كتبت القصة لـ”يمن ديلي نيوز” أحلام القبيلي:
من قرية عجبان بمديرية النادرة في محافظة إب، تروي “سماح الشعر” البالغة من العمر خمسين عاماً، قصتها التي تختصر معنى التحدي والصبر.
سماح، التي لم تكمل سوى المرحلة الابتدائية، تزوجت وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وأنجبت أربعة أبناء. لكن ما ميز حياتها لم يكن الزواج أو الأمومة، بل حادثة مؤلمة غيّرت مسارها منذ طفولتها.
العودة للخلف
تم إرسال رسالتك
الاسم
**مطلوب
تحذير
البريد الإلكتروني
**مطلوب
تحذير
الموقع
تحذير
رسالة
تحذير
تحذير.
إرسال
Δ
تقول سماح لـ”يمن ديلي نيوز” وهي تستعيد تفاصيل الماضي: “كنت أحتطب في الجبل عندما سقط حجر كبير على ساقي اليسرى، لم أشعر بشيء بعدها إلا وأنا في مستشفى الثورة بمدينة تعز. وعندما أفقت من التخدير بعد العملية، حاولت أن أتحرك فلم أستطع، وعندها اكتشفت أنهم بتروا رجلي.
صرخت بأعلى صوتي: أمااااااه.. أين رجلي؟ وبكيت حتى حقنني الطبيب بإبرة مهدئة”.
لم يكن وقع الخبر سهلاً على الطفلة الصغيرة، فانهارت نفسياً وفقدت ابتسامتها. بل تصف تلك المرحلة بقولها: “صرت عدوانية أضرب كل ما حولي.. البشر والحجر والشجر وحتى الحيوانات”.
لكن لحظة فارقة بدّلت مجرى حياتها. ففي أحد أيام العلاج، التقاها طبيب سويدي في مستشفى بتعز، بدا عليه التأثر لحالها، كما تنقل لـ”يمن ديلي نيوز”.
تكفّل بشراء رجل صناعية لها، وظل يتابعها لسنوات، مغيراً الأطراف الصناعية كلما كبرت، وزارعاً فيها الأمل والثقة.
تقول سماح: “كان يشجعني باستمرار، ومع الوقت بدأت أستعيد نفسيتي، وامتلأت بقوة تحمل غير طبيعية”.
جراح الكلمات أقسى
رغم تجاوزها ألم البتر، ظلت سماح تعاني من نظرات المجتمع وكلماته القاسية. تقول لـ”يمن ديلي نيوز”: “أكثر ما يجرحني هي كلمات مثل (يا عرجاء) أو (معاقة).
كلمات قصيرة لكنها سامة، تذبح فرحتي وتنتقص من سعادتي. كذلك نظرات الفضول والشفقة حين يسأل البعض: ليش تعرجي؟ هذه كانت أقسى من الإعاقة نفسها”.
ومع مرور الوقت، تعلمت سماح أن تتعايش مع واقعها. “ظننت في البداية أن مأساتي مؤقتة، لكنها كانت قدراً مكتوباً، فاخترت الرضا وممارسة حياتي بشكل طبيعي”.
تضيف: تزوجت، أنجبت، واختلطت بالناس، معتبرة نفسها أفضل حالاً ممن فقدوا البصر أو حُرموا من الحركة الكاملة أو العقل.
رسالة إلى المجتمع
توجّه سماح كلماتها عبر “يمن ديلي نيوز” بوضوح: “أبسط حقوقي أن أحظى بالاحترام رغم إعاقتي.
“أنا معاقة، لكن إعاقتي لا تكتمل إلا عندما يعيق المجتمع ما تبقى من إرادتي وقوتي. أراها في بريق أعينكم، في همسات شفاهكم، في نظراتكم، لكن ذلك كله لا يدفعني إلا خطوة للخلف قبل أن أعود بخطوتين إلى الأمام”.
شكر وامتنان
لم تنس سماح أن تختتم حكايتها برسالة وفاء: “أشكر أمي التي تعبت كثيراً وسهرت لأجلي، وأشكر أهلي وزوجي وأبنائي. ولا أنسى الطبيب السويدي الذي زرع الأمل في طفولتي، وكان سنداً لي في لحظات الانكسار”.
قصة سماح التي رصدتها “يمن ديلي نيوز” ليست مجرد تجربة شخصية، بل شهادة حية على قدرة الإنسان على مواجهة الحياة بإرادة صلبة، وتحويل الألم إلى قوة تُلهم من حوله.
مرتبط
الوسوم
قصة صحفية
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news