اخبار وتقارير
تحليل: العقوبات الأمريكية تقوّض ركائز اقتصاد الحوثيين الموازي
السبت - 13 سبتمبر 2025 - 10:01 ص بتوقيت عدن
-
عدن، نافذة اليمن:
تُعدّ الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية ضد جماعة الحوثي – التي شملت 32 فردًا وكيانًا وأربع سفن – أكبر ضربة مالية مباشرة لشبكة التمويل غير المشروعة التي يعتمد عليها الحوثيون منذ سنوات. هذه العقوبات لا تقتصر على تجميد أصول أو منع معاملات، بل تستهدف البنية التحتية المالية والتجارية التي شكّلت قاعدة الاقتصاد الموازي للجماعة، وهو اقتصاد بات يمكّنها من تمويل الحرب وإدامة سيطرتها على مناطق واسعة من اليمن.
أولًا: تقويض شبكات النفط والتهريب
أظهر البيان الأميركي أن الحوثيين راكموا إيرادات ضخمة من تهريب النفط والسلع عبر الموانئ الواقعة تحت قبضتهم. هذا النشاط شكّل المصدر الأهم للعملة الصعبة التي تُستخدم في شراء السلاح وتمويل العمليات. استهداف الشركات النفطية الوسيطة وموردي الشحن البحري يعني أن الجماعة ستفقد منفذًا رئيسيًا لإدخال الأموال والوقود إلى مناطقها، ما سيؤدي إلى انكماش مواردها التشغيلية وارتفاع كلفة التهريب مستقبلًا.
ثانيًا: ضرب منظومة غسل الأموال
الكيانات المالية والشركات العقارية التي استولى عليها الحوثيون، مثل "شبام القابضة" و"كامران"، كانت أذرعًا لغسل الأموال وإعادة تدويرها في قطاعات مربحة كالاستثمار والعقارات والاتصالات. العقوبات على هذه الكيانات وملاكها تضيّق الخناق على الجماعة، وتحرمها من أداة رئيسية لتحويل الأموال المشبوهة إلى أرباح شرعية. اقتصاديًا، هذا يعني تجفيف شرايين السيولة التي كانت تغذي ماكينة الحرب عبر النظام المالي الدولي.
ثالثًا: شلل في شبكات التوريد الخارجية
تكشف العقوبات استهداف موردين صينيين وبحريين متورطين في توريد مواد ثنائية الاستخدام ومكونات للطائرات المسيّرة والصواريخ. هذا البُعد الدولي يجعل العقوبات بمثابة حصار تقني وتجاري، يعيق قدرة الحوثيين على تطوير ترسانتهم العسكرية. على المدى الاقتصادي، هذا يعادل خسارة استثمارات ضخمة في البنية العسكرية للجماعة، ويجعلها أكثر اعتمادًا على التهريب البدائي عالي التكلفة.
رابعًا: أثر مباشر على "اقتصاد السيطرة"
منذ سيطرتها على صنعاء، اعتمدت الجماعة على مصادرة الأصول وفرض الجبايات والإتاوات على التجار. العقوبات الأميركية ضد الشخصيات المحورية في هذا المجال، مثل صالح دبيش وعبد الله الشاعر، تُضعف قبضة الحوثيين على الموارد المحلية وتزيد من عزلة اقتصادهم، ما يؤدي إلى تآكل الثقة بين رجال الأعمال والمستثمرين المحليين من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.
خامسًا: انعكاسات على الاقتصاد اليمني ككل
رغم أن العقوبات موجهة ضد الحوثيين، إلا أن لها انعكاسات أوسع:
ارتفاع كلفة الواردات في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة صعوبة التمويل والشحن.
ضغط على السوق السوداء للعملة التي كانت تعتمد على التدفقات غير المشروعة.
فرصة للحكومة الشرعية لتعزيز مواردها عبر التعاون مع المجتمع الدولي وإظهار شفافية أكبر في إدارة الأموال العامة.
العقوبات الأميركية الأخيرة ليست مجرد خطوة رمزية، بل تمثل هجومًا اقتصاديًا شاملًا يستهدف أعمدة اقتصاد الحوثيين الموازي: النفط، غسل الأموال، شبكات التوريد، والاستحواذ على الشركات. وإذا ما اقترنت هذه العقوبات بسياسات يمنية ودولية داعمة لتعزيز مؤسسات الدولة الشرعية، فإنها قد تؤسس لمرحلة تجفيف منابع الحوثيين الاقتصادية، وبالتالي تقليص قدرتهم على تمويل الحرب وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
إسرائيل تطالب سلطة عدن دفع 16 مليار دولار تعويضًا لخسائر اليهود في المدينة .
اخبار وتقارير
أول قرار بعد نجاته من غارات صنعاء.. وزير حوثي يعين والده في منصب رفيع.
اخبار وتقارير
حريق مأساوي بالرياض.. وفاة 5 أفراد من أسرة يمنية وإصابة الأم بحروق خطيرة.
اخبار وتقارير
إعلامي بارز يكشف عن حرب كبرى وشاملة تقترب من اليمن.. "موت أحمر" يلوح في الأ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news