تكريم غير مسبوق في اليمن... طالبة تتسلّم سيارة بعد تصدّرها نتائج الثانوية

في لفتة تُعدّ سابقة في تاريخ التكريمات التعليمية باليمن، قدّم بنك القطيبي الإسلامي للتمويل الأصغر سيارة "هيونداي سوناتا" كجائزة استثنائية للطالبة مريم عبدالرقيب أحمد علي، التي حققت المركز الأول على مستوى الجمهورية في شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024–2025.

جاء ذلك خلال الحفل التكريمي الكبير الذي نظّمته مدرستا سماء عدن النموذجية والنبراس الأهلية، برعاية كريمة من معالي وزير التربية والتعليم، ومشاركة رسمية من قِبل البنك، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "رسالة قوية إلى الأجيال: الجدّ يُكافَأ، والمُجتهد يُرفع شأنه".

تتويج المتفوقة الأولى بجائزة لم يسبق لها مثيل

لم تكن مجرد كلمات ترحيب أو درع تذكاري، بل كانت مفاجأة مدوية حين أُعلن عن منح الطالبة مريم عبدالرقيب — التي حصدت أعلى معدل وطني في الثانوية العامة — سيارة سوناتا 2025، في لحظة أشعلت دموع الفرح في عيون الحاضرين، وحولت قاعة الحفل إلى بحر من التصفيق والهتافات.

وأوضح المنظمون أن هذه المبادرة تأتي ضمن حملة وطنية لتعزيز ثقافة التفوق، وتمكين الطالبات المتفوقات من أدوات النجاح المستدام.

إلى جانب مريم، تم تكريم 11 طالبة متميزة من مدرستي سماء عدن والنبراس، حصلن على مراكز متقدمة على مستوى محافظة عدن، بجوائز مالية، أجهزة ذكية، ودروع تحفيزية، في إشارة واضحة إلى دعم البيئة التعليمية التي تُنتج النجوم.

بنك القطيبي: التعليم هو الاستثمار الأغلى

في كلمته خلال الحفل، أكد الأستاذ عبدالسلام الوردي، الرئيس التنفيذي لبنك القطيبي الإسلامي للتمويل الأصغر، أن "الإنسان هو رأس المال الأغلى، والتعليم هو الاستثمار الأسمى"، مضيفاً:

"نحن لا نُكافئ نتائج فقط، بل نُكافئ عُمراً من السهر، وتعباً من الجد، وتضحيات من الأسر. دعم المتفوقات ليس خياراً، بل واجب مجتمعي نفخر به."

وأشار الوردي إلى أن البنك يُخصص سنوياً نسبة 15% من ميزانية المسؤولية المجتمعية لدعم المبادرات التعليمية، خصوصاً في مجالات التمكين النسائي، والبنية التحتية المدرسية، وتقديم منح دراسية للطلاب المتميزين من ذوي الدخل المحدود.

درع تكريمي للبنك: شهادة تقدير من روّاد التعليم

وخلال الحفل، قدّمت إدارة مدرستي سماء عدن والنبراس درعاً تكريمياً رفيعاً لبنك القطيبي الإسلامي، تسلّمه الأستاذ صابر الكناني، ممثل البنك في الفعالية، تقديراً لدوره المحوري في إنجاح الحدث، ودعمه غير المحدود لقطاع التعليم في العاصمة عدن.

وأشادت الأستاذة نادية الحدي، مديرة مدرسة سماء عدن، بالشراكة الاستراتيجية مع البنك، قائلة:

"لولا دعم بنك القطيبي، لما تحوّل هذا الحلم إلى واقع. نحن لا نُكرم أوائل اليوم فقط، بل نُرسّخ ثقافة التميز لأجيال قادمة."

مدارس رائدة، وبنك مجتمعي: شراكة تصنع المستقبل

تُعدّ مدرستا سماء عدن النموذجية والنبراس الأهلية من أبرز المؤسسات التعليمية في الجنوب اليمني، حيث حققتا سجلاً حافلاً بالإنجازات على المستويين الوطني والعربي، بما في ذلك مراكز متقدمة في أولمبيادات العلوم واللغات.

أما بنك القطيبي الإسلامي للتمويل الأصغر، فهو أحد أبرز الكيانات المالية الداعمة للتنمية المجتمعية في اليمن، ويُعرف بمبادراته المستمرة في مجال التعليم، الصحة، وتمكين المرأة، حيث نفّذ خلال العام الماضي أكثر من 37 مشروعاً تنموياً في 8 محافظات.

هل نحن أمام بداية عصر جديد للتكريم التعليمي في اليمن؟

في زمن تراجعت فيه الاهتمامات بالإنجازات الأكاديمية، يأتي هذا الحدث كنقطة تحول حقيقية. فهل تُصبح جوائز مثل "السيارة للمتفوّقة الأولى" معياراً جديداً في دعم التعليم؟

وهل ستشجع هذه الخطوة مؤسسات أخرى على الاستثمار في العقول، لا فقط في المشاريع الربحية؟