صنعاء
–
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، تنفيذ غارات جوية على أهداف داخل الأراضي اليمنية، في إطار ما وصفه بردٍ على استمرار هجمات جماعة الحوثي ضد إسرائيل، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة
.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن سلاح الجو شن عدة ضربات استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أن مجمع القصر الرئاسي كان أحد الأهداف الرئيسية للهجوم، إلى جانب مواقع لتخزين الوقود ومحطات توليد كهرباء
.
وأكد مصدر عسكري للقناة 12 الإسرائيلية أن "الجيش بدأ سلسلة من الغارات رداً على التهديدات الحوثية"، مضيفاً أن العملية تأتي ضمن مساعي "ردع الجماعة عن مواصلة هجماتها
".
وشهدت العاصمة صنعاء دوي انفجارات عنيفة، حيث أفادت تقارير ميدانية بوقوع ثلاث غارات قرب منطقة عطان جنوب غرب المدينة، بينما أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي عن "عدوان صهيوني أميركي" استهدف مواقع مدنية، من بينها محطة تابعة لشركة النفط اليمنية في شارع الستين، ما أسفر عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى، وفق حصيلة أولية
.
كما أشار إعلام الجماعة إلى اندلاع حرائق كبيرة في مناطق متفرقة من العاصمة، وسط محاولات الدفاع المدني للسيطرة عليها
.
تفاصيل العملية الإسرائيلية
في بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف بنى تحتية عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، بينها مجمع القصر الرئاسي الذي تستخدمه الجماعة كمقر عسكري، إضافة إلى مخازن وقود ومحطتي كهرباء في منطقتي حزيز وأسار، تستغلان في أنشطة عسكرية
".
وأضاف البيان أن الغارات جاءت "رداً على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تطلقها جماعة الحوثي باتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "العملية العسكرية تحمل رسالة واضحة بأن أي تهديد سيُواجه بضربات دقيقة، مهما كانت المسافة
".
واتهمت وزارة الدفاع الإسرائيلية الحوثيين بتنفيذ أجندات إيرانية في المنطقة، مؤكدة أن الجماعة تستخدم المجال البحري لتنفيذ ما وصفته بـ"أنشطة إرهابية" ضد الملاحة الدولية
.
إسرائيل تطلق على العملية اسم "نبيّ العدالة
"
بحسب القناة 12 الإسرائيلية، أطلقت المؤسسة العسكرية على الهجوم اسم "نيفي تسيدك" (نبيّ العدالة). ونقلت عن مصادرها أن 14 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الضربات، وأطلقت نحو 40 صاروخاً على أهداف داخل صنعاء
.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، تابعوا تنفيذ العملية من داخل مقر وزارة الدفاع في تل أبيب
.
جماعة الحوثي تتوعد برد أقوى
من جانبها، اتهمت جماعة الحوثي إسرائيل باستهداف منشآت مدنية في العاصمة، متوعدة بالرد. وقال محمد الفرح، عضو المكتب السياسي للجماعة، إن "العدو يتعمد إيذاء المدنيين في اليمن، كما يفعل في غزة"، مضيفاً أن "الغارات استهدفت مناطق سكنية مكتظة
".
وأشار مصدر عسكري تابع للجماعة إلى أن "مقر الرئاسة الذي استُهدف كان خالياً من الموظفين، ولا يُستخدم في العمليات العسكرية"، مضيفاً: "هذه الضربات محاولة تعويض خسائر العدو نتيجة عملياتنا، وسنرد بعمليات أكبر في عمق الكيان
".
كما صرح عضو المجلس السياسي للجماعة، حزام الأسد، بأن الهجوم يهدف إلى "منع اليمنيين من مواصلة دعم غزة واستهداف إسرائيل"، مؤكداً أن هذه الهجمات "لن تثنينا عن نصرة الشعب الفلسطيني
".
خلفية التصعيد: صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن، أدت إلى تفعيل صفارات الإنذار في المستوطنات القريبة من قطاع غزة
.
وفي حادثة سابقة، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية صاروخاً طويل المدى أُطلق من اليمن، ما تسبب بحالة من الذعر وإصابات طفيفة نتيجة التدافع نحو الملاجئ. وأكد تحقيق عسكري إسرائيلي لاحقاً أن الصاروخ كان مزوداً برأس متفجر قابل للانشطار
.
وأعلنت جماعة الحوثي، في يوليو الماضي، توسيع عملياتها البحرية ضد إسرائيل، مؤكدة أنها ستستهدف أي سفينة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، "نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكتوبر 2023"، بحسب تعبيرها
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news