خامنئي يوجه الحوثيين لإغلاق باب المندب (بران برس)
برّان برس - وحدة التقارير:
مع تزايد التوقعات بشأن تجدد الهجوم الإسرائيلي على طهران، لوّح المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، بإغلاق الممرات المائية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي، عبر ذراعه المسلّحة في اليمن، والمتمثّلة في جماعة الحوثي.
وأشاد خامنئي، في تدوينة بحسابه الرسمي على منصة “إكس”، بما يقوم به الحوثيون من استهداف لإسرائيل والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. مضيفًا أنه “لا سبيل مقابل الجرائم التي يرتكبها قادة الاحتلال الإسرائيلي سوى أن تُغلق جميع طرق الإمداد إليهم بالكامل ومن جميع الجهات”.
وقال موجهًا خطابه إلى الحوثيين: “يجب أن يُغلق طريق الإمداد إلى الكيان الصهيوني”. معتبرًا ما يفعله الحوثيون في اليمن هو “الصواب”. واصفًا تصعيدهم البحري بأنه “الإجراء الصحيح”.
وتأتي هذه التصريحات وسط توقعات بتجدد الاشتباك المسلّح بين إسرائيل وإيران بعد مضي شهرين على انتهاء حرب الـ12 يوماً.
في هذه المادة يتحدث باحثون يمنيون وعرب لـ“برّان برس” عن خلفيات تصريح خامنئي وسياقاته وتأثيراته المستقبلية.
دعوة للتصعيد
الباحثة المصرية في الشأن الإسرائيلي، إيمان بخيت أحمد، ترى في تصريحات خامنئي، أنها تأكيد لدعم إيران للعمليات العسكرية، التي يقوم بها الحوثيون في البحر الأحمر والهجوم على السُفن التي يُعتقد ارتباطها بإسرائيل.
وترجّح إيمان بخيت، في حديثها لـ“برّان برس”، احتمالية أن تكون تلك التصريحات “بمثابة دعوة للتصعيد، بشكل أكبر من خلال حث الحوثيين على التهديد، بإغلاق باب المندب، كونه شريان حياة للتجارة العالمية”. ولا تستبعد أن تكون “بمثابة تشجيع وحث على استمرار الهجمات، بل وتصعيدها، متوقعة التصعيد بشكل أكبر خلال الفترة القادمة”. مما يُشكل خطراً جديداً على الملاحة العالمية.
وقالت إن “إيران تعتمد اعتماداً كبيراً على وكلائها في الإقليم، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن”.
وتحدثت عن “رغبة لدى إيران لإثبات مدى قوتها، وأنها مازالت مسيطرة على الوضع في المنطقة رغم حربها الأخيرة مع إسرائيل، والتي أعلنت فيها الولايات المتحدة، تقويضها للخطر الإيراني، لذا من الضروري أن يكون لإيران دور مستمر في تطور الأوضاع إقليمياً وبخاصة، ما يتعلق بالحرب على قطاع غزة.
ومن ضمن مخاطر هذا التصعيد، ترى احتمالية “توسيع العمليات العسكرية الغربية ضد الحوثيين لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر”.
تنسيق استراتيجي
في حين تؤكد الباحثة في مركز تهامة للدراسات والتنمية، زهرة مهدي، في تصريحات خامنئي، دعمًا إيرانيًا صريحًا للحوثيين وأنه دعم “سياسي وأيديولوجي”، تؤكد أنه يعكس “التنسيق الاستراتيجي بين طهران والجماعة الحوثية” لتوسيع نطاق الصراع.
وأشارت في حديثها لـ“بران برس”، إلى أن المستفيد الأول من “إقحام اليمن والشعب اليمني في صراع” هو إيران. موضحة أنه “توقف الملاحة البحرية في البحر الأحمر سيزيد معاناة الشعب اليمني”.
وقالت إن هذا التصعيد “قد يشكل ضغطاً على إسرائيل، لكن الأجدر بخامنئي أن يغلق مضيق هرمز”. مضيفة أن “احتمالية التصعيد مرتفعة”، معتبرة أن “التصريح يُعد إشارة إلى استمرار وتيرة العمليات في البحر الأحمر، بل وقد يشجع على زيادة وتيرتها، ردود الفعل الدولية”.
وأكدت أن “البحر الأحمر أصبح ساحة مواجهة جديدة في الصراع الإقليمي المدعوم من إيران والقوى الغربية وحلفائها، وأن الوضع يتجه نحو مزيد من التصعيد، خاصة مع عدم وجود مؤشرات على حل قريب للأزمة في اليمن”.
وإلى ذلك، قال إن هذه التصريحات تعكس استمرار إيران في استخدام وكلائها من المليشيات المسلحة، لتحقيق أهدافها الإقليمية.
شكل من أشكال التفاوض
من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني وليد العوض، إن “طرق إمداد الكيان الصهيوني لا تقتصر على البحر الأحمر وحده، على أهمية إغلاقه، فهناك قواعد أمريكية منتشرة في المنطقة، تستخدمها أمريكا لتزويد الكيان بما يحتاجه من سلاح”.
وأضاف العوض في حديثه لـ“بران برس”، أنه “من الأجدر التوجه للدول التي تستضيف هذه القواعد، وإجبارها على عدم استخدامها لإمداد الكيان بالعتاد وكذلك الانطلاق منها لضرب اليمن”.
وتابع: “نحن في غزة نقدر شجاعة الشعب اليمني وحريصون على سلامة الشعب اليمني، ومنع الاحتلال من تدمير المنشآت اليمنية”.
وعن تصريح خامنئي، قال إن “هناك احتمالات كبيرة للتصعيد في البحر الأحمر قد يتم اللجوء إليه كشكل من أشكال التفاوض بالنار، بين أمريكا وإيران، بشأن الملف النووي، الذي قال إنه “لم يغلق بعد”.
وقال إن “مثل هذا التصعيد سيكون حاضراً على طاولة المفاوضات، أي أنه تصعيد وفق حسابات المفاوضات القادمة”.
كلام أكثر من الفعل
المحلل السياسي اليمني أحمد هزاع، قلل من أهمية هذه التصريحات قائلًا لـ“بران برس”: “تعودنا من إيران وأذرعها في المنطقة، أن التصريحات هي أكثر من الفعل”.
وأضاف: “باعتقادي أنها محاوله يائسة لإثبات الوجود، وأنهم يستطيعون تنفيذ أجندة معينة، في الوقت الذي يناسبهم، ولكن أظن أنه ما قبل الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية على إيران واليمن، ليس كما بعدها.
واستدرك قائلًا: “لكن علينا أن نأخذ التصريحات على محمل الجد، ونحن نرى ميليشيا الحوثي قد تحولت إلى الدرع الأول أو رأس السهم لإيران، بعد أن تم إنهاء حزب الله والمليشيات في سوريا”.
وقال إنه “لا يحق لإيران أن تحول اليمن، إلى ساحه صراع تُحركها متى ما تشاء بينما ضربت إسرائيل وأمريكا قلب عاصمتها، ولم ترد... وكان عليها الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وليس بتوجيه الآخرين بشنّ الهجمات على السفن”.
خامنئي
أذرع إيران
مليشيات الحوثي
باب المندب
البحر الأحمر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news