صراع الداخل الإيراني بين بقاء النظام والتجربة الأوكرانية

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 129 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صراع الداخل الإيراني بين بقاء النظام والتجربة الأوكرانية

على رغم التصنيف الشائع للتيارات السياسية في داخل إيران ما بين المتشددين" و"الإصلاحيين والمعتدلين مما عمق جدلية هل السياسة الخارجية. الطهران أيديولوجية أم براغماتية، إلا أنه من المعروف أن خلف هذا التنوع الظاهري ثوابت و مبادئ ايديولوجية لا يحاد عنها فعلى رغم تعظيم التيارات السياسية للنظام. الإيراني للاعتبارات الأيديولوجية لكنه في الوقت ذاته سمح بتباين التيارات في ما يخص السياسات الداخلية والخارجية. فتظهر الخلافات حول قضايا الحجاب والحقوق والحريات والاستثمار الأجنبي والانفتاح على الغرب والعلاقة مع واشنطن وفي حين اعتاد النظام الإيراني توظيف تلك التباينات على حسب علاقته بالغرب، ومدى التوتر وبناء عليه، يجري تصدير المشهد الإصلاحي أو الراديكالي، ونجد أن الخلاف هذه المرة مختلف.

وعلى وقع التهديدات الأميركية والإسرائيلية بإمكان توجيه ضربة عسكرية جديدة لإيران ما لم تمتثل للمفاوضات فضلاً عن التهديدات الأوروبية بتفعيل آلية الزناد ما لم ترد طهران بنهاية أغسطس (آب) الجاري على عودة مفتشي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وضرورة حسم الملف النووي قبيل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل خرجت دعوات تطالب النظام الإيراني بإجراء تغييرات ضرورية للحفاظ على أمن وسلامة إيران وبقاء النظام، وخرج بيان "جبهة الإصلاح" محذراً من اقتراب موعد تفعيل آلية الزناد، ومطالباً بالتعليق الطوعي للتخصيب وقبول المراقبة الشاملة من قبل "الوكالة".

وفي المقابل بهاجم المتشددون تلك التوجهات معتبرين أن "جبهة الإصلاح" و تصريحات وجواد ظريف والرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني لم تدافع إلا عن المطالب الأميركية، وأنهم لم يفهموا قوة الردع الإيرانية ولم يشهدوا نتائج سياسة الضغط الأقصى، معتبرين أن الحكومات "الإصلاحية" التي رفعت شعار رفع جميع العقوبات خلال حكومة روحاني ووعدت بالازدهار الاقتصادي لم تقدم جديداً سوى الاستسلام لواشنطن وإسرائيل، ولأن "الإصلاحيين" لم يتعلموا من تجربتي ليبيا وأوكرانيا، ففي ليبيا لم يسقط معمر القذافي بعد تسليم ترسانته النووية والكيماوية، بل واجه تدخل الـ "ناتو" عسكرياً، أما أوكرانيا فبعد تسليمها ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم لروسيا في مقابل ضمانات أمنية. أصبحت هي الأخرى ضحية الحرب والتفكك الإقليمي

أما وزير الخارجية السابق جواد ظريف فقد جاء في مقالة له في مجلة "فورن بوليسي" بمبادرة دبلوماسية جريئة وتحول تاريخي لإيران والمنطقة. من نموذج تهديد متجذر إلى نموذج إمكانات تمكينية، بما في ذلك توسيع العلاقات مع الجيران ودول الجنوب العالمي، وشراكة إقليمية جديدة بين دول غرب آسيا، وتجديد الحوار مع أوروبا والولايات المتحدة.

وهاجم المتشددون في داخل إيران ظريف لأنه اعتبر أن النموذج التحولي يجب أن يبدأ. داخل إيران ويمتد إلى جيرانها، فاعتبروا أن هذا نوع من لوم الذات، إذ يرجع جميع مشكلات إيران من العقوبات والحصار للسياسة الداخلية، وفي نهاية المطاف تصل ایران إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة.

