باختطافها أمين عام حزب المؤتمر الشعبي.. عصابة الحوثي تخل بالتعددية وترفع منسوب رفضها الشعبي

باختطافها أمين عام حزب المؤتمر الشعبي.. عصابة الحوثي تخل بالتعددية وترفع منسوب رفضها الشعبي

تعيش عصابة الحوثي الإيرانية في اليمن حالة من الانفصال عن محيطها الاجتماعي الذي نبذها بسبب انتهاكاتها وحملاتها القمعية والإرهابية ضد الأبرياء لأكثر من عشرة أعوام، كما هو الحال مع الإقليم والمجتمع الدولي الذي بات يتعامل مع تلك العصابة بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية، أي أنها باتت منبوذة على جميع المستويات المحلية والعالمية

.

وعلى وقع حالة الشعور بالرفض وعدم القبول، وفي ظل تزايد السخط الشعبي ضدها، لم تجد عصابة الحوثي، وفق مراقبين ومحللين محليين، سوى رفع حالة القمع والتنكيل والإرهاب ضد الكيانات الحزبية والسياسية في مناطق سيطرتها، خاصة المؤتمر الشعبي العام لما يحظى به من قبول شعبي واسع، فهو أكبر الأحزاب السياسية اليمنية.

حالة خوف مستمر

ووفق المراقبين والمحللين، فإن عصابة الحوثي، رغم الفترة الطويلة التي قضتها في مصادرة مؤسسات الدولة واستخدام القوة المفرطة لقمع الناس بالسلاح، إلا أنهم يشعرون أنهم جسم منفصل عن الشعب وأنهم لا يمتلكون حاضنة شعبية تقبل بهم، فيعيشون حالة خوف مستمر، خاصة من المؤتمر الشعبي العام، فهو أهم كيان تخشاه العصابة الحوثية كونه متغلغلاً في الوسط العسكري والقبلي والإداري والشعبي، وهو صاحب انتفاضة 2 ديسمبر التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام وزعيمه الأبدي.

ومع حلول مناسبة ذكرى الحزب كل عام، تصاب العصابة الحوثية بحالة من الهلع والرعب والاضطراب لعدم ثقتها بأن الحزب يمتلك حضانة شعبية، فتدرك أن أكبر الأحزاب اليمنية "المؤتمر"، الذي يحظى بتأييد شعبي من مختلف فئات المجتمع ومن قاد انتفاضة مسلحة ضدها، سيكون سببًا في قيادة ثورة شعبية وقبلية وعسكرية ضدها، لذا تقوم بممارسة القمع ضد قياداته وعناصره وكوادره ومناصريه ومؤيديه أيضًا.

إخلال بالتعددية السياسية

ووصف عضو البرلمان والناشط الحقوقي البارز أحمد سيف حاشد عملية اختطاف الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام من قبل عصابة الحوثي الإيرانية بأنها إخلال بقيم التعددية.

وقال على حسابه في "إكس": "فوجئنا بقيام السلطة في صنعاء باعتقال الأستاذ غازي الأحول، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وعدد من مرافقيه، وهو ما نراه إخلالًا بقيم التعددية التي يقوم عليها الدستور".

وطالب حاشد عصابة الحوثي بالإفراج الفوري عن الأمين العام للمؤتمر غازي الأحول.

نكف قبلي في شبوة

وفي شبوة، تداعت قبائل المحافظة عقب اختطاف الشيخ البارز غازي أحمد علي الأحول، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وعدد من مرافقيه، في نكف قبلي واسع يمتد من قبائل العوالق إلى جميع قبائل شبوة الشامخة.

وحسب مصدر قبلي، أعلنت قبائل ووجهات المحافظة النكف القبلي والتضامن مع الشيخ غازي أحمد علي الأحول، مؤكدة أنها تحشد للمسير إلى صنعاء في مشهد قبلي لن يسبقهم إليه أحد، وأنه سيكون أول الحشد القبلي في صنعاء وآخره في عوالق شبوة.

