حبيب أحمد، أو كما كان يسميه زملاؤه "حبيب تباتيك"، لكثرة تركيزه على تفاصيل اللقطات أثناء الإخراج، ليقدّم تحفًا فنية مبدعة. وُلد حبيب أحمد عام 1944م في عدن، ودرس فيها. وفي منتصف ستينيات القرن الماضي، سافر إلى القاهرة والتحق بمعهد التلفزيون في ماسبيرو لدراسة الإخراج التلفزيوني .
عاد حبيب في نهاية عام 1968م، وقدّم شهادته للتلفزيون، لكنهم لم يقبلوه بسبب عدم وجود "واسطة". فاتجه للعمل في سلك التدريس لمدة سبع سنوات. وعندما استقل التلفزيون عن الإذاعة ماليّاً وإداريّاً، وتولى إدارته الشهيد عبد الله شرف، توسّعت مهام التلفزيون وإمكاناته ، فتم قبول عدد من الكوادر عام 1976م ، من بينهم حبيب أحمد ، الذي عُيّن مخرجاً تلفزيونياً وتدرّج حتى أصبح من كبار المخرجين وأشهرهم .
يتميّز حبيب بهدوئه وأخلاقه العالية في التعامل مع زملائه، كما أنه مخلص، ومثابر، وملتزم في عمله ، يجتهد كثيراً ليجعل عمله ناجحاً ومتميّزاً.
لم أُبالغ عندما قلت إنه مخرج شامل... فهو أبو النقل المباشر .. نقل الاحتفالات الرسمية والجماهيرية في عدن وبعض المحافظات ، ونقل المباريات الرياضية على الهواء مباشرة ، كما قام لفترة طويلة بنقل شعائر صلوات الأعياد وأيام الجمعة ، أخرج برامج الأطفال، والمنوعات، والبرامج الاقتصادية، والثقافية، والدرامية .. قام ، مع الباحث التاريخي محمد زكريا "زكو" ، بالنزول الميداني إلى كل المحافظات ، وتصوير المساجد التاريخية المشهورة فيها، وإعداد وإخراج حلقات عن المساجد التاريخية في اليمن .
ذات مرة ، سألت أستاذي حبيب تباتيك : أيُّ البرامج التي قمت بإخراجها أحبُّ إلى قلبك ؟ ولماذا؟ فردّ عليّ بسرعة ودون تفكير: "برنامج مجلة التلفزيون.. قمتُ بإخراجه وتطويره ، وجعلته بمعية زملائي برنامجًا يحظى بشعبية كبيرة لعدة سنوات، إلى أن توقّف .
شارك حبيب أحمد في دورة تدريبية طويلة في جمهورية تشيكوسلوفاكيا (سابقاً ) ، وأخرى في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى عدة دورات في المركز العربي للإذاعة والتلفزيون بدمشق، حيث اشترك مع مخرجين عرب في نقل مباشر لمباريات من استاد العباسيين ، باستخدام عربة نقل بتسع كاميرات تابعة للتلفزيون السوري . كما مثّل رسمياً تلفزيون عدن في المهرجان الدولي للأطفال في العراق .
حبيب أحمد ..آخر من تبقّى من كبار مخرجي تلفزيون عدن ، لا يزال على قيد الحياة ، وقد ناهز الحادية والثمانين من العمر.. أما آن الأوان لتكريمه ؟ هل ننتظر رحيله لنكرّمه بعد فوات الأوان ونتحسّر على فقده ؟ امنحوا هذا المخرج الشامل ما يستحقه من التكريم و التقدير ، وهو بيننا.
الإعلامي / أحمد محمود السلامي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news