سلط الكاتب والقاص اليمني منير طلال الضوء على الشاب المعاق "جبران عقلان" الملقب بجران الوحش الذي كان يدير عاصبة جريمة منظمة في مدينة تعز.
وقال طلال -في منشور بصفحته على فيسبوك- إن "الشاب عقلان المعاق والذي بلا أطراف الذي بدأ مشوار حياته بالتسول في أسواق المدينة، أصبح يقود عصابة في الأسواق ذاتها".
وأضاف "ولد عقلان في بيت فقير معدم، عاش طفولته متسولا في الأسواق لم يعرف المدارس ولا القراءة ولا الكتابة، لم يكن له مستقبل سوى ان يعيش على ما يجود به الناس، لكن داخله كان يغلي، كان يشبه الجوكر في بداياته رجل سحقه المجتمع فقرر أن يسحقه بدوره".
نص الكاتب كما ورد عن الشاب:
ما أعادني اليوم الى الوراء هو ما كتبه الاخ محمد مارش وما خطته الاخت أروى الشميري عن رجل لم يكن يشبه أحدا، رجل بلا أطراف تقريبا لكن اسمه كان يملأ شوارع تعز "جبران عقلان" أو كما عرفه الناس "جبران الوحش".
اذكر أنني التقيته صدفة عام 2013 في سوق القات بالحوبان وفي عصيفرة، أتذكر أنه كان يجلس على حافة السوق يشرب شاي في علبة معدنية يراقب الداخلين والخارجين شكله المميز جعلني أشعر بالرأفة كيف يعيش إنسان بلا يدين ولا رجلين كيف استطاع ان يصل الى هذا العمر، همس صديق في أذني لا تنخدع هذا الرجل مخيف فيه كل الصفات السيئة لم اصدق فكيف لشخص معاق ان يكون بهذا الوصف لم أكن اعرف انني امام رجل أقرب ما يكون الى نسخة يمنية من شخصيات افلام المافيا والشر.
الطفولة المسروقة
ولد جبران في بيت فقير معدم عاش طفولته متسولا في الاسواق لم يعرف المدارس ولا القراءة ولا الكتابة لم يكن له مستقبل سوى ان يعيش على ما يجود به الناس لكن داخله كان يغلي كان يشبه الجوكر في بداياته رجل سحقه المجتمع فقرر ان يسحقه بدوره.
من المتسول إلى البلطجي
كبر وهو يحمل فكرة ان القوة وحدها تمنحك الحق في العيش حين وصل إلى سوق القات المركزي في عصيفرة، بدأ يفرض نفسه على الباعة بالقوة كما يفعل توني مونتانا في فيلم سكارفيس يلوح بالكلاشنكوف تحت خده يعمره بذراعه القصيرة جدا ويطلق النار على من يرفض دفع الاتاوة الجنبيه ايضا كانت حاضرة يضعها في رقاب الناس ويرعبهم بها.
عصابة الابقط
شيئا فشيئا التف حوله مجموعة من القتلة والمرتزقة اسماهم الناس عصابة الابقط صار زعيمهم بلا منازع كان يحكم السوق مثل آل كابوني في شيكاغو لا احد يرفع صوته ضده ولا يجرؤ على رفض اوامره ارتبط اسمه بمقتل الاستاذ عبدالله قاسم المخلافي ليزداد الخوف حوله.
السجن والهروب
الأمن قبض عليه واودعه السجن المركزي في تعز، لكنه بين السجناء كان زعيما، وحين اندلعت الحرب عام 2015 انهارت أبواب السجون وخرج جبران مثل الجوكر حين فر من مستشفى المجانين إلى شوارع جوثام ليشعل المدينة بالفوضى.
بقالة جبران الوحش
بعد خروجه نصب كشك في جولة سوفتيل اسماه بقالة جبران الوحش لم يكن كشك بقالة بل مكتب مافيا يوزع الرعب على الناس كان يجلس فيه او في سوق الرفاعي بالحوبان محاطا بمرافقين يمتطي سيارة فاخرة كأنه نسخة يمنية من العراب دون فيتو كورليوني.
حين كان يدخل سوق القات كان المقاوتة يفسحون له الطريق يزيحون الزبائن حتى لا يضيق صدره ويطلق النار مشهد يذكرك بمشاهد آل باتشينو حين يدخل النوادي في الافلام والكل ينكمش خوفا.
الشخصية الغامضة
الذين عرفوه عن قرب يقولون انه فقأ عين رجل بيده المعاقة وانه كان يضرب بالجنبيه كما يطلق الرصاص بعضهم شبّهه بايفار الكسيح قائد الفايكنج المعاق الذي دوخ اوروبا ومع ذلك كان في عيني أنا صورة أخرى كانت تذكرني بالجوكر بضحكته المخبأة تحت صمت قاس لم أكن اعرف حينها أنني أراقب أخطر شخصية في اليمن.
النهاية
لكن القدر لم يمهله طويلا في أحد الايام بينما كان في سوق القات بجولة سوفتيل قرب مستشفى الرفاعي باغتته قذيفة مدفعية وسقط قتيلا في لحظة واحدة قالوا ربما صدفة وربما دعوة مظلوم لحقت به لكن المؤكد أن موته كان نهاية فصل دموي في مدينة تعبت من الفوضى.
جبران الوحش رحل لكن قصته بقيت تروى بين الناس كما تروى قصص المجرمين الكبار في السينما العالمية من الجوكر الى آل كابوني ومن توني مونتانا إلى ايفار الكسيح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news