أكد الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، الدكتور عايد المناع، أن استمرار الوحدة اليمنية حتى اليوم يعود بدرجة أساسية إلى دعم المملكة العربية السعودية وتمسكها بخيار بقاء اليمن موحدًا، رغم تصاعد مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم السابقة.
وقال المناع في مداخلة عبر قناة "المهرية"، إن "الوحدة لا تزال قائمة فقط بفضل السعودية، ولولا تدخلها لكان الجنوب قد استقل منذ سنوات"، مضيفًا أن الرياض ترفض بشكل قاطع أي مسار يؤدي إلى انفصال الجنوب، وتصر على بقاء الدولة اليمنية موحدة في إطار التسوية الشاملة.
وتأتي تصريحات المناع في ظل تنامي الأصوات الجنوبية المطالبة باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة في 1990، حيث يرفع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى بقاعدة شعبية واسعة ويسيطر عمليًا على معظم المحافظات الجنوبية، شعار "الاستقلال الكامل" باعتباره خيارًا غير قابل للتراجع. ويؤكد قادة الانتقالي أن الجنوب بات يعيش على الأرض كيانًا سياسيًا وعسكريًا متماسكًا يشبه الدولة من حيث امتلاكه قوات مسلحة وأجهزة أمنية وهيئات إدارية، ولا ينقصه سوى الاعتراف الإقليمي والدولي.
في المقابل، يتمسك التحالف بقيادة السعودية بموقفه المعلن الداعم للوحدة، رغم أن الوضع الميداني يشير إلى واقع مغاير، حيث يدير الجنوبيون شؤون مناطقهم بمعزل عن الحكومة المعترف بها دوليًا. ويؤكد مراقبون أن الجنوب يعيش حالة "شبه استقلال"، إذ تمارس مؤسساته المحلية دور الدولة في إدارة الأمن والخدمات، فيما تبقى الشرعية اليمنية ضعيفة النفوذ على الأرض.
ويرى محللون أن الموقف السعودي هو حرص على منع تفكك اليمن خوفًا من تداعيات جيوسياسية قد تؤثر على أمنها القومي واستقرار المنطقة، في حين يعتقد الجنوبيون أن حقهم في استعادة دولتهم بات أقوى من أي وقت مضى، مستندين إلى السيطرة الفعلية على الأرض والتأييد الشعبي الواسع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news