الحوثي.. دمار لليمن ومكاسب مجانية لإسرائيل !!
قبل 4 دقيقة
لا يحتاج الإرهابي وعميل إيران، عبد الملك الحوثي، إلى برهان إضافي ليؤكد أن الإماميين من أمثاله أكثر من دمّر اليمن عبر تاريخها القديم والحديث. فتكفي نظرة واحدة إلى حصيلة عشر سنوات من سيطرة المليشيا الحوثية التابعة لإيران: اليمن اليوم بلا مؤسسات دولة، بلا سيادة، بلا كرامة لليمنيين في كل أنحاء العالم. بلد يُنهب، يُهدم، يُسحق شعبه، وأرضه تحترق تحت أقدام شرذمة لا تعرف إلا الخراب والطغيان. كل جبروت مر ويمر على اليمن هو شهادة حية على حجم الدمار الذي ألحقوه بهذا الوطن العظيم
.
وبعد كل هذه الحرائق، يقف معتوه مران على منبره ليرفع شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل"، وكأنه بطل معارك كبرى ضد الاحتلال، بينما الحقيقة الواضحة للعيان أن إسرائيل لم تسمع منه سوى الصراخ في المنابر والإعلام، ولم تخسر منه سوى بعض الشعارات على الجدران.
منذ أن اجتاح الحوثيون صنعاء عام 2014 بمساندة الإخوان، أسقطوا اليمن في قبضة مشروع عبثي إرهابي وقمعي وسلالي لم يعرف اليمنيون مثله منذ مئات السنين، سوى جباية الأموال وأخذ الرهائن وتكبيل الأحرار في السجون، ولا من السياسة سوى الحرب وزج الشباب بها، بما يخدم بقائهم واستمرار حكم السلاليين الطائفيين، ممن عادوا لاختطاف الدولة بعد أن قضت ثورة سبتمبر على مشروعهم المتخلف.
في عهد الإرهابي معتوه مران، تقطعت الطرق الرئيسية التي تربط المدن تحت نيران المعارك ونقاط الإرهاب، الموانئ تحولت إلى ثكنات عسكرية ومنفذ تهريب للسلاح والمخدرات، ومحطات الكهرباء تعطلت، والمدارس والمستشفيات خرجت عن الخدمة. لم يترك الإرهابي الحوثي حجرًا على حجر إلا وخرّبه، لتغدو اليمن واحدة من أكثر مناطق العالم فقرًا وهشاشة، والأدهى من ذلك أن زعيم الميليشيا الإرهابي معتوه مران يتعامل مع هذه الكوارث وكأنها انتصارات تاريخية.
نراه يوزع خطبه المسعورة من كهوف مران، يصرخ ضد إسرائيل، لكنه لا يجرؤ أن يطلق رصاصة قاتلة نحوها. السماء اليمنية بلا دفاعات جوية، مكشوفة للطائرات المسيّرة والصواريخ، بينما المدنيون وحدهم من يدفعون الفاتورة بالدم والدمار.
في المقابل، الكيان الصهيوني لم يكن في وضع أفضل منذ عقود، بينما الحوثي يهدم اليمن تحت لافتة فلسطين، وكانت إسرائيل تحصد مكاسب استراتيجية على الأرض وفي البحر والجو. والحقيقة الدامغة أن الحوثي منح إسرائيل توسعًا بحريًا غير مسبوق في البحر الأحمر وباب المندب، حيث استغلت الفوضى الحوثية لتعزز وجودها العسكري والاستخباري في أهم الممرات البحرية العالمية.
ولم تجرؤ إسرائيل على العربدة في السماء العربية منذ 1982م، سواء عبر الاختراق الجوي للأمن القومي العربي بالطائرات الحربية وأجهزة الاستطلاع، أو عبر أذرع إيران في المنطقة، في الوقت الذي يعلم معتوه مران أن اليمن حلقة رخوة بلا غطاء دفاعي.
إن المتتبع لحلقة الصراع العربي–الصهيوني يدرك تمامًا أن الحوثي منح إسرائيل شرعية سياسية من خلال موجة التطبيع، التي أعطت تل أبيب ما لم تحلم به في العقود الماضية وحققت دعمًا عسكريًا غير مسبوق من الولايات المتحدة وأوروبا، بما يضمن تفوقها النوعي على كل جيرانها.
