بشرى العامري:
قرار مليشيا الحوثي منع نشر الصور والفيديوهات التي توثق الضربات الإسرائيلية على صنعاء ومناطق سيطرتها ليس سوى محاولة بائسة للتغطية على حقيقة أن ما يحدث اليوم من قتل ودمار هو نتيجة مباشرة لمغامراتهم العبثية وزيف شعاراتهم الرنانة.
فمنذ أشهر ومليشيا الحوثي تملأ الدنيا ضجيجا عن “نصرة غزة” و”كسر هيبة إسرائيل”، لكنها لم تُسقط قطرة دم واحدة من جندي إسرائيلي، ولم تُدك حتى سور مبنى بسيط في تل أبيب. وكل ما فعلته هو فتح جبهة وهمية تحوّلت إلى ذريعة لإسرائيل كي تمطر صنعاء وغيرها بالويلات، بينما الخاسر الوحيد هو الشعب اليمني فقط وهو الذي يدفع ثمن هذه المغامرات العبثية، وإذا ما تجرأ أحد على الاعتراض أو كشف الحقيقة، انبرى أتباع المليشيا لتخوينه واتهامه بالعمالة لإسرائيل ومعاداة غزة والإسلام بأسره.
ويتشدق الحوثيون بالقضية الفلسطينية بصوت عال ليخفوا وراءه حقيقتهم بأنهم ليسوا سوى مجرد أداة بيد إيران، تتحرك وقتما تُحاصر طهران أو تحتاج إلى ورقة ضغط جديدة.
يدفع كلفتها الشعب اليمني وحده ثمنا باهضا ويحل الدمار والخراب ارجاء البلاد، بينما تظل غزة نفسها بلا أي مكسب من كل هذه الصواريخ والشعارات الجوفاء.
أما عن مبرر منع الحوثيين نشر صور الضربات الاسرائيلية وضحاياها حتى لايشمت العدو ولا يعرف حجم خساراتهم فهو ادعاء زائف وليس فيه أي حرص على سلامة المواطنين حتى، بل هو خوف من انكشاف الأكذوبة الكبرى في أن المقاومة الحوثية لم تجلب سوى الجوع والحصار والدمار لليمن، ولم تحرر شبرا واحدا من فلسطين.
أرادوا أن يظهروا أبطالا في الإعلام، ولكنهم حقيقة ابطالا من ورق تلعب بها طهران متى ارادت، ليتحولوا إلى سبب في سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، وإلى وصمة عار على جبين بلد أنهكته كل هذه الحروب العبثية في الداخل واستعداء العالم اجمع.
والحوثي الذي يزعم نصرة غزة، هو ذاته من يمنع اليمنيين من كشف الحقيقة، ويكمم الأفواه، ويجرّم نشر صور القصف. ويريد أن يبقى وحده المتحدث باسم المظلومية والانتصار، بينما الواقع يكذّب خطابه صباح مساء.
لذل فإن اليمنيون وحدهم اليوم مطالبون برفع الصوت عاليا في وجه مليشيا الدمار لوقف خداعها الزائف باسم فلسطين، والتوقف عن التسبب باراقة المزيد من دماء الأبرياء.
وعلى العالم أجمع أن يرى الحقيقة كاملة كما عي وليس وفق مصالحه فقط بأن الحوثي لا يقاتل من أجل غزة إطلاقاً بل يقاتل لأجل إيران وأجندتها فقط، ولا يرفع صوته إلا حين يريد وليّه الفارسي أن يساوم.
وأخيراً التاريخ لن يرحم أحدا تخاذل، فالوعي الشعبي يجب أن يكون السلاح الأقوى لكشف هذه الأكاذيب.
وآن الأوان لأن نقولها بوضوح اليمن ليس ورقة بيد إيران، والحوثي ليس إلا مشروع خراب يُخفي جرائمه بشعارات زائفة،وآن الاوان للتخلص منه دون رجعة والتكاتف صفا واحدا من أجل استقرار البلاد وبناء وطن جديد حقيقي، يمن اتحادي يتساوى فيه جميع أبنائه، ولا مكان فيه لاي مليشيا في أي رقعة على ارضه ولا ادعاءات المظلومية، بل دولة عادلة تسع الجميع وتكفل حقوقهم جميعا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news