تشييع حكومة الحوثيين التي لقت حتفها بضربة إسرائيلية في صنعاء - برّان برس
برّان برس - خاص:
شيّعت جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، الإثنين 1 سبتمبر/أيلول 2025م، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها بقوة السلاح، رئيس حكومتها الانقلابية (غير معترف بها) أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه الذين قضوا في ضربة للاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي، مع استمرارها في التعتيم على حالة الجرحى من بقية الوزراء.
وغداة خطاب زعيمها، عبد الملك الحوثي، الذي توعّد فيه إسرائيل بمزيد من الهجمات "في مسار تصاعدي"، شيّعت الجماعة المدعومة إيرانيًا في شكل استعراضي ودعائي رئيس حكومتها "الرهوي"، وتسعة من وزرائه القتلى إلى جانب مدير مكتب مجلس وزرائها وسكرتير المجلس.
ونقلت وسائل إعلام الجماعة أن القائم بأعمال رئيس حكومتها، محمد مفتاح، قاد الموكب الجنائزي، وسط حشد شعبي وحضور سياسي، قبل أن يلقي خطاباً مطولاً حاول من خلاله التقليل من تأثير الضربة الإسرائيلية، متحدثاً عن "تماسك الدولة" واستمرارية المؤسسات.
وفي خطابه أمام المشيعين في جامع الصالح، ظهر القائم بأعمال حكومة الحوثيين "محمد مفتاح" وهو بكامل صحته يروي للمشيعين حال رئيس حكومة الجماعة "أحمد الرهوي" ورفاقه قبل القصف الإسرائيلي، مؤكداً أن "الرهوي" قتل بجانبه، الأمر الذي أثار تساؤلات حول كيفية اختيار الصاروخ الإسرائيلي للرهوي وتسعة وزراء دون أن يطال "مفتاح".
وفي حين أعلنت الجماعة الحداد وتنكيس الأعلام إثر اغتيال زعيم حزب الله في لبنان "حسن نصر الله"، والرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي في تحطم طائرة، في العام 2024م، اكتفت الجماعة إلى جانب الاستعراض الدعائي أثناء التشييع، بنعي مقتل رئيس حكومتها "أحمد الرهوي" و9 من رفاقه الوزراء، دون أن تعلن الحداد وتنكيس الأعلام كما فعلت مع قادة إيران وحزب الله.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الجماعة الحداد ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام في مناطق سيطرتهم على خلفية مقتل زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، جراء غارة جوية إسرائيلية. كما أصدرت في مايو 2024، قرارًا بتأجيل الاحتفال بذكرى الوحدة، حتى انتهاء أيام الحداد ومشاطرةً للشعب الإيراني مشاعر الأسى على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لقي حتفه في حادث سقوط مروحية.
وبعد تعتيم دام عدة أيام، اضطرت الجماعة، الاثنين، إلى إعلان قائمة القتلى رسمياً، وهم إلى جانب "الرهوي": (وزير العدل مجاهد أحمد، ووزير الاقتصاد معين المحاقري، ووزير الزراعة رضوان الرباعي، ووزير الخارجية جمال عامر، ووزير الكهرباء علي حسن، ووزير الثقافة علي اليافعي، ووزير الشؤون الاجتماعية سمير باجعالة، ووزير الإعلام هاشم شرف الدين، ووزير الشباب محمد المولد).
وإضافة إلى ذلك، أعلنت الجماعة أيضًا مقتل مدير مكتب رئاسة الوزراء محمد الكبسي، وسكرتير المجلس زاهد العمدي، وسط تكهنات بأن وزراء آخرين في حكومة الانقلاب الحوثية لا يزالون في وضع حرج، لكن الجماعة تتكتم على أسمائهم. في حين أجلت طائرتان أمميتان جرحى الجماعة للعلاج في الخارج.
ونقل مراسل وكالة "شينخوا" في اليمن، الصحفي "فارس الحميري"، عن مصادر مطلعة قولها، إن طائرتين تابعتين للأمم المتحدة، أخلتا خلال الساعات الماضية نحو 40 جريحاً من مطار صنعاء الدولي إلى خارج البلاد، مشيرًا إلى أن الجرحى اللذين تم إخلاؤهم، تعرضوا لإصابات خطيرة جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف صنعاء الخميس الماضي.
وجاءت عملية الأمم المتحدة لإخلاء جرحى الجماعة، بعد ساعات فقط من اقتحام مسلحي الحوثي مقرات وكالات أممية في صنعاء واعتقال 11 من الموظفين اليمنيين العاملين في برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إلى جانب 23 مختطفين من وقت سابق لدى الجماعة، وهو ما اعتبره مراقبون "مكافأة أممية للحوثيين بدل محاسبتهم".
والخميس الماضي 28 أغسطس/آب، عاود سلاح الجو الإسرائيلي استهداف عدد من المواقع والمنازل في العاصمة صنعاء، من بينها جبل عطان، ومحيط القصر الرئاسي في منطقة النهدين، بالإضافة إلى أحد المباني بالقرب من الجامعة الإماراتية في شارع الخمسين، بأكثر من 10 غارات جوية، بالتزامن مع خطاب متلفز لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت بشكل متزامن تجمعات كبار المسؤولين الحوثيين في عدة مواقع، ووصفت العملية بأنها “كبيرة جدًا”، مشيرةً إلى أنه تم التصديق على خطة اغتيالات في اليمن مطلع الأسبوع الجاري. فيما أكدت القناة 12 العبرية أن هدف الهجمات كان عددًا من قادة الحوثي أثناء عقدهم اجتماعًا.
وتُعد هذه الموجة الجديدة من الغارات الإسرائيلية هي الخامسة عشرة منذ 20 يوليو/تموز 2024، حيث استهدفت الضربات السابقة موانئ الحديدة الثلاثة، ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، ومصانع أسمنت، إلى جانب مجمعات عسكرية. وجاءت العملية الأخيرة بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة وصاروخ أُطلقا من اليمن باتجاه إسرائيل.
ويهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران سفنًا في البحر الأحمر، فيما يصفونه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة. كما أطلقوا صواريخ باتجاه إسرائيل تم اعتراض معظمها. وردّت إسرائيل بشن غارات على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة الحيوي.
وتصر الجماعة على ربط عملياتها العسكرية بالتصعيد الإسرائيلي في غزة، وتتبع خطابًا دعائيًا يقدّم استهداف إسرائيل "ثمنًا أخلاقيًا" لمساندة الفلسطينيين، غير أن الحكومة اليمنية المعترف بها ترى أن هذه الهجمات تهدد الأمن الإقليمي وتزيد من عزلة اليمن، في وقت يعاني فيه السكان من أزمات إنسانية متفاقمة.
حكومة الحوثيين
أحمد الرهوي
الحوثيين
الاحتلال الاسرائيلي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news