24 أغسطس.. ميلاد المؤتمر الشعبي العام ورمز الزعامة الوطنية
قبل 26 دقيقة
يطل علينا يوم الرابع والعشرين من أغسطس كذكرى خالدة في سفر الوطن، يوم تأسس المؤتمر الشعبي العام، الحزب الرائد الذي حمل مشروع اليمن الكبير، وصاغ هويته السياسية الجامعة، بجهود القائد المؤسس، الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح. إنه اليوم الذي أعاد لليمنيين ثقتهم بقدرتهم على التوحد تحت راية وطنية جامعة، بعد أن أنهكتهم الانقسامات والصراعات.
لقد كان الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح قائداً استثنائياً بحجم الوطن. امتلك من الحكمة والدهاء والشجاعة ما جعله قادراً على جمع فرقاء السياسة والقبيلة والدين في بوتقة واحدة، تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام، رافعاً شعار "الوطن فوق الجميع". وفي عهده، طويت صفحات مظلمة من الصراعات الداخلية، وبدأت مرحلة جديدة من البناء والتحديث.
الإنجاز الأهم الذي يُسجل في تاريخه هو تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990، ذلك الحلم الذي راود الأجيال، فكان الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح ربان السفينة الذي قادها حتى أزالت الحواجز التشطيرية، وتوحد الشمال والجنوب في دولة واحدة، ليصبح اليمن قوياً بشعبه، موحداً بأرضه، عزيزاً بمكانته في محيطه العربي والإقليمي.
وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، كان الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح عنواناً للاستقرار والتنمية. في عهده، شُقّت الطرقات، وبُنيت المدارس والمستشفيات، وتوسعت مشاريع الكهرباء والمياه، وتحسنت الخدمات الأساسية في مختلف المحافظات. لم يكن ذلك مجرد مشاريع تنموية، بل كان نهج دولة أراد لها صالح أن تكون قوية بمؤسساتها، متينة بعلاقاتها، مزدهرة بقدراتها.
ولم يكن الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح مجرد رئيس يدير شؤون الحكم، بل كان زعيماً وطنياً حمل هموم شعبه، وصاغ معادلات التوازن في الداخل والخارج بحنكة نادرة. استطاع أن يجمع المتناقضات، ويوازن بين القوى المختلفة، وأن يرسخ تقاليد سياسية جديدة تقوم على التعددية الحزبية والانتخابات، في وقت كانت فيه المنطقة تعيش على وقع أنظمة شمولية مغلقة.
ورغم التحديات الكبرى التي واجهت اليمن، من إرهاب وفقر وبطالة وفساد، ظل الزعيم صامداً، يقاتل على جبهات متعددة من أجل صون الوطن واستقراره. وحتى حين قرر أن يسلم السلطة طوعاً في 2012، فعل ذلك حرصاً على حقن دماء اليمنيين وصون اليمن من الانزلاق نحو الفوضى، مقدماً درساً في الوطنية والقيادة لا ينسى.
اليوم، ونحن نستحضر ذكرى 24 أغسطس، فإننا لا نحتفي فقط بميلاد المؤتمر الشعبي العام، بل نحتفي بميلاد مشروع وطني متكامل ارتبط باسم الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح. لقد كان بحق زعيماً بحجم أمة، وقائداً كتب اسمه بأحرف من نور في تاريخ اليمن الحديث. وستظل ذكراه خالدة في وجدان الأجيال، رمزاً للشجاعة والوحدة والبناء، ورمزاً لليمن القوي الموحّد، الذي لا ينكسر أمام العواصف.
إنها ذكرى تعيد إلينا قيم الوفاء للوطن، وتؤكد أن اليمن، برغم التحديات، سيبقى عصياً على التمزق، موحداً بقياداته الوطنية ورجاله المخلصين، وسيبقى اسم علي عبد الله صالح نبراساً يضيء درب اليمنيين نحو المستقبل.
هل تود أن أصيغ المقال أيضاً بصيغة خطاب تعبوي أقرب إلى بيانات الأحزاب السياسية بمناسبة 24 أغسطس، ليكون أكثر تأثيراً على القاعدة الشعبية للمؤتمر الشعبي العام؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news