طرابلس على صفيح ساخن.. صراع ميليشيات قد ينذر بـ"كارثة"

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 105 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
طرابلس على صفيح ساخن.. صراع ميليشيات قد ينذر بـ"كارثة"

تشهد العاصمة الليبية طرابلس توترا متزايدا مع تحشيدات عسكرية متبادلة حيث تطوق القوات الموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة العاصمة بحجة إنهاء نفوذ قوات الردع بينما تتحرك ميليشيات أخرى في تحشيد مضاد ما يهدد بانفلات أمني أو مواجهة مفتوحة قد تعرض حياة نحو 3 ملايين من سكان العاصمة للخطر.

بين الخطط الدولية والتوازنات المحلية

وتقف طرابلس اليوم أمام مفترق طرق بين مشاريع دولية متباينة وتوازنات محلية هشة فواشنطن عبر قوات الأفريكوم ومستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس تسعى إلى إبعاد السلاح الثقيل عن المدن والإبقاء على قوة شرطية مدنية مسلحة بأسلحة خفيفة تمهيدا لتهدئة الأوضاع وفتح المجال أمام شراكات اقتصادية مع التركيز على مواجهة التوسع الروسي.

في المقابل تدفع البعثة الأممية بخريطة طريق جديدة تركز على إعداد إطار انتخابي وتوحيد المؤسسات وتشكيل حكومة موحدة لكن من دون طرح آليات واضحة للتنفيذ على الأرض.

هذا التباين ظهر بوضوح في جلسة مجلس الأمن يوم 21 أغسطس الماضي حيث قدمت المبعوثة الأممية هانا تيتية مقترحات لإدارة الأزمة بدلا من حلها بحسب توصيف خبراء بينما اكتفت مندوبة الولايات المتحدة (دوروثي شيا ) بحث الليبيين على دراسة الخطة من دون إعلان دعم مباشر لها مكتفية بالتأكيد على دعم واشنطن لأي جهد ليبي – ليبي بما في ذلك جهود البعثة الأممية – حسب خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية".

أوراق الدبيبة

يحاول الدبيبة تقديم نفسه كمنفذ للخطة الأميركية الخاصة بإخلاء العاصمة من السلاح في مسعى للبقاء ضمن خيارات الحل الأممي وتجنب فرض حكومة بديلة قد تفتح ملفات المحاسبة أو تسحب المؤسسات من تحت سيطرة تحالفاته المسلحة .

ويؤكد أنصار حكومة الدبيبة أن تحركاته ضد الردع خطوة ضرورية لفرض سلطة الدولة بينما يرى معارضوه أن اتفاق جنيف لعام 2020 الذي أفرز حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي حصر صلاحيات إعلان الحرب والطوارئ في المجلس الرئاسي وحده.

الخطة الأممية مهددة

الباحث الليبي في شؤون الأمن القومي فيصل بوالرايقة قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن التحركات العسكرية الأخيرة تكشف هشاشة الترتيبات الأمنية التي رعتها الأمم المتحدة عقب الاتفاقات السابقة مؤكدا أن المشهد الليبي ما يزال محكوما بشبكات مسلحة ذات مصالح اقتصادية وأمنية أكثر مما هو محكوم بهيكل دولة.

وأضاف أن رفض السكان للتحشيدات يعكس حالة من السأم الاجتماعي من عسكرة الحياة اليومية محذرا من أن الخطة الأممية مهددة بالفعل لأن استمرار هذه التحركات يبعث برسالة سلبية مفادها أن السلاح ما يزال الحكم الأخير وأن أي تسوية سياسية ستظل هشة ما لم ترافقها عملية أمنية واقتصادية أعمق لإعادة دمج القوى المسلحة

تنفيذ لخطة دولية

الكاتب والباحث السياسي أحمد زاهر اعتبر أن ما يجري في طرابلس ليس مجرد ترتيبات أمنية محلية بل تنفيذ لخطة دولية مفروضة على الأرض تقاس بالنتائج لا بالتصريحات.