وبينما تحقق إسرائيل هذه المكاسب، ماذا جنت فلسطين واليمن من "شعارات الحوثي"؟ لا شيء سوى المزيد من الاختفاء من الخارطة والتهميش الإقليمي والدولي. بل إن الاحتلال وجد في هذه الشعارات مادة دعائية مثالية لتصوير المقاومة الفلسطينية واليمن على أنهما جزء من مشروع إيراني، ما وفّر له غطاءً إضافيًا لجرائمه، وفتح له أبواب تعاطف دولي لم يكن ليتحقق لولا عبث الحوثي وأمثاله.
المقارنة مؤلمة: إسرائيل تكسب كل يوم على حساب العرب، فلسطين تخسر كل يوم في ظل انقسامها الداخلي وتوظيف قضيتها في أجندات الآخرين، واليمن يغرق في خراب شامل بسبب مليشيا إرهابية لا تعرف من "النصرة" سوى المتاجرة بالشعارات.
الحوثي اليوم ليس سوى زعيم مليشيا مأزومة، يبيع الوهم لأنصاره، ويدمر بلاده، ويقدّم هدية مجانية لإسرائيل التي تستثمر الفوضى لتوسع نفوذها. وبدلاً من أن تكون اليمن سندًا استراتيجيًا للقضية الفلسطينية، تحولت إلى بلد ممزق، منهك، منهوب، تسكنه الأزمات وتتحكم به الميليشيات.
الحقيقة أن الإرهابي المعتوه عبد الملك الحوثي لم يقاتل إسرائيل يومًا ولن يقاتلها، معركته الوحيدة هي ضد اليمنيين وضد كل ما تبقى من مقومات دولتهم. شعار "الموت لإسرائيل" لم يكن إلا غطاءً لتدمير صنعاء وتعز والحديدة وصعدة والبيضاء والجوف، وإغراق اليمنيين في فقر مدقع وانهيار كامل للخدمات.
إن إسرائيل تعرف كيف تحوّل الأزمات العربية إلى فرص ذهبية، بينما الحوثي لا يعرف إلا كيف يحوّل وطنه إلى جحيم. والنتيجة أن فلسطين لم تكسب شيئًا، بل خسرت أكثر، واليمن لم يربح إلا الموت والخراب، وإسرائيل وحدها خرجت بالجوائز الكبرى: تفوق استراتيجي، دعم دولي، وتوسع إقليمي.
هذه ليست مصادفة، بل هي طبيعة المشروع الحوثي الانعدامي للروح الوطنية، فهو مشروع هدم داخلي لا يملك رؤية ولا دولة ولا مستقبل، يرفع شعارًا أكبر من حجمه ليتستر على عجزه، فيما يترك الباب مفتوحًا لإسرائيل كي تعزز اختراقها للمنطقة وتستكمل مشروعها التوسعي.
أن الحوثي لم يكن يومًا نصيرًا لفلسطين ولا مقاوِمًا لإسرائيل، بل كان عدوًا لدودًا لليمنيين أنفسهم. واليوم، بعد كل هذا الخراب، على اليمنيين والعرب أن يسمّوا الأمور بأسمائها: الحوثي يهدم، إسرائيل تكسب، وفلسطين تخسر.
وها نحن اليوم نجد صنعاء، مدينة التاريخ والعراقة، صارت بين نارين، قصف إسرائيلي يمحو ملامحها، وخطاب حوثي زائف يتاجر بدمائها. تُقصف من السماء، وتُنهب على الأرض، ويُستنزف شعبها بين الجوع والخوف والقهر المستمر. شوارعها المدمرة تئن، وأسقفها المهدمة تصرخ بصمت، لكن رغم الخراب والحصار ورائحة الموت التي تحاصر كل زاوية فيها، تظل روحها عصية على الانكسار، تتشبث بالحرية، وترفض أن تُسحق تحت وطأة الجبروت والظلام، حاملة في قلبها صمود أجيال لن تنحني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news