محللون للمهرية نت: عدوان إسرائيل على الدوحة تجاوز فاضح للخطوط الحمراء

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
محللون للمهرية نت: عدوان إسرائيل على الدوحة تجاوز فاضح للخطوط الحمراء

في وقت كان الفلسطينيون ينتظرون بوادر تهدئة توقف المذبحة في غزة، نقلت إسرائيل حربها إلى ما وراء ساحات القتال؛ فقد استهدفت، بـ12 صاروخًا مقرًا في العاصمة القطرية الدوحة كان يضم وفدًا فلسطينيًا يشارك في مباحثات وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى بطلب أمريكي، في خطوة وُصفت بأنها “غادرة” وتجاوز صارخ للأعراف الدولية والحصانة الدبلوماسية

 

 

وحسب محللين، فإن الضربة الإسرائيلية على الدوحة مثلت رسالة سياسية تجاوزت ساحة غزة إلى قلب العواصم العربية، في محاولة من تل أبيب لإفشال أي مسار تفاوضي أو وساطة قد تفضي إلى تهدئة، واستهداف مباشر لدور قطر الذي تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى منصة حوار إقليمي.

 

 

منعطف خطير

 

ويقول المحلل السياسي الدكتور فواز العفاري إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة يمثل منعطفاً غير مسبوق في سجل الاعتداءات الإسرائيلية، ويختلف جذرياً عن محاولات الاغتيال التي نُفذت سابقاً في الاردن أو الإمارات أو إيران.

 

 وأوضح في تصريح خاص لـ"المهرية نت" أن قطر منذ اللحظة الأولى اتخذت مسار الوساطة، ما جعلها ساحة حساسة على المستويين الجغرافي والسياسي، لافتاً إلى أن وجود قاعدة العديد، التي تضم نحو 20 ألف جندي أمريكي، يضاعف من حساسية الموقف ويكشف أبعاد الاستهداف.

 

وأضاف العفاري أن الدوحة لعبت دور الوسيط منذ بداية المعركة، وأنها كانت قد انسحبت من الوساطة مرتين بسبب العقبات التي واجهتها، قبل أن تؤكد لاحقاً أن مكتب حركة حماس في قطر موجود بعلم ورغبة أمريكية لتسهيل عملية التفاوض في الملف الفلسطيني الأكثر تعقيداً. وأشار إلى أن قطر، حينما أدخلت الأموال إلى غزة عبر المنح القطرية على مدى سنوات، كانت تقوم بذلك بتنسيق مباشر مع واشنطن وتل أبيب.

 

وشدد على أن الضربة الإسرائيلية للدوحة تمثل تجاوزاً فاضحاً للخطوط الحمراء، فـ"قطر ليست عدواً" لإسرائيل مثل حزب الله في لبنان أو النظام السوري سابقاً أو الحوثثين في اليمن، بل هي وسيط يحاول الحفاظ على التوازن بين الأطراف المختلفة. 

 

واعتبر أن هذا الاستهداف هو ضربٌ لمفهوم الوساطة في المقام الأول، وللسيادة الخليجية ودول مجلس التعاون ثم سيادة الدول بشكل عام، واصفاً ما حدث بأنه "أشأم فعل يمكن أن يُسجل في التاريخ المعاصر، حين تُضرب دولة وسيطة".

 

ولفت العفاري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برّر العملية بالقول إنه تم استهداف قيادة حماس في المكان الذي "احتفلوا فيه" بعملية السابع من أكتوبر، معتبراً هذه الرواية تسويقاً للغرب لتبرير الضربة، "فهم لم يكونوا في قطر وقتها، بل كانوا في تركيا".

 

 وأكد أن هذه الضربة ليست فقط هجومًا على وفد فلسطيني، بل على مفهوم الوساطة نفسه وعلى الدور العربي في إدارة الصراعات، وهي في الوقت ذاته امتحان للخطاب الغربي الذي يرفع شعار “الاستقرار” فيما يغضّ الطرف عن قصف عاصمة تلعب دور الوسيط.

 

 

 

واختتم العفاري تصريحه بالقول إن الضربة الإسرائيلية للدوحة لا يمكن التعامل معها كعملية اغتيال عابرة، بل كواقعة خطيرة تمس الأمن والاستقرار الدوليين، وتحمل في طياتها بذور تصعيد قد يقود إلى نزاعات كبرى وربما يشعل شرارة حرب عالمية ثالثة في المستقبل القريب.