وقال زاهر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن جوهر الخطة هو إبعاد السلاح الثقيل عن المدن ونقله إلى قواعد خارج العمران وتمكين الشرطة النظامية من إدارة الشارع بعتاد فردي وتحت سلطة مدنية كاملة وأضاف أن الدبيبة ليس صاحب القرار بل منفذ تحت ضغط دولي مباشر وهو يتعامل مع الخطة كصفقة خروج آمن من المرحلة الانتقالية مع رهان على عودة انتخابية لاحقا مشيرا إلى أن التنفيذ معقد وبطيء لكنه الثمن اللازم لمغادرة آمنة وما يجري اليوم تمهيد مباشر لتنصيب سلطة انتقالية جديدة بولاية مدنية واضحة.

مواجهة كبرى غير مرجحة

الخبير السياسي محمد محفوظ يرى أن التحشيدات الحالية لا تعني بالضرورة اندلاع مواجهة كبرى موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية" أن فتح النار من جانب حكومة الدبيبة على قوة الردع ليس خيارا مؤكدا لأن أي مواجهة في قلب العاصمة ستضرب المرافق الحيوية مثل المطار والميناء وهو ما يعني شللا كاملا وسقوط ضحايا مدنيين وأضاف أن بعض القوى الخارجية قد لا تمانع في اندلاع مواجهة محدودة لكنها لن تسمح باستمرارها أكثر من 24 ساعة نظرا لخطورتها على الاستقرار الإقليمي والاقتصاد المحلي.

استعراض قوة

المحلل السياسي سليمان البيوضي اعتبر أن تحركات الدبيبة لا تتجاوز كونها استعراضا للقوة مؤكدا أن رئيس الحكومة غير قادر على تحويلها إلى مواجهة أوسع بسبب فقدانه الحاضنة الرئيسية في مصراتة.

وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مصراتة لم تعد منذ 2011 تتعامل مع الحرب كتحشيد عسكري فقط بل كمزاج عام يتطلب دعما مجتمعيا ولوجستيا وقبليا وهو ما لا يتوفر حاليا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

غارة دقيقة تستهدف عبدالملك الحوثي في كهفه.. والمليشيات توجه تهمة خطيرة لموظفين في المنظمات بصعدة

المشهد اليمني | 668 قراءة 

طارق صالح: اليمن تحتاج دعم العالم لحماية أمنها البحري ومواجهة التطرف

حشد نت | 579 قراءة 

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

المرصد برس | 468 قراءة 

حذر من تلميع " الكهنوت".. التكتل الوطني للأحزاب يدين استضافة عبدالملك الحوثي في المؤتمر القومي العربي ببيروت

حشد نت | 456 قراءة 

اختفاء اعتراف امرأة بارتكابها خطيئة وتوبتها بعد أن فاجأها نزول الحيض أثناء وجودها في معبد "أذنان"في اليمن

كريتر سكاي | 391 قراءة 

حقيقة مصرع العاطفي والحوثي

أنباء عدن | 389 قراءة 

  غارة جوية تستهدف مخبأً سرياً لعبدالملك الحوثي في صعدة وإصابة أحد أقاربه .. واعتقالات تطال موظفين في الأمم المتحدة .. عاجل

مأرب برس | 356 قراءة 

استمع لكلمة زعيم الحو ثيين.. ماهو موقف طارق صالح من انضمام شقيقه للمحور الايراني؟ هل هو تبادل ادوار؟

كريتر سكاي | 324 قراءة 

خيانة تحت أعين القومية في مؤتمر بيروت: المخلافي يصفق لعبدالملك الحوثي ويدافع عن إيران

عدن تايم | 318 قراءة 

استعادة طفلة بعد اختطافها في عدن وهكذا كان مصير الخاطف

المشهد اليمني | 299 قراءة