في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من أزمة جوع تهدد حياة ملايين اليمنيين، تواصل ميليشيات الحوثي استغلال أموال الزكاة لصالح أتباعها وتمويل نشاطها العسكري والسياسي، بدلاً من توجيهها للفقراء والمحتاجين.
مصادر محلية في صنعاء كشفت أن ما تسمى بـ"هيئة الزكاة" الحوثية دشّنت برنامجاً جديداً بقيمة 27 مليار ريال يمني (نحو 50 مليون دولار)، يُفترض أنه مخصص لمشاريع التغذية والصحة والنقد، لكنه في الحقيقة موجّه بالدرجة الأولى لأسر القتلى والجرحى والمقاتلين في صفوف الجماعة.
القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان أقرّ بأن جزءاً من الأموال سيُصرف لدفع فواتير ورواتب محدودة، لكن ناشطين إغاثيين يؤكدون أن المستفيد الفعلي هو عناصر الجماعة، بينما ملايين الموظفين والمواطنين ما زالوا بلا رواتب منذ سنوات.
بالتوازي مع ذلك، صعّدت فرق الحوثيين من حملات الجباية القسرية بحق التجار والمزارعين وأصحاب العقارات، تحت ذريعة "الزكاة" المرتبطة بالمولد النبوي، في وقتٍ وصف فيه سكان صنعاء تصريحات الجماعة حول "أزمة مالية خانقة" بأنها مجرد ذريعة جديدة لابتزاز ما تبقى من موارد الفقراء.آ
مجاعة وشيكة الأمم المتحدة، عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، حذرت من أن 18 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة الحادة خلال سبتمبر الجاري، بينهم 41 ألف شخص مهددون بالوصول إلى المرحلة الخامسة "الكارثية" في تصنيف الأمن الغذائي، ما يعني مواجهة خطر الموت جوعاً بشكل مباشر.
كما أكد التقرير أن أسرة واحدة من كل خمس أسر يمنية ستفقد تقريباً كل مصادر الغذاء، في ظل فجوة تمويلية كبيرة لخطة الاستجابة الإنسانية.
مراقبون يرون أن تحويل الحوثيين أموال الزكاة إلى أداة حرب وولاء سياسي، يعكس سياسة ممنهجة لتعميق معاناة اليمنيين، واستغلال الجوع كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي، فيما يستمر ملايين الفقراء والنازحين في مواجهة خطر الموت جوعاً.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news