يشهد مستشفى كمران الريفي في مديرية المراوعة بمحافظة الحديدة انهياراً شبه كامل في خدماته الطبية، وسط انعدام الأدوية والمستلزمات الأساسية، ما يضع الآف المرضى أمام خطر الموت في ظل حصار وتضييق تمارسه مليشيا الحوثي على المنظمات الإنسانية ومنعها من تقديم الدعم.
مصادر طبية وميدانية أوضحت أن المستشفى لم يعد قادراً على استقبال الحالات الطارئة أو تقديم العلاجات الأولية، حيث يُجبر المرضى على شراء الأدوية والفحوصات من السوق، بينما يعجز كثيرون عن دفع حتى رسوم الدخول البسيطة. وتذهب الإيرادات القليلة التي يُحصّلها المستشفى إلى جيوب الفاسدين، بدلاً من توجيهها لتشغيل الأقسام أو توفير أبسط الاحتياجات الطبية.
الطبيب عبدالرؤوف باري، الذي التحق مؤخراً بالعمل في المستشفى، وصف المشهد بأنه “صادم”، مؤكداً أنه وجد أطفالاً ونساءً يفترشون الأرض أمام قسم الطوارئ دون توفر أي علاج، حتى أبسط المستلزمات كالمحاليل أو خافضات الحرارة. وقال: “ذهبت لاستلام أجري فقيل لي لا يوجد شيء في الصندوق… وسأغادر للأبد”.
وفي ظل هذا الانهيار، أعلن قائد مقاومة المراوعة التهامية، سامي باري، إطلاق مبادرة إنسانية لتوفير شحنة إسعافية من الأدوية لقسم الطوارئ في المستشفى، بالتنسيق مع محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، ومدير مكتب الصحة الدكتور علي الأهدل، مؤكداً أن الشحنة ستسلم مباشرة لإدارة المستشفى إذا سمحت المليشيا بفتح طريق حيس–الجراحي لمرورها.
وانتقد باري تقاعس إدارة مصنع كمران والجهات الحوثية عن القيام بواجبها تجاه المستشفى، رغم أن حياة المرضى على المحك. وشدد على أن المبادرة لا تحمل أي بعد سياسي، بل تأتي في إطار الواجب الإنساني لتخفيف معاناة الأهالي.
ويعد مستشفى كمران أحد أهم المرافق الصحية الخيرية التي تخدم ثماني مديريات شرقي الحديدة، ويعتمد عليه الفقراء بشكل رئيسي في ظل عجزهم عن السفر لمسافات طويلة إلى مركز المحافظة للحصول على العلاج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news