة بالدعاء للشهداء، والجرحى، والمختطفين، وبالتهنئة للحزب وقيادته في ذكرى التأسيس، مؤكدة أن المرأة الإصلاحية ستبقى وفية لقضيتها، شريكة في البناء، وحارسة لراية النضال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news