 

ضربة تكشف وهم “التطبيع” 

في زمنٍ تُقصف فيه العواصم قبل المخيمات وتُستهدف الوفود قبل المقاتلين، لم تعد إسرائيل حتى بحاجة إلى عناء تبرير جرائمها، فيدها باتت طويلة تضرب حيث تشاء: في غزة، في جنين، في صنعاء، وها هي اليوم تمتد إلى قلب الخليج المستقر.

 

ويرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة لم يكن مجرد استهداف أمني لمقرات حركة حماس، بل تحوّل إلى رسالة سياسية صريحة تكشف هشاشة ما يسمى بمسار “التطبيع” العربي مع إسرائيل.

 

الأكاديمي عمر عبدالجليل قال في تصريح لـ"المهرية نت" إن “قصف العاصمة القطرية الدوحة يمثل دليلاً جديداً على أن التطبيع مع الكيان المحتل ليس إلا وهماً، وأن الجميع بات في مرمى نيران هذا الكيان الصهيوني”. 

 

وأضاف عبدالجليل أن “استهداف مقرات حركة حماس في قلب الدوحة يعد اعتداءً خطيراً يؤكد أن هناك حرباً معلنة على كل الشرق الاوسط، وأنه لا فرق بين واشنطن وتل أبيب فكلاهما يكمل الآخر في شن حرب حقيقية لإنهاء القضية الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً”.

 

 

ويرى عبدالجليل أن “التحذيرات كانت واضحة منذ سنوات طويلة بأن هذا الكيان المتغطرس يمثل شراً على الجميع، ولا يفهم سوى لغة الدم والرصاص”، مبيّناً أن “ما ينفذه منذ أكثر من 700 يوم في غزة وسوريا وغيرها من الدول العربية يأتي في إطار مخطط للتوسع والاحتلال على حساب دماء العرب والمسلمين

 

ويشير مراقبون إلى أن الهجوم على الدوحة ليس استثناءً بل امتداد لسلسلة من الضربات الإسرائيلية التي طالت صنعاء وبيروت ودمشق وغزة، وصفعة وقحة في وجه السيادة العربية، وإهانة علنية لكل من ظنّ أن التطبيع سيمنحهم حصانة، أو أن الحياد سيحميهم من نيران الاحتلال.

 

ومضى قائلا إن قصف قطر يمثل لحظة فاصلة تكشف سقوط أوهام “التطبيع” و”الضمانات”، وتعيد إلى الواجهة التساؤل القديم: من يحمي من، ومن يملي الشروط؟

 

وأضاف أن غياب موقف عربي موحّد سيجعل هذه الرسائل الصاروخية تتنقل بين العواصم، لتذكّر الجميع بأن الاحتلال لا يعرف حدودًا ولا يحترم سيادات الدول.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الإمارات تقود السلام.. من غزة إلى عدن

العاصفة نيوز | 567 قراءة 

اسرائيل.. تحضيرات تاريخية لزيارة زعيم مسلم .. من هو ؟

موقع الأول | 539 قراءة 

كان في طريقه إلى إيران.. صيد حوثي ثمين في قبضة الشرعية.. والقبض على متسليين أجانب

المشهد اليمني | 485 قراءة 

خسائر الحوثيين تتصاعد.. تشييع 27 عنصرًا بينهم قيادات رفيعة منذ مطلع أكتوبر

حشد نت | 458 قراءة 

بن بريك ينفجر غاضبًا: الجنوب يُنهب بشعارات وطنية زائفة!

موقع الأول | 421 قراءة 

الريال اليمني يتراجع أمام العملات الأجنبية.. إليك التفاصيل بالأرقام

المرصد برس | 420 قراءة 

عاجل:تدشين صرف المرتبات ظهر اليوم عبر هذا البنك

كريتر سكاي | 405 قراءة 

لجنة تسليم المباني تسلم فلة مواطن إلى زوجته (صور)

كريتر سكاي | 377 قراءة 

عاجل:وصول جثمان الفنان علي عنبه الى صنعاء(صور)

كريتر سكاي | 303 قراءة 

أول تعليق من تيار القيادي صلاح الشنفرة حول فعالية الإنتقالي بذكرى 14 اكتوبر في الضالع

يمن فويس | 280 قراءة