تعيش محافظة السويداء منذ منتصف شهر تموز أزمة كهربائية خانقة حوّلت حياة سكانها إلى معاناة يومية، وسط تعقيدات أمنية وإدارية أعاقت أي حلول جذرية حتى الآن.
بداية الانقطاع تعود إلى عطل كبير أصاب خط التوتر العالي 230 ك.ف غرب بلدة كناكر، والتي كانت آنذاك مسرحاً للاشتباكات وأحد محاور الاجتياح، ما جعل إصلاح الخط مستحيلاً في الأيام الأولى. ورغم توقف الاشتباكات لاحقاً، بقي الخط خارج الخدمة بسبب انعدام الأمان في المنطقة التي تتمركز فيها قوات تابعة للحكومة المؤقتة، ومجموعات عشائرية مسلّحة.
محاولات تدخل الصليب الأحمر والهلال الأحمر لم تفلح في إحداث أي تقدم، فيما اكتفت المؤسسة العامة للكهرباء بتكرار ذريعة "عدم توفر الظروف الأمنية" للإصلاح.
الأزمة تعقدت أكثر مع تعرض الخط ذاته لاحقاً لعمليات تخريب متعمدة في محافظة درعا، شملت تفجير برجين وتخريب 14 فتحة، ليرتفع العدد إلى أربعة أبراج متضررة. ورغم فداحة الأضرار، رفضت المؤسسة العامة التدخل بحجة "عدم وجود متعهد"، بينما يؤكد المصدر أن السبب الحقيقي كان العجز عن تأمين الحماية لمكان الأعطال.
اخبار التغيير برس
الأخطر من ذلك، بحسب المصدر، أن بعض الجهات في درعا تمنع بشكل متعمد أي محاولات إصلاح، في خطوة وُصفت بأنها "موقف عنصري وطائفي"، مستغرباً في الوقت نفسه غياب استنفار وزارة الكهرباء كما كان يحدث سابقاً عند انقطاع الكهرباء عن أي محافظة أخرى.
من جانب آخر، يعاني خط تشرين–الكوم، وهو الخط الرئيسي المغذي للسويداء، من أضرار هائلة مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، شملت نحو 200 فتحة على مسافة 100 كيلومتر. ورغم الإعلان عن مناقصة مؤخراً لترميمه، إلا أن التنفيذ تأخر بذريعة "عدم توفر المواد".
وسط هذه الظروف، تكابد شركة كهرباء السويداء صعوبات كبيرة نتيجة نقص التجهيزات والتمويل والآليات. ومع ذلك، تمكن فنيو الكهرباء في المحافظة، وبمتابعة مباشرة من مدير الشركة المهندس معروف البربور، من إنجاز إصلاحات خلال شهر واحد كان من المتوقع أن تستغرق أربعة أشهر، متحدّين الصعوبات والتهديدات الأمنية المحيطة.
ومنذ منتصف تموز الماضي، تعتمد محافظة السويداء على خط 66 ك.ف، الذي يؤمن تغذية بالحدود الدنيا لمحافظة السويداء، لا تتجاوز 20 ميغاواط، يتم تخصيصها للمرافق الصحية والخدمية الرئيسية، مع تغذية لا تتجاوز ساعتين يومياً للأحياء السكنية. ورغم ذلك، يتعرض هذا الخط أيضاً لاعتداءات مسلحة ممنهجة في مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news