ترمب يتراجع عن انتقاداته ويشيد بمودي

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 116 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ترمب يتراجع عن انتقاداته ويشيد بمودي

في خطوة بدت كمحاولة لاحتواء التوتر المتصاعد، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليشيد برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بعد تصريحات سابقة انتقد فيها توجهات نيودلهي، واعتبر أن واشنطن خسرت الهند الصالح الصين�.

وقال ترمب للصحافيين، الجمعة: �سأكون دائماً صديقاً لمودي. إنه رئيس وزراء عظيم وسأبقى دائماً صديقاً له، لكنني لا أحب ما يفعله الآن�. وأضاف: �الهند والولايات المتحدة تربطهما علاقة خاصة. لا يوجد ما يدعو للقلق، في إشارة إلى توتر العلاقات على خلفية استمرار الهند في شراء النفط الروسي، وهو ما تعده واشنطن دعماً غير مباشر لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وكان ترمب قد عبر عن �خيبة أمل كبيرة� من مواقف نيودلهي وموسكو، في وقت تشهد فيه الصين حراكاً دبلوماسياً واسعاً التعزيز نفوذها العالمي. وتزامنت تصريحات ترمب مع قمة �منظمة شنغهاي للتعاون� في مدينة تيانجين الصينية، والتي جمعت الرئيس الصيني شي جينبينغ بكل من مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مشهد عکس تقارباً مقلقاً للولايات المتحدة.

وفي رد مباشر على تصريحات ترمب، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في منشور على منصة �إكس�: �أقدر مشاعر الرئيس ترمب وأبادلها�. وأضاف أن العلاقات بين الهند والولايات المتحدة تمثل شراكة استراتيجية شاملة وإيجابية للغاية .... وتتطلع إلى المضي قدماً بها�.

التوتر في العلاقات لا يقتصر على التصريحات السياسية، بل يشمل أيضاً الجانب الاقتصادي؛ إذ فرضت الولايات المتحدة مؤخراً رسوماً جمركية تصل إلى 50 في المائة على الواردات الهندية، في إجراء عقابي بسبب استيراد نيودلهي للنفط الروسي بكميات متزايدة واشنطن ترى أن هذه الخطوة تسهم في تمويل آلة الحرب الروسية، بينما تصر الهند على أنها تبحث عن مصادر طاقة رخيصة لدعم اقتصادها المتنامي.

ورغم محاولة ترمب التهدئة، فإن التوتر في العلاقات تجاوز السياسة إلى ما وصفه مراقبون بـ �صراع ثقافي تقوده أوساط من حركة لنجعل أميركا عظيمة مجدداً (ماغا)، التي بدأت ترى في الهند تحدياً مزدوجاً، اقتصادياً وثقافياً.

وسائل إعلام أميركية عدة نقلت تعليقات عن عدد من المسؤولين الأميركيين الموالين الترمب، تحدثوا عن �حالة الغضب� التي تجتاح الحركة، في سياق التحريض على المهاجرين.

وكتب تشارلي كيرك، أحد أبرز داعمي ترمب: أميركا لا تحتاج إلى المزيد من تأشيرات القادمين من الهند. ربما لم يشرد أي شكل من أشكال الهجرة القانونية العمال الأميركيين كما فعل الهنود. كفى�. كما دعا جاك يوسوبيك، مقدم بودكاست مؤيد لـ �ماغا� إلى فرض رسوم على مواقع التواصل الاجتماعي جميعها، في إشارة إلى استحواذ الشركات الهندية على قطاع خدمات الدعم التقني.

هذه الخطابات المتشددة تعكس توجها جديداً في السياسة الأميركية الداخلية حيث أصبحت العلاقة مع الهند محل نقاش أوسع يتجاوز الدبلوماسية، لتصل إلى الهجرة والوظائف وحتى الهوية القومية.

وتفاقم التوتر مع استمرار الانتقادات لبرنامج تأشيرات إتش - 1 بي�، الذي تهيمن عليه العمالة الهندية ذات المهارات العالية، ما أدى إلى صدام داخلي بين القوميين المؤيدين الشعار �أميركا أولاً، وبعض حلفاء ترمب من وادي السيليكون.

بل وصل الأمر إلى حد توجيه انتقادات عنصرية صريحة من بعض رموز الحركة مثل لورا لومر، التي استهدفت أحد المستشارين الأميركيين من أصل هندي بتعليقات مسيئة، قبل أن يتم تعليق حسابها مؤقتاً على منصة �إكس�.

المفارقة أن الجالية الهندية الأميركية تمثل إحدى أكثر الشرائح دعماً لترمب داخل الولايات المتحدة. كما يحتل عدد من الأميركيين من أصل هندي مناصب رفيعة في إدارته، من بينهم كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). و هارمیت دهیلون مساعد وزير العدل، وجاي با تا تشاريا مدير المعاهد الوطنية للصحة. كما أن أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس جي دي فائس، هي أول سيدة ثانية أميركية من أصل هندي.

وعلى الصعيد الدولي، لا تزال شعبية ترمب مرتفعة في الهند. فقد أظهر استطلاع رأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مطلع العام أن أكثر من 80 في المائة من الهنود يرون أن عودة ترمب للرئاسة ستكون مفيدة للهند والسلام العالمي.

العلاقة بين واشنطن ونيودلهي تمر بلحظة دقيقة، تتشابك فيها المصالح الاستراتيجية مع الضغوط الداخلية والسياسات الشعبوية. وبينما يحاول ترمب الحفاظ على صورته صديقاً للهند ومودي، فإن التحولات داخل معسكره السياسي قد تعيد رسم ملامحالعلاقة من تحالف استراتيجي إلى منافسة مشوبة بالريبة الثقافية والاقتصادية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 773 قراءة 

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 629 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 617 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 548 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 488 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 479 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 473 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 408 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 396 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 352 قراءة