آ
أثارت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، تساؤلات عديدة حول صمت الجماعة وتكتمها الواضح على حجم الخسائر البشرية في صفوف قياداتها وعناصرها. فبينما تداولت وسائل إعلام دولية وإقليمية أنباء عن سقوط قيادات بارزة، التزمت الجماعة خطابًا إعلاميًا مقتضبًا يركز على “حق الرد†دون الإفصاح عن حصيلة الضحايا, ولم تعترف المليشيا بسقوط قيادات عليا إلا الدقائق الماصية من اليوم السبت.
آ
تكتم إعلامي ممنهج
آ
منذ بدء الضربات، لم تُصدر وسائل إعلام الحوثيين سوى بيانات مقتضبة وصور لمواقع مدمّرة، دون الإشارة إلى أسماء أو رتب القتلى. هذا التكتّم يعكس سياسة اتبعتها الجماعة منذ سنوات في حروبها الداخلية والخارجية، تقوم على تقليل حجم الخسائر للحفاظ على المعنويات في صفوف أنصارها.
آ
دوافع وراء الصمت
آ
يرى مراقبون أن أسباب هذا التكتّم متعددة، أبرزها الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية فالاعتراف بمقتل قيادات من الصف الأول قد يضعف الروح المعنوية ويثير تساؤلات بين المقاتلين حول قدرة الجماعة على حماية قادتها.
وكذلك الهروب من الإحراج السياسي، فالغارات الإسرائيلية تمثل اختراقًا أمنيًا وعسكريًا كبيرًا، والاعتراف بخسائر بشرية سيُظهر الحوثيين في موقع الضعف أمام حلفائهم الإقليميين.
آ
وفي طليعة أساب تكتم المليشيا هو لمنع انتشار الشائعات, فالتكتّم يمنحهم فرصة للتحكم بالسردية الإعلامية، بدلًا من ترك المجال لمصادر خارجية قد تبالغ أو تكشف ما لا ترغب في إظهاره.
آ
انعكاسات على الداخل والخارج
التكتّم الحوثي على ضحاياه وإن كان يهدف إلى الحفاظ على صورة “التماسكâ€، إلا أنه يثير حالة من الغموض داخل المجتمع الخاضع لسيطرة الحوثيين، ويعزز الشكوك حول مصير بعض القيادات العسكرية والأمنية. كما أن الصمت قد يمنح خصوم الجماعة مساحة للتشكيك في قدراتها وإبراز ضعفها أمام الرأي العام اليمني والإقليمي.
خلاصة القول أن
تكتم الحوثيين على خسائرهم في الغارات الإسرائيلية يبقى جزءًا من استراتيجيتهم الإعلامية والعسكرية، لكنه في الوقت نفسه يعكس حجم الارتباك الذي أصاب الجماعة بعد الضربة، ويكشف مدى حساسية الاعتراف بخسائر قد تغيّر موازين القوة داخل المشهد اليمني والإقليمي.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news