ونقل المصدر عن شيوخ قبائل عدة أن الواقعة التي ارتكبتها عصابة الحوثي بحق الشيخ غازي ومرافقيه تعد وصمة عار في جبين "السياسة والقبيلة"، مشيرًا إلى أن التداعي كبير والحدث عظيم، والقادم سيكون أعظم في حال لم تستجب العصابة الإيرانية وتطلق سراح الشيخ غازي وترد اعتباره.

تصعيد متواصل ضد الحزب

وأقدمت عصابة الحوثي،   الأربعاء، على اختطاف الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، الأستاذ غازي أحمد علي الأحول، ومدير مكتبه وأحد مرافقيه من وسط العاصمة صنعاء، في جريمة سياسية تهدف إلى تجريف العمل السياسي في مناطق سيطرتها للاستفراد بالحكم وإعادة عقارب الزمن نحو عهد الإمامة البائدة.

وحسب مصادر مطلعة، اعترضت عناصر مسلحة تابعة لعصابة الحوثي سيارة الأمين العام مع اثنين من مرافقيه، وقامت باختطافهم إلى جهة مجهولة، في خطوة تصعيدية جديدة ضد الحزب وقادته في العاصمة صنعاء.

وأكدت مصادر في المؤتمر أن عملية الاختطاف تمت أثناء توجه الأحول إلى منزل رئيس الحزب صادق أمين أبو راس، وأن قيادة الحزب تجري اتصالات مكثفة لمحاولة إطلاق سراحه، مشيرة إلى أن الواقعة جاءت بعد يوم واحد من إعلان الحزب إلغاء الاحتفال بذكرى تأسيسه نتيجة ضغوط مورست عليه محليًا.

وخلال السنوات التي تلت انقلابها، اختطفت عصابة الحوثي أكثر من ألفي من كوادر وقيادات وأعضاء ومناصري حزب المؤتمر، في إطار مخاوفها من شعبيته التي ترى فيها تهديدًا لوجودها.

استفزازات تنذر بثورة

وترى مصادر محلية وسياسية يمنية أن استفزازات الحوثيين ضد قيادات وكوادر ومؤيدي حزب المؤتمر تأتي امتدادًا لمحاولة استهداف الحزب التي بدأت في أغسطس 2017، باعتباره أكبر وأهم الأحزاب اليمنية التي تحظى بتأييد شعبي كبير.

وهذا العام، صعدت العصابة الإيرانية من استفزازها ضد الحزب، لما تعيشه من مخاوف وحالة من الهستيريا والهلع والارتباك على وقع ارتفاع السخط الشعبي الرافض لها، وتحاول إلصاق ذلك بالمؤتمر باعتباره الكيان السياسي اليمني الذي لديه حاضنة شعبية كبيرة.

ومن بين استفزازات الحوثيين مطالبتهم قيادة الحزب في صنعاء باتخاذ موقف من نائب رئيس المؤتمر أحمد علي عبدالله صالح، الذي زادت شعبيته مؤخرًا على المستويين المحلي والدولي، بعد انكشاف الحقائق التي أكدت أنه الشخصية اليمنية العسكرية والسياسية والدبلوماسية الوحيدة التي اتخذت موقفًا واضحًا من الأزمة اليمنية، ولم تتلطخ يديه بدماء اليمنيين أو في انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية.

إلى جانب ذلك، أصدرت عصابة الحوثي حكمًا بإعدام أحمد علي عبدالله صالح، وضيقت الخناق على قيادة المؤتمر في صنعاء، وصولًا إلى اختطاف غازي أحمد علي الأحول وقيادات أخرى، مع إفادات عن محاصرة منزل صادق أمين أبو راس.

