يمن إيكو|تقرير:
شهدت أسواق المال العالمية خلال أغسطس هزّة لافتة مع اتساع المقاطعة الاقتصادية للرساميل الداعمة لإسرائيل، لتنعكس مباشرة على شركات وبنوك كبرى، وسط تنامي الضغوط النقابية والشعبية والرسمية المطالِبة بإنهاء الاستثمارات المرتبطة بالانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب ما نشرته وكالة رويترز وصحيفة فايننشال تايمز وترجمه موقع “يمن إيكو”.
وأعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي- أكبر صندوق سيادي في العالم بأصول تفوق 1.7 تريليون دولار- استبعاد استثماراته في شركة كاتربيلر الأمريكية التي بلغت نحو 2.1 مليار دولار، بسبب استخدام معداتها في عمليات هدم طالت منازل وبنى تحتية فلسطينية.
وحسب بيان صادر عن الصندوق، فإن القرار استند إلى توصية مفوضية الأخلاقيات في الصندوق التي وصفت تصاعد الحصار والتجويع في غزة بأنها انتهاكات غير مقبولة على حقوق الإنسان”.
وبذلك، يتضح أن تأثير المقاطعة العالمية لم يعد رمزياً أو محدوداً، بل يضرب في صميم مراكز القوة الاقتصادية للشركات والمؤسسات المالية المرتبطة بإسرائيل، في مشهدٍ يعكس تحوّلاً جوهرياً في معايير الاستثمار العالمي، حيث تزداد مكانة الاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية كعامل ضاغط على استدامة الأرباح ومكانة العلامات التجارية.
وفي سياق متصل بتأثير المقاطعة، كعامل جزئي، مُني عددٌ من أبرز مليارديرات العالم بخسائر كبيرة في ثرواتهم خلال شهر أغسطس المنصرم، نتيجة تراجع أسهم شركاتهم أو تحركاتهم الاستثمارية، في مشهد يعكس هشاشة مكاسب الثروة أمام تقلبات الأسواق العالمية وتداعيات الرسوم الجمركية، بحسب ما نشره موقع “فوربس أوستراليا”.
وتكبد الأمريكي لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل، خسارة هي الأكبر بين الأثرياء بلغت نحو 29 مليار دولار، بعدما شهد سهم شركته موجة بيع واسعة عقب نتائج مالية أقل من توقعات المستثمرين، ما قلّص صافي ثروته إلى ما يقارب 146 مليار دولار.
وفقد الأمريكي مارك زوكربيرغ، مؤسس ميتا، نحو 3.5 مليار دولار من ثروته، لتتراجع إلى حدود 173 مليار دولار، إثر تراجع سعر سهم شركته وسط قلق الأسواق من المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي وتباطؤ نمو الإعلانات الرقمية.
كما خسر المستثمر المخضرم الأمريكي وارن بافيت نحو 28 مليار دولار من ثروته التي هبطت إلى ما يقارب 120 مليار دولار، على خلفية تراجع سهم بيركشاير هاثاواي وتزايد حجم تبرعاته الخيرية منذ إعلان تقاعده في مايو الماضي.
وتُظهر هذه الخسائر الشهرية أن الثروات الفاحشة للأثرياء تبقى رهينة حركة أسواق المال والقرارات الاستثمارية الكبرى، والاعتبارات الأخلاقية، سواء عبر نتائج الشركات أو توجهات التوسع، وهو ما يجعل قائمة المليارديرات عرضة لتقلبات متسارعة في فترات زمنية قصيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news