قالت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إن جذور الحرب الدائرة في اليمن لا يمكن فصلها عن التاريخ الطويل للإمامة الزيدية، التي حصرت الحكم لقرون في سلالة بعينها تحت مبرر “الحق الإلهي”. وأشارت الورقة إلى أن هذا الفكر الثيوقراطي ولد صراعًا دائمًا بين الشعب الباحث عن الحرية، وحكم سلالي يرى السلطة إرثًا مقدسًا.
الباحث الدكتور إسماعيل السهيلي – الذي أعد الورقة – اعتبر أن اليمن اليوم يقف بين مشروعين متناقضين: مشروع جمهوري يقر بحق الأمة في اختيار نظامها السياسي لكنه تعثر في بناء دولة عادلة ومؤسسات راسخة؛ ومشروع إمامي سلالي، تمثل بوضوح في جماعة الحوثي التي قوضت النظام الجمهوري بانقلابها في 21 سبتمبر 2014، لتعيد إنتاج فكر الإمامة بأدوات أكثر عنفًا وتطرفًا.
وترى الورقة أن إخفاقات بناء الدولة منذ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر مرورًا بتجربة الوحدة عام 1990، فتحت الباب أمام دورات لا تنتهي من الأزمات والعنف، وجعلت حلم الدولة الحديثة هدفًا مؤجلاً يطارده اليمنيون منذ عقود.
أما عن مرحلة ما بعد “الربيع العربي”، فقد أوضحت الورقة أن الحوثيين استغلوا حالة السخط الشعبي على حكومة الوفاق، وتحالفوا مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مستفيدين من دعم إيران وتراخي المجتمع الدولي، بل وتواطؤ بعض الوسطاء الأمميين، ما سمح لهم بالسيطرة على العاصمة والتوسع في الجغرافيا اليمنية.
وتحذر الورقة من أن مستقبل اليمن سيبقى غامضًا ما لم تتوحد القوى الوطنية في مواجهة المشروع الإمامي السلالي، مؤكدة أن استمرار التشرذم السياسي والعسكري سيجعل البلاد عالقة في الفوضى. وختمت الورقة بالتشديد على أن بناء دولة مؤسسات حقيقية يظل الخيار الوحيد لإعادة الاستقرار وتحقيق السلام المستدام.
شباب اليمن يضعون رؤيتهم لدعم المقاومة ومعركة استعادة الدولة
تحذيرات من مخاطر الفساد في اليمن ودعوات لتسريع التعديلات الحكومية
تجاذب المشاريع في المحافظات الشرقية تهدد مفاوضات السلام في اليمن
طارق صالح يدعو الحوثيين لتحكيم إرادة الشعب وإنهاء الصراعات
سباق النفوذ في حضرموت: صراع سعودي إماراتي يتصاعد على ساحة اليمن الاستراتيجية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news