أعلنت "قوات دفاع شبوة" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، فتح باب التجنيد لاستقطاب مقاتلين من أبناء شبوة، فيما يبدو توجها من الانتقالي وداعمته أبوظبي لتعزيز النفوذ في هذه المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط ومنابع الثروة والمطلة على بحر العرب، شرقي اليمن.
هذه القوات هي إحدى أفرع "القوات البرية الجنوبية" التابعة للمجلس الانتقالي، الذراع السياسية للنفوذ الإماراتي في اليمن.
ظهرت تحت مسمى "دفاع شبوة" أواخر العام 2022م، وهو المسمى الجديد لقوات "النخبة الشبوانية" التي تأسست بدعم وتدريب وإدارة إماراتية منتصف العام 2016، تحت لافتة محاربة تنظيم القاعدة ومواجهة الإرهاب.
كانت قوات النخبة تضم 6 ألوية قتالية تتألف من حوالى 7 آلاف مقاتل، تم استقطابهم من الشباب المؤيد لمشروع تقسيم اليمن وأبناء القبائل لهم توجهات سلفية ومناطقية. وكان يقودها محمد سالم البوحر القميشي (شبوة).
وقد تم الدفع بهذه القوات للانتشار والسيطرة على مديريات محافظة شبوة تحت شعارات وأعلام تشطيرية، وانخرطت في التمرد الذي قاده الانتقالي ضد القوات الشرعية في أغسطس 2019، وتم توجيهها لمحاولة السيطرة على عتق، عاصمة المحافظة، مسنودة بقوات انتقالية قادمة من عدن والضالع، لكنها تعرضت لضربة موجعة مع استعادة القوات الشرعية لشبوة وطرد قوات الانتقالي خارج المحافظة.
بعد هزيمة النخبة الشبوانية أمام القوات الحكومية تم إعادة هيكلة القوات واختبار قادتها ومقاتليها من الموالين للانتقالي المؤمنين بمشروعه الانفصالي الذين أخضعوا لتأهيل أيدلوجي وتدريب مكثف.
ليتم بعد ذلك تغيير اسم التشكيل إلى "قوات دفاع شبوة" ومدها بسلاح ومعدات، وتجهيزها بصورة جيدة للمهمة القادمة.
ومع اتجاه الانتقالي لاستكمال فرض نفوذه على شبوة، بعد إزاحة المحافظ محمد صالح بن عديو، 26 ديسمبر 2021، وتعيين عوض العولقي بن الوزير، على رأس المحافظة، تم الدفع بهذه القوات مجددا لفرض سيطرتها على المحافظة، وانخرطت خلال شهر أغسطس 2022 في مواجهات ضد القوات النظامية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا انتهت بإزاحة القوات الوطنية لصالح فرض سيطرة قوات دفاع شبوة وألوية من العمالقة الجنوبية وقوات قتالية انتقالية أخرى تم الدفع بها من عدن ومحافظات جنوبية.
تلك المواجهات انتهت إلى إخراج القوات الوطنية العسكرية والأمنية، التي تضم أبناء المحافظات الشمالية وأبناء المحافظات الجنوبية المعارضين للانتقالي ونهجه.
وقد عين العميد الركن علي صالح الكليبي (شبوة) في منصب "القائد العام لقوات دفاع شبوة". والكليبي كان يقود اللواء 19مشاه، أحد ألوية "الجيش الوطني" التابعة لوزارة الدفاع. اللواء يتبع محور بيحان الخاضع لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها في مأرب، كانت وحداته تنتشر في عقبة القنذع الاستراتيجية الرابطة بين شبوة والبيضاء. وأعلن الكليبي انضمامه رسميا للمجلس الانتقالي في أكتوبر 2021، بعد تراجع قوات الجيش أمام الحوثيين الذين استعادوا سيطرتهم على القنذع وتوغلوا في بيحان وعين شبوة أواخر سبتمبر 2021.
وعين العميد فوزي حسين السعدي المصعبي، نائبا لقائد القوات وقائدا للواء الثالث. وهو من مواليد منطقة الصفحة، عسيلان، ومحسوب على المؤتمر.
