يمن ديلي نيوز
: كشف الخبير العسكري العميد الركن ،ياسر صالح المحنقي، عن تراجع إيراني عن سيناريو لإغلاق “باب المندب” في اليوم الأخير من حرب الاثني عشر يوماً مع إسرائيل، وتحاول الآن مجدداً العودة لهذا السيناريو لكن بعيداً عن جغرافيتها.
جاء ذلك في حديث خاص مع “يمن ديلي نيوز” ناقش إشادة “خامنئي” بجماعة الحوثي المصنفة إرهابية الأسبوع الماضي، وحديثه عن الاستعداد لإغلاق الممرات المائية إلى إسرائيل في هذا التوقيت.
الخبير “المحنقي” قال إن النظام الإيراني كان يراهن خلال حربه مع الاحتلال الإسرائيلي على إمكانية إغلاق مضيق باب المندب ومضيق هرمز، إلا أنه تراجع عن القرار في اليوم الأخير من الحرب خشية تصعيد الصراع وإطالة أمد الحرب.
وقال: الآن تعود إيران إلى سيناريو إغلاق الممرات البحرية لكن هذه المرة “بعيدًا عن جغرافيتها المباشرة”، مركّزة على باب المندب لاعتبارات متعددة تتضمن إظهار قدرتها على التأثير في معادلات الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من أجل تعزيز موقعها على طاولة المفاوضات سواء مع أوروبا أو مع الولايات المتحدة.
وأضاف: كل هذا يدور في هذا السياق والجماعة الحوثية دائمًا مستعدة لتنفيذ هذه التحركات خدمةً للأجندة الإيرانية.
وقال: مضيق باب المندب يعتبر الأكثر إيلامًا للمجتمع الدولي ككل، والنظام الإيراني حريص على أن يبقى هذا الكرت بيده، تلوح به وقت ما تشاء في إطار تحديد علاقاتها بالمجتمع الدولي عبر هذا المنفذ تحديدًا وعبر وجود الجماعة الحوثية وتمددها في القرن الأفريقي.
لاتسعى فعلياً
وشدد العميد “المحنقي” في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” على أن إيران لا تسعى فعليًا إلى وقف الإمدادات عن إسرائيل، بل تستخدم الجماعة الحوثية كورقة ضغط على المجتمع الدولي من خلال التهديد بالملاحة في مضيق باب المندب، دون المساس المباشر بالكيان الإسرائيلي.
وقال: لإسرائيل طرق إمداد متعددة، وشريانها التجاري الأساسي يمر عبر البحر الأبيض المتوسط وعلاقاتها التجارية مع أوروبا والغرب، ما يجعل تأثير باب المندب على اقتصادها محدودًا.
وأضاف بأن أي تصعيد إيراني مباشر يستهدف إسرائيل قد يدفع إلى اندلاع جولة صراع جديدة، وهو ما تحاول طهران تجنبه.
وتابع: إيران لا تمانع في أن يقوم الحوثيون بهذا الدور، باعتبار أن أي رد فعل أو ضربات انتقامية إسرائيلية ستطال الأراضي اليمنية، ولن تُحمِّل طهران تبعات مباشرة، مما يجعلها في موقع المستفيد الأول من هذا التصعيد غير المباشر.
قادمة لامحالة
وواصل المحنقي حديث لـ ”يمن ديلي نيوز”: تدرك القيادات الإيرانية جيدًا بأن موجة الصراع قادمة لا محالة، وبالتالي تتحرك على مستوى أذرعها وعلى رأسها الجماعة الحوثية لبعدها الجغرافي، ولذا نجد إيران مستمرة في إمداد الجماعة الحوثية بالقدرات العسكرية الحديثة، آخرها ما شاهدناه في العملية الأخيرة من صواريخ فاتح.
واستدرك: القيادة الإيرانية خرجت بإرادة وقناعة مطلقة بعد حرب الاثني عشر يومًا بأن كل الإمكانيات يجب أن تتوفر لدى الجماعة الحوثية للقيام بدورها في إطار الصراع الإيراني مع المجتمع الدولي أو حتى مع الكيان الإسرائيلي.
وقال: هذا يقودنا إلى أن الجغرافيا اليمنية أيضًا قد تكون ساحة صراع رئيسية للنظام الإيراني مع المجتمع الدولي، وبالتالي تحقق إيران بذلك إبعاد الصراع عن جغرافيتها أو على الأقل تخفيف حدة الصراع والمواجهة داخل الأراضي الإيرانية.
وواصل: حتى الآن لا حلول تفاوضية أكيدة تنهي موضوع الملف النووي وتحد من البرنامج الصاروخي ودور إيران في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عبر أذرعها ووكلائها.
في إطار خيارين
وأردف العميد “المحنقي”: لذا فإن إيران تلعب في إطار خياري حرب مباشرة وحرب غير مباشرة، لكن هي ترغب في الفرضية الأخير، وهي الحرب الغير المباشرة عبر كلائها، وتأمل بأن تقوم الجماعة الحوثية بجر الحرب إلى الجغرافيا اليمنية واستنفاذ الوقت وإنهاك ايضا قدرات أمريكا وإسرائيل.
وأوضح أن إيران تحاول في هذه المرحلة إعادة ترتيب وضعها الداخلي وبرنامجها النووي، إلى جانب جهودها في تطوير قدراتها العسكرية. وهي تراهن على كسب الوقت خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل إعادة بناء تحالفات جديدة، مستفيدة من التغيرات في المشهد السياسي العالمي، بما قد يقيها من ضربة مباشرة قد تنهي مشروعها النووي وطموحاتها الإقليمية.
وفي هذا الإطار – يقول المحنقي – تفضل إيران الاعتماد على الحروب غير المباشرة باعتبارها أسلوبها الأساسي، وهو ما استثمرت فيه طوال 45 عامًا عبر أذرعها في المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. واليوم تسعى أيضًا إلى توسيع هذا النمط من النفوذ عبر دعم فواعل مسلحة غير دولية في منطقة القرن الأفريقي.
مرتبط
الوسوم
إغلاق الممرات المائية
إغلاق باب المندب
الحرب الإسرائيلية الإيرانية
جماعة الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news