الشرعية اليمنية.. ظهر مكشوف ومعركة لا تحتمل التردد

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 60 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشرعية اليمنية.. ظهر مكشوف ومعركة لا تحتمل التردد

الشرعية اليمنية.. ظهر مكشوف ومعركة لا تحتمل التردد

قبل 2 دقيقة

الحروب لا تُخاض بالسلاح وحده، بل بما هو أعمق: الصمود الداخلي ووحدة الصف، وإغلاق الثغرات التي قد تتحول إلى طعنات قاتلة من الداخل قبل الخارج. ومنذ أكثر من عشر سنوات، تخوض الشرعية اليمنية معركتها ضد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية وهي تعاني من ظهر مكشوف، وانقسامات داخلية عطلت قوتها، وأضعفت ثقتها بنفسها.

هذا الانكشاف جعل الشرعية مشغولة بإصلاح ذاتها الممزقة أكثر من انشغالها بمقارعة الانقلاب، حتى غدت قراراتها مرتبكة وخطواتها متعثرة، فيما العدو يستغل كل لحظة ويدفع مشروعه الانقلابي إلى الأمام، مدعوماً بجهات خارجية تمده بالقدرة على الاستمرار والتوحش.

الأمر لم يتوقف عند الجانب العسكري فحسب، بل وصل إلى اختراق اقتصادي واجتماعي وإداري، ضرب أساسات الشرعية في العمق، وأفقدها الكثير من توازنها. والواقع أن الحوثيين – الذين لا يمثلون أكثر من 5% من الشعب اليمني – لم ينجحوا بقوة ذاتية، بل باستثمارهم حالة التخلخل الداخلي في صفوف الشرعية. ولو أن الأخيرة تماسكت ووحّدت قواها، لكانت قادرة على حسم هذه المعركة منذ زمن.

ورغم هذه الصورة القاتمة، فإن الأمل لا يزال قائماً. فقد بدأت الشرعية في الآونة الأخيرة تلتفت إلى جوهر المشكلة: الجانب الاقتصادي. فالإدراك أن الحرب لا تحسم بالبندقية وحدها، وإنما بإصلاح المؤسسات، ومكافحة الفساد، واستعادة الثقة بين الدولة والمجتمع، يمثل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح. فالفساد هو الوجه الآخر للانكشاف، وإذا لم تتم معالجته فلن يكون هناك استقرار سياسي ولا عسكري.

إن الإصلاح الاقتصادي ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية. جيش قوي يحتاج إلى اقتصاد قوي، وجبهة صامدة لا يمكن أن تقوم على مؤسسات منهكة بالفساد والمحسوبية. ولهذا، فإن أي إصلاح حقيقي سيمنح الشرعية القدرة على ترميم الداخل، وإغلاق المنافذ التي يتسلل منها الانقلاب، ويعيد الثقة للشعب في قيادته.

لكن الخطر الأكبر يكمن في التراجع أو التباطؤ. فأي تردد في مواجهة الفساد وضبط الموارد وتفعيل مؤسسات الدولة، يعني عودة الانكشاف، ويمنح الحوثيين فرصة جديدة للتوسع والتوحش. والتاريخ يعلمنا أن الفرص الضائعة في معارك المصير لا تتكرر كثيراً.

لقد آن الأوان للشرعية أن تدرك أن قوتها الحقيقية ليست في بيانات الشجب، ولا في انتظار دعم خارجي، بل في بناء الداخل بوعي ومسؤولية، وفي كسب ثقة غالبية اليمنيين الذين يشكلون الحاضنة الحقيقية لمشروع الدولة. فإذا أحسنت الإدارة، ووحّدت الصفوف، وأغلقت ثغرات الفساد، فإنها ستملك زمام المبادرة، وتستطيع إنهاء مشروع الأقلية الحوثية الذي لا يعكس إرادة الشعب. أما إذا استمرت في الدوران حول نفسها، فإن ظهرها سيبقى مكشوفاً، وستظل المعركة مفتوحة على مخاطر أكبر، ينتظر نتائجها حاضر اليمن ومستقبله.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ورد الآن.. انفجار بركان الخيانة يولّد انقلاب مكتمل الأركان يهزّ حكومة المليشيا (تفاصيل اتساع الانقسام واقتراب الاقتتال)

الحدث اليوم | 1689 قراءة 

طارق صالح يترأس اجتماعًا عسكريًا: تأكيد على رفع الجاهزية وتعزيز التدريب

حشد نت | 958 قراءة 

البنك المركزي يتخذ قرار صارم ضد الكريمي وشركات أخرى

كريتر سكاي | 939 قراءة 

انقسام في الروايات حول مشادة بين سلطان العرادة وعيدروس الزبيدي خلال اجتماعات المعاشيق

عدن نيوز | 921 قراءة 

نثرها وغادر ..ومن هناك بدأ التمرد ...الزبيدي يغادر عدن متجهاً إلى أبوظبي

يني يمن | 894 قراءة 

إهانة صريحة .. الإمارات تمنع “عيدروس الزبيدي” من دخول أراضيها “صور”

الحدث اليوم | 842 قراءة 

السعودية تؤدب إسرائيل بطريقتها الخاصة وتثير جنون ”نتنياهو” بضربة موجعة

المشهد اليمني | 799 قراءة 

بعد رصد تلاعب بالعملة.. البنك المركزي يغلق تطبيق الكريمي جوال وعقوبات مرتقبة

تهامة 24 | 718 قراءة 

مصادر حكومية لـ“برّان برس”: عيدروس الزبيدي يُغادر إلى الإمارات رفقة هيثم طاهر على وقع أزمة القرارات

بران برس | 705 قراءة 

روسيا تضرب بولندا بوابل من الصواريخ.. والناتو يعلن حالة التأهب القصوى.

العاصفة نيوز | 498 قراءة