فقدت مدينة عدن يوم الأحد، الموافق 31 أغسطس 2025، واحداً من رجالاتها البارزين وأبنائها الأوفياء، إنه الفقيد محمد عيدروس عبده باهارون، الذي رحل عن عمر ناهز 67 عاماً، مخلفاً وراءه سيرة عطرة ومسيرة حافلة بالعطاء الإنساني والمهني.
وُلد الفقيد في كريتر – عدن عام 1958، ونشأ في كنف أسرته العريقة في منزل جده الكائن أمام مسجد العيدروس، حيث اكتسب منذ طفولته القيم الأصيلة المرتبطة بتاريخ عدن وثقافتها.
مسيرة تعليمية ومهنية
تميّز الراحل بتفوقه الأكاديمي منذ الصغر، إذ أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الجلاء – خورمكسر منتصف السبعينيات، قبل أن ينتقل إلى لبنان بداية الثمانينيات ليلتحق بالجامعة اللبنانية، حيث تخصص في علم النفس وبعد عودته، التحق بالعمل في مكتب وزارة الصحة بعدن، مقدماً خبراته وعلمه في خدمة المجتمع، ليترك أثراً طيباً وكفاءة يشهد بها كل من عرفه.
إرث عائلي بارز
ينحدر الفقيد محمد باهارون من أسرة عدنية عريقة التي سطرها التاريخ بماء الذهب ذات إسهام اقتصادي واجتماعي مؤثر، فوالده السيد عيدروس عبده حسن باهارون كان من كبار رجال الأعمال في عدن و احدى المؤسسين والمالكين لشركة باسكو للطيران، أول شركة طيران في شبه الجزيرة العربية، كما أسس مع أشقائه شركة الإخوان التجارية (برادرز)، التي تركت بصمات واضحة في النهضة الاقتصادية لعدن.
قيم إنسانية عميقة
عُرف الفقيد ببرّه بوالدته ووفائه لأسرته، وهو ما أضفى على شخصيته مكانة خاصة في قلوب أهالي عدن، الذين فقدوا اليوم رجلاً جمع بين العلم والخلق والتواضع.
حياة أسرية
تزوج الفقيد عام 1978 من ابنة منصب عدن الشيخ زين بن حسن العيدروس، ورُزق بثلاثة أبناء وبنت: زين، علوي، علي ، وآسيا.
برحيله، تخسر عدن شخصية جمعت بين العطاء الإنساني، والانتماء لأسرة ذات إرث اقتصادي وتاريخي بارز، تاركاً خلفه ذكراً طيباً وسيرة تظل خالدة في ذاكرة المدينة.
رحم الله الفقيد محمد عيدروس باهارون رحمةً واسعة، وجعل مثواه الجنة مع الصالحين والأبرار، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأحسن عزاءهم فيه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news