مشاهدات
قال وزير يمني "إن مليشيات الحوثي حولت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في مناطق سيطرتها إلى رهائن، واستخدمتهم كورقة مساومة وابتزاز سياسي، على غرار ما يُعرف بـ"دبلوماسية الرهائن" التي ابتدعها النظام الإيراني منذ الثورة الخمينية، وانتهجتها جماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة".
وكشف وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني في تصريح صحفي، الجمعة، عن قيام مليشيا الحوثي بإجلاء جرحى حوثيين وإعادة قيادات عالقة في الخارج، مقابل الإفراج عن مسؤولة أممية اختطفتها مؤخراً في صنعاء.
وأضاف "أن تفاصيل عملية إطلاق نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لونا شكري (أردنية الجنسية)، التي كانت المليشيا قد اختطفتها عقب اقتحام مقر المنظمة في صنعاء يوم 31 أغسطس الماضي، واحتجازها مع ثمانية من موظفي المنظمة، ثم مقايضتها بإجلاء جرحى حوثيين وإعادة قيادات عالقة في الخارج، تكشف الوجه الحقيقي للمليشيات، واستهتارها بالقوانين الدولية التي تكفل حرمة موظفي الأمم المتحدة وتضمن سلامتهم أثناء أداء مهامهم الإنسانية".
وأشار الإرياني إلى أن استنساخ مليشيا الحوثي لأسلوب "دبلوماسية الرهائن" الذي اشتهر به النظام الإيراني في أزمة الرهائن عام 1979، وما تبعها من ممارسات لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية، يؤكد أن المليشيا أداة إيرانية تنفذ النهج ذاته القائم على احتجاز الرهائن لابتزاز المجتمع الدولي وانتزاع تنازلات سياسية، وإضعاف موقف الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية في اليمن، وتحويل بيئة العمل الإنساني إلى ساحة ابتزاز مفتوح.
وأكد على أن هذه الحادثة تمثل جرس إنذار حقيقياً للمجتمع الدولي بضرورة إعادة النظر في آلية عمل المنظمات الأممية في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، واتخاذ إجراءات رادعة توقف ممارسات الخطف والابتزاز، وتحمي حياة مئات العاملين في المجال الإنساني، وتحول دون شلل العملية الإنسانية في اليمن.
ولفت الإرياني أن هذه الجريمة تمثل ضربة خطيرة لمبدأ الحياد الإنساني، وتهدد بإغلاق أو تقليص أنشطة منظمات الاغاثة، ما سينعكس مباشرة على حياة ملايين اليمنيين، كما أن نجاح الحوثيين في فرض مقايضاتهم يشجع جماعات إرهابية أخرى في المنطقة والعالم على تبني نفس النهج، ما يضاعف المخاطر على العاملين في المجال الإنساني
وحمل وزير الإعلام الأمم المتحدة ومنظماتها المسؤولية الكاملة عن سلامة موظفيها وما يتعرضون له من حملات اختطاف واعتقال..مؤكداً أن استمرار تجاهل الدعوات المتكررة لنقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، يسهّل على المليشيا استخدامهم كرهائن لتحقيق مكاسب سياسية.
وطالب الإرياني، الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول عمليات اختطاف موظفيه في اليمن، ورفع نتائجها إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بفرض عقوبات مباشرة على القيادات الحوثية المتورطة، وإدراج المليشيا ضمن قوائم الإرهاب بوصفها جهة تمارس أخذ الرهائن وتنتهك القوانين الدولية.
والخميس أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن وصول المواطنة الأردنية لانا شكري كتاو، نائبة مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى المملكة، عقب احتجازها لعدة أيام من قبل الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وبعد ظهر الخميس وصلت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني إلى مطار صنعاء. وكشفت مصادر لـ"يمن شباب"، عن أن الطائرة الأردنية أقلت شخصيات تابعة للحوثيين كانت عالقة في الأردن منذ تعرض مطارها لقصف إسرائيلي أدى إلى تدمير جميع طائرات طيران اليمنية.
وكانت كتاو قد اُعتُقلت في صنعاء ضمن مجموعة من موظفي منظمات الأمم المتحدة، الذين احتجزتهم مليشيات الحوثيين عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا حكوميًا في 28 أغسطس/آب، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة المليشيا وعدد من الوزراء.
وأمس الجمعة، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة احتجاز جماعة الحوثي لما لا يقل عن 21 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة منذ 31 أغسطس/آب 2025، بالإضافة إلى اقتحام مقرات برنامج الأغذية العالمي واليونيسف بالقوة والاستيلاء على ممتلكات الأمم المتحدة، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
وشدد المجلس في بيان على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها وصون حرمة مقراتها في جميع الأوقات، مؤكداً أن أي تهديد أو اعتداء على العاملين في إيصال المساعدات الإنسانية غير مقبول.
كما أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم البالغ إزاء استمرار الحوثيين في احتجاز موظفين دوليين ومحليين منذ أعوام 2021 و2023 و2024، إضافةً إلى المحتجزين منذ أغسطس 2025، مطالبين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news