الرئيس الزبيدي وتعزيز الاقتصاد الجنوبي.. ما بين التحديات والنجاح

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 97 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الرئيس الزبيدي وتعزيز الاقتصاد الجنوبي.. ما بين التحديات والنجاح

في وقت تتعاظم فيه التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها أبناء الجنوب، من خلال هذا يبرز الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في تبنى مشروع إصلاح مالي وإداري يهدف إلى إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة وتعزيز مواردها السيادية والمحلية.

فمنذ أن تولى الرئيس الزبيدي رئاسة اللجنة العليا للإيرادات السيادية والمحلية، تحولت اجتماعات اللجنة إلى ما يشبه غرفة عمليات اقتصادية، تناقش التقارير، تراجع القرارات السابقة، وتبحث عن مخارج عملية لضبط مسار الإيرادات في ظل ظروف استثنائية يمر بها الجنوب.

"إرث ثقيل من الفوضى المالية"

حيث عانت المؤسسات المالية والإيرادية في الجنوب من ضعف المنظومة الإدارية ، فضلاً عن الفساد الذي نخر جسدها طوال سنوات الاحتلال اليمني حتى هذه اللحظة وذلك لكون الإيرادات العامة تتعرض للتشتيت، عبر حسابات متفرقة لدى البنوك التجارية وشركات الصرافة، ما جعل الدولة عاجزة عن ضبط تدفقاتها المالية.

اليوم، يسعى الرئيس الزبيدي عبر اللجنة إلى قلب هذه المعادلة، بدءاً من توجيه البنك المركزي ووزارة المالية بحصر الحسابات الموازية وإغلاقها، وصولاً إلى فرض رقابة صارمة على أداء الوزارات والجهات الإيرادية. وهو مسار يراه كثيرون بمثابة “عملية جراحية” لا غنى عنها لإنقاذ اقتصاد الجنوب.

رغم كل الملفات، يبقى ملف الكهرباء هو العنوان الأبرز، بل التحدي الأكبر أمام اللجنة الاقتصادية .. وفي اجتماعها الأخير، وضع الرئيس الزبيدي إصبعه على الجرح، مؤكداً أن تأمين وقود محطات الكهرباء يمثل أولوية قصوى، خصوصاً في ظل أجواء الصيف الحارقة في العاصمة عدن والمحافظات الساحلية.

كما ان تقرير وزير الكهرباء أوضح فيه ما تم إنجازه بشأن تجديد عقد توريد الوقود، غير أن الرئيس الزبيدي شدد على ضرورة مضاعفة الجهود لتفادي الانطفاءات المتكررة التي تضاعف معاناة المواطنين.

ويقول اقتصاديون إن ربط قرارات اللجنة مباشرة بحياة الناس، ولاسيما في مجال الطاقة، هو ما يمنحها ثقلاً سياسياً ويحولها من مجرد لجنة مالية إلى أداة لإدارة الأزمات المعيشية.

إلى جانب الطاقة، تطرق اجتماع اللجنة إلى إصلاحات ضريبية وجمركية واسعة.

فالهدف المعلن هو “توسيع قاعدة التحصيل” ووقف النزيف المستمر في موارد الدولة، خصوصاً في الموانئ والمنافذ التي تشكل شرايين أساسية لاقتصاد الجنوب.

محللون سياسيون جنوبيون يرون أن هذه الإصلاحات تمثل مواجهة مباشرة مع اقتصاد الظل وشبكات التهرب، وهي معركة ليست سهلة بالنظر إلى ارتباطها بمصالح نافذة اعتادت الاستفادة من الفوضى. لكن اللجنة تبدو مصممة على المضي قدماً، مدفوعة بإرادة سياسية من قيادة الانتقالي التي تسعى لإرساء قواعد الانضباط المالي.

ما يميز توجيهات الرئيس الزبيدي في هذه الاجتماعات أنها لا تقتصر على لغة الأرقام والموارد، بل تتبنى خطاباً سياسياً يعلي من شأن الشفافية والانضباط المالي والإداري.

