يمن ديلي نيوز
: قالت منظمة حقوقية، اليوم الجمعة 5 سبتمبر/أيلول، إن أسرة السياسي اليمني “محمد قحطان” تلقت “رسالة صريحة” عبر قيادات في جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، مفادها أن ملف اختطافه بيد زعيم الجماعة “عبدالملك الحوثي” وأن لا أحد يستطيع التدخل فيه.
وذكرت منظمة “سام” للحقوق والحريات في بيان وصل “يمن ديلي نيوز” أنها تواصلت مع أسرة السياسي قحطان، وأن أسرته شرحت ما قامت به منذ اختطاف الحوثيين “السياسي قحطان” في أبريل/نيسان الماضي، والمعلومات المتوفرة لديها.
ووفقًا للبيان، فإنه بعد تواصل الأسرة والضغط على المبعوث الأممي واعتداءات نفذت لمعرفة مصيره، وصلت أسرة قحطان في النهاية رسالة صريحة عبر بعض القيادات الحوثية مفادها: “قحطان بيد السيد، ولا أحد يستطيع التدخل فيه”.
وقالت المنظمة إن هذه الرسالة تكشف طبيعة القرار المركزي للجماعة وربط مصيره مباشرة بعبدالملك الحوثي.
السياسي اليمني قحطان هو الوحيد من بين الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 (2015) الذي لا يزال قيد الإخفاء لدى جماعة الحوثي منذ اختطافه في 5 أبريل/نيسان 2015، في حين تم الإفراج عن الآخرين المشمولين بالقرار في صفقات تبادل.
منظمة “سام” للحقوق والحريات حملت في بيانها زعيم جماعة الحوثي “عبدالملك الحوثي”، ورئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين “مهدي المشاط” المسؤولية المباشرة عن اختفاء قحطان.
وقالت إنها حصلت على معلومات موثقة تفيد بأن قحطان وُضع في البداية تحت إقامة جبرية مشددة في منزله بصنعاء، قبل أن تقدم جماعة الحوثي على اعتقاله عبر قوة مسلحة بلباس مدني.
وأوضح البيان أنه بعد أيام من وضع قحطان تحت الإقامة الجبرية، نقلته الجماعة إلى فيلا كان يملكها الشيخ حميد الأحمر في حي حدة، والتي استولت عليها عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء.
وأشار البيان إلى أن أسرة قحطان، بناءً على وصيته عند اعتقاله، تواصلت مع أمين العاصمة السابق “عبدالقادر هلال” الذي بدوره رتب الزيارة الوحيدة التي سُمح بها لاحقًا، بحضور مهدي المشاط الذي كان مشرفًا بشكل مباشر على ملف قحطان.
وقالت إن “هلال” التقى بالمشاط ودخلا إلى غرفة قحطان لمدة ربع ساعة، ثم سُمح بعد ذلك بمقابلة قصيرة ظهر خلالها قحطان متماسكًا رغم الضغوط النفسية الواضحة عليه، وأخبرهم أنه ختم القرآن في أربعة أيام، وحاول طمأنة أسرته بقوله: “هي فقط مجرد أربعة أيام وسيُخرجني”.
وذكرت المنظمة أن هذه الزيارة كانت الأخيرة، إذ انقطعت بعدها كل الأخبار عن قحطان، رغم استمرار الأسرة في إرسال الطعام إلى مقر احتجازه لعدة أيام. وقد صرّح أحد الحراس لاحقًا بأنه “لا يوجد شخص بهذا الاسم” في المكان، ومنذ ذلك الحين فشلت جميع محاولات الأسرة في الوصول إلى أي معلومة مؤكدة.
وبيّنت المنظمة أن أسرة قحطان بذلت منذ ذلك الحين جهودًا بتنظيم وقفات احتجاجية، ورفع مناشدات للمنظمات الحقوقية، واللقاء بالمبعوث الأممي، لكن جميع هذه الجهود قوبلت بالمماطلة والإنكار، وفي النهاية، وصلتها رسالة صريحة عبر بعض القيادات الحوثية مفادها: “قحطان بيد السيد، ولا أحد يستطيع التدخل فيه”.
وشددت منظمة “سام” على أن ما جرى بحق قحطان يندرج ضمن جريمة الإخفاء القسري كما تعرفها المادة (2) من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، والمادة (7/1/ط) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تعتبر الإخفاء القسري جريمة ضد الإنسانية إذا مورست بشكل واسع أو ممنهج.
وذكرت أن استمرار حرمان “قحطان” من حريته دون سند قانوني أو مراجعة قضائية يُعد انتهاكًا صارخًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المواد 9، 14، 16)، ويخالف التزامات اليمن بموجب القانون الدولي.
وقالت إن استمرار إخفاء محمد قحطان يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية، ويعكس سياسة ممنهجة تمارسها جماعة الحوثي ضد المعارضين السياسيين.
وحذرت المنظمة من أن الصمت الدولي إزاء هذه الجريمة يسهم في تعزيز الإفلات من العقاب وإطالة معاناة الضحايا وأسرهم.
وطالبت منظمة “سام” بالكشف عن مصيره ومكان احتجازه، وتمكينه من التواصل مع أسرته ومحاميه، والإفراج الفوري وغير المشروط عن محمد قحطان وضمان سلامته الجسدية والنفسية.
كما طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف لتحديد المسؤولية الجنائية عن جريمة الإخفاء القسري ومساءلة مرتكبيها، وإدراج ملف قحطان والإخفاء القسري ضمن أجندة مفاوضات السلام الأممية كقضية إنسانية غير قابلة للمساومة.
وشددت على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا عاجلة على قيادة الحوثيين لوقف سياسة الإخفاء القسري والإفراج عن كافة المخفيين.
مرتبط
الوسوم
منظمة سام للحقوق والحريات
إخفاء السياسي قحطان
السياسي محمد قحطان
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news