فيما عين العميد وجدي ناصر باعوم الخليفي أركان حرب القوات وقائدا للواء الثاني. وهو من مواليد منطقة خمر، عتق. ويعتبر القائد الفعلي لهذا التشكيل، ويحظى بدعم الانتقالي وعلاقته جيدة مع الإمارات.
العميد الكليبي وإلى يساره باعوم
تتمركز قوات دفاع شبوة قتاليا في عتق. وتقوم بمهام مزدوجة عسكرية وأمنية، ومنخرطة في معارك مواجهة الحوثيين وتنظيم القاعدة في مرخة العليا والسفلى الحدودية مع محافظة البيضاء، وتنتشر ألويتها في بيحان وعين، وبعض وحداتها تتمركز في مناطق ومنشئات النفط والغاز، والطرق الرئيسية والطريق الدولي عتق-العبر حضرموت. ما يمكنها من تعزيز نفوذها وتأمين مصادر تمويلية جيدة.
وتسند لها حملات أمنية لمنع حيازة السلاح داخل وخارج عتق، ولديها نقاط تفتيش على مداخل عاصمة المحافظة، وتقوم بتحريك دوريات متحركة في عدد من المناطق.
وترفع القوات "العلم الجنوبي"، ويتم تنشئة منتسبيها وفق توجيه أيدلوجي يقوم على الولاء للانتقالي ومشروع الانفصال والعداء للدولة اليمنية ومزيج من الأفكار الطائفية المناطقية.
وتتلقى مدفوعات ومرتبات من الإمارات، ودعومات محليا، ووضعت يدها على مصادر تمويلية وعوائد جيدة من النفط وخطوط النقل والملاحة البحرية.
ويتم تسيير عملياتها عبر مركز قيادة وسيطرة رئيسي، وتخضع إداريا لقيادة "القوات البرية" التابعة للانتقالي. يتم تنظيم عملياتها وتعاونها مع القوات الأخرى عبر غرفة العمليات المشتركة بالمحافظة.
ولديها تسليح جيد، يضم إلى جانب السلاح المتوسط، دبابات وراجمات صواريخ كاتيوشا استولت عليها من بقايا مخزونات الجيش اليمني سابقا، ومدفعية ميدانية ومدرعات وعربات وناقلات جند بعضها مقدمة من الإمارات.
كما تمتلك منظومات صواريخ موجهة ومضادة للدروع ومنظومة طيران مسير تكتيكية.
أسلحة لقوات دفاع شبوة خلال استعراض عسكري
القوام والتنظيم..
تتشكّل قوات دفاع شبوة من 6 ألوية قتالية، وكتائب من صنوف البرية، ووحدة شرطة عسكرية. وتتألف كشوفات قوامها البشري من حوالى 12 ألف مقاتل، جميعهم جنوبيون من أبناء شبوة والضالع ولحج.
-اللواء الأول.
يتمركز قتاليا في عتق، وتنتشر بعض وحداته في مناطق المصينعة ونصاب والعينات. يقوده العميد أحمد عوض العولقي بن الوزير، نجل المحافظ العولقي.
-اللواء الثاني.
يقوده العميد وجدي باعوم. يتمركز في مطار عتق، ويتولى مهام الحزام الأمني في مدينة عتق وما جاورها. والمطار هو مركز سيطرة وعمليات لقوات الواجب الإماراتية.
-اللواء الثالث.
يقوده العميد فوزي السعدي المصعبي. يقع مقره في نجد مرقد في بيحان وتنتشر بعض وحداته في حريب مأرب.
-اللواء الرابع.
يقوده منذ ديسمبر 2023 العميد فيصل جلال الشعيبي، وهو من الضالع وسلفي متشدد. يتمركز في بيحان وجبهة ناطع.
-اللواء الخامس.
يقوده العميد أحمد محمد شليل الحارثي، وهو من أبناء عسيلان. يتمركز في مناطق مرخة العليا والسفلى.
-لواء الإسناد القتالي.
يقوده العميد ركن أحمد المشرقي الشاعري، المنحدر من الضالع. يتمركز في عسيلان.
ويعتبر معسكر مرة الاستراتيجي، غرب عتق، هو القاعدة المركزية للقوات وقيادتها، وفيه تقام برامج التدريب والتأهيل، إضافة إلى معسكري النصر والشبيكة التدريبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news