الأول من سبتمبر.. عهد يتجدد ونصر يتعاظم

في الأول من سبتمبر من كل عام، تتجدد في قلوب أبناء الجنوب مشاعر الفخر والاعتزاز، وهو اليوم الذي خُطّ بدماء الأوفياء وتضحيات الأبطال ليكون عيداً لقواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، عيداً يختلف عن سائر أعيادنا الوطنية لأنه يمثل جوهر الإرادة الحرة ومعنى الصمود والعزة والكرامة.

وها نحن اليوم، في الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس هذه القوات العظيمة، نقف وقفة إجلال وإكبار أمام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال تركوا خلفهم حياة الراحة ليختاروا خنادق العزة والمتارس، ويضعوا أجسادهم جسوراً لعبور وطنهم نحو الحرية والخلاص.

إن قواتنا المسلحة الجنوبية، وهي تحتفل اليوم بعيدها الرابع والخمسين، تجدد العهد لشعبنا العظيم، وفي طليعته رفاق السلاح من الشهداء الذين ارتقوا، والجرحى الذين سطروا بآلامهم دروس التضحية والبطولة ولقيادتنا السياسية العليا ، لتؤكد أن درب النضال الذي عبّده الأبطال سيبقى مضاءً بنور العزيمة والإيمان بالحق الجنوبي. بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وبما يوليه من اهتمام ورعاية خاصة ببناء قواتنا وتطويرها، يمضي مشروعنا الوطني على النهج الأصيل لترسيخ قيم الاحترافية والمهنية، وجعل قواتنا المسلحة الجنوبية نموذجاً في الانضباط والولاء والوفاء، درعاً حصيناً وسيفاً ماضياً بيد الشعب في معركته المقدسة حتى نيل الاستقلال الكامل والناجز .

لقد أثبتت قواتنا الجنوبية المسلحة، في كل المراحل والمنعطفات، أنها العنوان الأبرز للنصر، وحراس آمال أجيال تتطلع لمستقبل مشرق يليق بتضحيات شعبنا وصموده ونضاله التحرري. فكل موقع عسكري هو قلعة صمود، وكل جندي جنوبي هو شعلة كرامة، وكل شهيد هو راية عالية ترفرف فوق سماء الجنوب الحر.

إن هذه الذكرى ليست مجرد محطة للاحتفال، بل هي تجديد للإرادة، وتعاهد متجدد على المضي حتى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وبناء مستقبل يليق بالرجال الذين كتبوا التاريخ بدمائهم، وبالشعب الذي لا يعرف سوى طريق العزة والكرامة.

في هذا اليوم العظيم، نرفع تحية وفاء وإكبار لكل الأبطال المرابطين في مواقع الشرف، وننحني إجلالاً لأرواح الشهداء الطاهرة، ونجدد العهد لهم وللجرحى أن تضحياتهم لن تذهب سدى.

سيظل الأول من سبتمبر عيداً متجدداً للكرامة والقوة والسيادة الجنوبية، وعهداً لا ينكسر بين الشعب وقواته المسلحة، حتى يتحقق النصر الكبير، وتُعانق رايات الجنوب سماء الحرية والاستقلال