فهو يدرك أن بناء دولة جنوبية قادرة يبدأ من هنا: من قدرة مؤسساتها على إدارة مواردها بعدالة وكفاءة، بعيداً عن العبث أو ازدواجية القرار.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الفلسفة تعكس إدراكاً عميقاً بأن المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، وأن النصر في الأولى شرط لتحقيق الاستقرار في الثانية.

مع ذلك، تبقى التحديات كبيرة. فشبكات الفساد متغلغلة، والبنية التحتية لمؤسسات الدولة ما زالت هشة، كما أن الوضع الأمني والسياسي يفرض ضغوطاً إضافية على عملية الإصلاح.

إلى جانب ذلك، فإن التزامات الحكومة تجاه الرواتب والخدمات الأساسية تحتاج إلى موارد ضخمة قد لا تكفي الإيرادات الحالية لتغطيتها بالكامل.

لكن المؤشرات الأولى تبعث على التفاؤل فإرادة القيادة السياسية، إلى جانب تماسك مؤسسات الجنوب تحت مظلة الانتقالي، توفر أرضية صلبة يمكن البناء عليها.

كما أن، يبقى المواطن الجنوبي هو المعني الأول بهذه القرارات.

بينما يترقب أن تنعكس جهود اللجنة على واقع الكهرباء والخدمات، يعيش حالة من الترقب المشوب بالأمل، مدركاً أن ما يجري اليوم قد يشكل الخطوة الأولى نحو تأسيس إدارة مالية رشيدة تمكّن الدولة من الوفاء بالتزاماتها.

وفي هذا السياق، يقول أحد الناشطين: “نجاح الرئيس الزبيدي في ضبط الإيرادات سيكون نقطة تحول، ليس فقط على مستوى الخدمات، بل على مستوى مستقبل الدولة الجنوبية التي يحلم بها المواطن الجنوبي.

بين تحديات العجز المالي وفرص الإصلاح، يمضي الرئيس الزبيدي في معركة صعبة لكنها حاسمة .. وذلك لانتهاجه فرض الانضباط وإغلاق أبواب الفساد، لكونه الجنوب سيضع أول لبنة حقيقية في مسار بناء مؤسسات الدولة الحديثة .

كما يمثل اجتماعات اللجنة الاقتصادية الرسالة الواضحة أن القيادة الجنوبية اختارت طريق الإصلاح، مهما كانت التحديات، وأن رهانها على الشفافية والانضباط قد يكون هو الرهان الأنجح لضمان المستقبل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الشرعية تعلن رسميا القضاء على القيادي الحوثي البارز أبو علي

نافذة اليمن | 662 قراءة 

رسمياً: السعودية تمنع على المقيمين امتلاك هذه السيارات بدايةً من اليوم

نيوز لاين | 479 قراءة 

الكشف عن ميناء نفطي يديره هذا المحافظ خارج عن سيطرة الشرعية

كريتر سكاي | 341 قراءة 

قرارات رئاسية بإغلاق هذه الموانئ البحرية المستحدثة في أربع محافظات يمنية

وطن نيوز | 314 قراءة 

مهاجرون افارقة يحتلون قرية يمنية ويقومون بتهجير اهلها احذر من العبور منها

كريتر سكاي | 306 قراءة 

أول رد حوثي على تهديدات نتنياهو الأخيرة بالقضاء على الحوثيين

المشهد اليمني | 267 قراءة 

داعية يمني يكشف طريقة مذهلة لإستجابة الدعاء بشكل فوري

نيوز لاين | 251 قراءة 

ظهور حيوان غريب يثير دهشة الأهالي في قرية الدمنة بتعز

نيوز لاين | 225 قراءة 

قرار الرئاسي رقم (11) الذي هزّ المؤسسات.. بن بريك في أول امتحان حقيقي!

موقع الأول | 207 قراءة 

قيادي حوثي منشق يُفجّر فضائح ”أخلاقية” داخل دوائر صنعاء.. ومقاطع مصورة تهدّد صورة الجماعة ”الزاهدة”

المشهد اليمني | 202 قراءة