ويسود الجدل هنا حول أسباب التحديات التي تواجه إيران فيرى المتشددون أن خطأ ما يسمى بـ "الإصلاحيين" أنهم يرجعون تحديات إيران مع الغرب لقضايا مثل برنامجها النووي ودعمها "محور المقاومة" أو تطوير الصواريخ، وأنه من خلال تقديم تنازلات للغرب يمكن توقف الضغط على إيران، ومن ثم يعتقد المتشددون أن مشكلة خصوم ایران لیست برنامجها النووي أو الصاروخي بل موقعها الجيوسياسي كقوة في الشرق الأوسط، بفضل مواردها من الطاقة وموقعها الإستراتيجي في مضيق. هرمز ونفوذها الثقافي والتاريخي

وفي حين يدافع "الإصلاحيون" عن تلك المطالب معتبرين أنها من أجل مصلحة البلاد ورفاهيتها، ومصلحة إيران والجمهورية الإسلامية والنظام، ومصلحة بقائها ومستقبلها، يعتبر المتشددون أنها شق للإجماع الوطني والوحدة الوطنية التي سادت إيران في أعقاب حرب الـ 12 يوما. يل وصف "الإصلاحيون" بأنهم "زيلينسكيون محليون، وأنه في أعقاب التخلي عن توابت السياسات الإيرانية سيسلكون طريق أوكرانيا أمام روسيا وزيلينسكي امام دونالد ترمب، وأن التركيز على التغيير الداخلي أولاً يثبت أنهم لا يدركون الواقع الإقليمي والدولي المحيط بإيران

ان الصراع الدائر في داخل إيران حالياً يبرز أولاً أن المطالب الإصلاحية سببها الرئيس الحفاظ على بقاء النظام وتفادي آلية الزناد وأي تصعيد مع إسرائيل وتعقد في مسار العلاقات مع الأوروبيين وواشنطن، بينما يعتبر المتشددون أن إيران هو جمت قبل يومين من الجولة السادسة للمفاوضات، وأنه ليس هناك ضمانات الأمن إيران سوى بناء قوة الردع ورفع كلفة أي هجوم عليها، وأنه لا دبلوماسية من دون ميدان.

وربما تتبع أهمية الجدل بين "الإصلاحيين" "المتشددين" في إلقاء الضوء على الأسئلة الأهم التي تفكر فيها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وحتى الآن، فهل بعد الضعف الإستراتيجي الذي لحق بإيران وأذرعها على يد إسرائيل منذ السابع من

و أكتوبر 2023، وصولاً إلى الضربتين الأميركية والإسرائيلية، ستعمل طهران على تغيير إستراتيجيتها الإقليمية التي انتهجتها منذ عقود، بخاصة في ظل تصاعد المشروع الإسرائيلي الذي يغير المعادلات الإقليمية منذ عام 2023 وهل لا يزال امام ایران فرص جديدة لاستئناف تطلعاتها. الإقليمية؟ وهل يمكنها أن تعاود الاستثمار في بناء شبكة الوكلاء الإقليميين أم أن ثمة التغييراً ستشهده السياسات الإقليمية لإيران على المستوى الإستراتيجي ؟ وهل ستكون موقتة ترتبط بفترتي إدارة ترمب وحكومة نتنياهو ؟ وهل حديث "الإصلاحيين" عن البدء بالتغيير من داخل إيران يعنى إدراك التهديدات ومن ثم شكل نمط العلاقات. الصداقات منها والعداوات والمصالح؟ وهل تفتح الدعوات الإصلاحية ونماذج التحول ذلك المسار أمام الغرب لخوض محاولات جدية لتغيير النظام الإيراني؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 896 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 758 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 633 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 563 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 563 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 523 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 439 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 410 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 402 قراءة 

الأرصاد: أمطار متفرقة وأجواء باردة تضرب عدة مناطق اليوم

حشد نت | 359 قراءة