لم يملك يومًا مدرعة ولا أطقمًا عسكرية، ولم تحرسه المصفحات ولا تطوّقه الجيوش، لكنه امتلك ما هو أعظم من كل ذلك: الصدق والنزاهة، فامتلك قلوب الناس جميعًاK هذا هو سالم ثابت العولقي، القائد الجنوبي الذي يجمع الجميع على محبته، حتى أولئك الذين خالفوا المجلس الانتقالي الجنوبي وسياساته، وجدوا في شخصيته استثناءً يفرض الاحترام.
ويشير مراقبون إلى أن العولقي استطاع أن يحفر لنفسه مكانة فريدة في القضية الجنوبية، حيث جمع بين الحزم في المواقف والهدوء في السلوك، فصار رمزًا للقيم والأخلاق السياسية النبيلة التي باتت نادرة في زمن الاستقطاب الحاد.
ويؤكد ناشطون أن محبة الناس للعولقي لم تكن مرتبطة بموقعه أو منصبه، بل بأخلاقه العالية التي جعلت منه جسرًا بين مختلف الأطراف، فالمعارضون قبل المؤيدين كانوا يكنّون له التقدير، معتبرين أن خسارته خسارة للمشهد الجنوبي بأكمله.
ولكن المفارقة التي أثارت استياءً واسعًا، أن "شلة المجلس الانتقالي" – كما وصفها ناشطون – تخلّت عن العولقي، رغم سيرته النقية ومكانته التي يصعب تعويضها، ويثير هذا الموقف تساؤلات حادة حول طبيعة الحسابات الداخلية في المجلس، وكيف يمكن أن يُهمّش رجل بهذا الوزن الشعبي والسياسي.
ويختتم ناشطون حديثهم بالتأكيد على أن رحيل سالم ثابت العولقي لا يعني نهاية حضوره، فالرجل الذي امتلك القلوب سيبقى حاضرًا في ذاكرة الناس وقيمهم، لأنه ببساطة لم يكن يبحث عن سلطة أو وجاهة، بل كان يبحث عن الوطن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news