حالة من اليأس والعزلة

وتؤكد المعطيات الميدانية في مناطق عصابة الحوثي أن العصابة تعيش حالة توجس، تحاصرها المظالم والانتهاكات التي تمارسها ضد اليمنيين منذ سنوات، فضلاً عن مخاوفها من الإجراءات والترتيبات الإقليمية والدولية بموافقة الداخل اليمني للخروج من الأزمة الراهنة، حيث تعلم العصابة يقينًا أنها باتت منبوذة ومرفوضة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وتؤكد المعطيات على الأرض أن العصابة تعيش حالة عزلة في محيطها الاجتماعي، خاصة في صنعاء، حتى عوائل قيادات العصابة المتواجدة في صنعاء ومناطق أخرى تعيش عزلة اجتماعية، فـ"نساؤهم وأطفالهم لا يختلطون مع الجيران"، وهم بحالة عزلة وترقب مع بلوغ السخط الشعبي ضدهم مستوى غير مسبوق.

وحسب المعلومات والمعطيات، فإن الحوثيين يدركون أن شيئًا يجري التحضير له ضدهم، لكنهم في حالة عدم يقين عن ماهيته ومتى ومن أين ستأتي الضربة، لذلك هم في حالة رعب وتوتر تتصاعد يومًا بعد يوم، خاصة بصنعاء، وهذا طبيعي.

ولم تجد العصابة الإرهابية أمامها غير قيادات وأعضاء وكوادر ومؤيدي ومناصري المؤتمر الشعبي العام لتمارس ضدهم حالة القمع والإرهاب، باعتبارها الطريقة المثلى والأمثل لإيصال رسالة للمجتمع: "سنبطش بكل من يفكر بالتمرد أو يهدد وجودنا"، الأمر الذي يزيد من تراكم حالة السخط الشعبي ضدهم.

تفاعلات يمنية واسعة

إلى ذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلات يمنية واسعة على خلفية اقدام عصابة الحوثي الإرهابية على اختطاف أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، الأستاذ غازي أحمد علي الأحول ومرافقيه من وسط صنعاء، مؤكدة أن تلك الجريمة تضاف إلى جرائم العصابة بحق اليمنيين، وانتهاك صارخ لقواعد العمل السياسي في البلاد.

وأكدت التفاعلات اليمنية أنها ستقف في وجه تلك الانتهاكات التي تمارسها عصابة إيران ضد أبناء الشعب اليمني ورموزه السياسية والحزبية والحقوقية والعلمية والأكاديمية والتربوية والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية، لافتة إلى أن الوقت حان لاتخاذ موقف رافض بثورة شعبية وقبلية ضد العصابة الحوثية.

أخيرًا.. تؤكد عصابة الحوثي الإيرانية يومًا بعد يوم أنها تمارس أعمال العصابات، ولم تتمكن بعد مرور أكثر من 10 أعوام على انقلابها وسيطرتها على مرافق السلطة والحكومة في صنعاء وبقية المناطق المحتلة من التحول إلى ممارسة العمل السياسي الذي لا تجيده لعدم وجود عناصر سياسية وأكاديمية وعلمية ومثقفة في صفوفها، فهي تستقطب الخارجين عن القانون والمدانين بمختلف الجرائم، بما فيها تجارة المخدرات والأعضاء البشرية والدعارة لرفد صفوفها بهم.

فالعصابة الإيرانية، بانتهاجها الفكر الإيراني، تواصل ممارسة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها العصابات الدموية كما هو الحال بالنسبة لنظام إيران المنبوذ دوليًا، فضلاً عن انتهاجها للطائفية ومعاملة الآخرين على أنهم عبيد، فهي تمنع عنهم مرتباتهم وتحاصرهم في قوتهم وتفرض عليهم اتاوات وجبايات مالية بالقوة، وتقوم باختطاف أبنائهم والدفع بهم نحو الجبهات للقتال لحماية قادتها المختبئة في كهوف الجبال.