كل شيء بدأ وانتهى عند الفنان عادل عباس.. عازف جيتار الوسط الهجومي..فنان قلب موازين المباراة كليا رأسا على عقب..لحظة نزوله غيرت مجرى المباراة تماما..من منتخب يمنى يكاد لا يتعرف على نفسه طوال أربعين دقيقة.. إلى منتخب بدفقة شلال فنية صنعت الفارق..
جاء الشوط الأول منقبضا..أفضلية كويتية بأنياب هجومية متباعدة صادرها الحارس الرائع وضاح أنور بتدخلاته الناجحة..مع قوة تماسك العمق الدفاعي..
كان منتخبنا يعاني من اختلال واضح في ثبات النهج..محمد وهيب لم يجد نفسه خلف المهاجم..وهشام الحصيني لم يخلق التفاهم مع أيمن عبد الرب..
وعندما استنجد المدرب محمد النفيعي بلاعبه الممتاز عادل عباس المتوعك لتخليص المنتخب من خجله غير المفهوم على حساب المنفعل هشام الحصيني..عاد الوعي للمنتخب..وعادت هوية المنتخب تظهر مع عودة محمد وهيب كلاعب ارتكاز..
دقيقة واحدة احتاجها عادل عباس ليعلن للجميع عن قيمته الفنية العالية..كرة خلخل بها لاعبي الكويت قبل أن يتدخل عبد الرحمن الخضر ليمنح منتخبنا ركلة جزاء حولها القائد قلب الأسد عبد الله الدقين إلى هدف..
تحرر منتخبنا في الشوط الثاني نفسيا أكثر..كان أكثر انضباطا..وأكثر هدوء وتركيزا..عرف كيف يضاعف من صلابته الدفاعية مع تألق جديد للحارس وضاح والظهير الأيسر علي دليو الذي كانت تدخلاته ناجحة..مع قلبي الدفاع الدقين والحاج..
حرك لاعبو منتخبنا خيار التسديد البعيد عن طريق محمد وهيب الذي أعاد للمحور صرامته وعبد الرحمن الخضر الجرئ في قراراته..مع تفعيل قنوات التحولات السريعة التي كشفت ظهر المنتخب الكويتي كثيرا..
في لحظة فارقة.. انشقت الأرض أنبتت فارسا بملامح قلعة صيرة..عادل عباس..يكسر الخط العمودي..يراوغ..يموه..زخرف الكرة أولا بحثا عن مكالمة هاتفية قصيرة مع محمد البرواني..ثم أكمل السيمفونية في مرمى الكويت وكأنه يعزف على آلة الكورديون أمام ساحل أبين حيث بنى العشاق معبدا للذكرى..
صاح الديك أخيرا معلنا عن بلوغ الأحمر الشاب نصف النهائي ولم تسكت شهرزاد عن الكلام المباح بعد..
محمد العولقي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news