المؤتمر .. معادلة الشعب والوطن
ثلاثة وأربعون عامًا مضت من عمر المؤتمر الشعبي العام، الحزب الذي كان هو الوطن ذاته منذ اليوم الأول لتأسيسه، كيانٌ وطني لم يُصنع في أنابيب خارجية ولم يرتضع من حليبٍ مستورد، بل كان التراب اليمني هو الرحم الذي خرج منه، وهو الحليب الذي غذّاه. لذلك استحق المؤتمر أن يكون هو الوطن ولا شيء سواه
.
هذه ليست كلمات منمّقة، بل حقيقة تتجلى لليمنيين عامًا بعد عام، كلما رأوا كائنات الظلام تعبث بوطنهم، ومشاريعها التمزيقية تتكشف أمام أعينهم، فلا يجدون سوى التمسك بذلك العنوان الخالد في وجدانهم، خلود الوطن نفسه.
يدرك اليمنيون حجم المؤامرات والتكالب الذي استهدف المؤتمر لإضعافه وإنهاكه طيلة هذه العقود، غير أن الحزب ظل يزداد رسوخًا في قلوبهم ويكتسب وهجًا جديدًا يربك خصومه. فقد ظنّت جماعات الظلام أنها أنهكته بحروبها الشعواء، لكن الحقيقة أن قوته ليست في سلاح أو عتاد، بل في القلوب التي تحمله وفي الناس الذين يلتفون حوله.
قوة المؤتمر الشعبي العام تتجلى يوميًا أمام مختلف القوى المتحكمة بالمشهد الراهن، كعصابة الحوثي مثلًا، حتى أن بعض المحسوبين عليها يقرّون بأن قوة المؤتمر الحقيقية هي الناس، لا البندقية ولا المال. فهو حزب وطني قريب من الجماهير، يعمل لخدمتهم، لا جماعة تفرض أيديولوجياتها بالقهر والسلاح.
من هنا، يصبح الاحتفاء بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر كابوسًا يؤرق مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان ومن شابههم من المكونات، إذ يكشف هذا الاحتفاء عن حقيقة فقدانهم للقبول الشعبي، وعجزهم رغم كل محاولاتهم عن النيل من مكانة المؤتمر في قلب المواطن البسيط.
إن المواطن العادي هو من يمنح المؤتمر شرعيته وخلوده، وهو الأحق بأن يحتفي بذكرى تأسيس حزبه الوطني، معلنًا لكائنات الظلام أن المؤتمر باقٍ ببقاء الوطن، وأنه يظل معادلة الشعب والوطن في آن واحد.
ثلاثة وأربعون عامًا من التأسيس والعمل الوطني، ظل فيها المؤتمر الشعبي العام تجسيدًا لروح اليمن وجوهره، حاضرًا في مفاصل الدولة، مشاركًا في صناعة القرار، ومؤثرًا في مسار الأحداث. ورغم التحديات والانقسامات التي مرّ بها، بقي متمسكًا بالثوابت الوطنية، مدافعًا عن الوحدة والسيادة، مؤمنًا بالحوار نهجًا لبناء الوطن وصيانته.
واليوم، يقف المؤتمر على أعتاب مرحلة جديدة، مستمدًا من تاريخه العريق قوة التجدد، ومن قواعده الشعبية زخم الاستمرار، ماضيًا بعزم نحو استعادة دوره الوطني كصمام أمان للحاضر وضمانة للمستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news