المواطن الجنوبي بين مطرقة التخفيض الوهمي وارتفاع الأسعار الفعلي

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المواطن الجنوبي بين مطرقة التخفيض الوهمي وارتفاع الأسعار الفعلي

المواطن الجنوبي بين مطرقة التخفيض الوهمي وارتفاع الأسعار الفعلي

في قلب الجنوب المكلوم، يقف المواطن البسيط حائراً بين مطرقة التصريحات الحكومية الوهمية عن تخفيض الأسعار، وسندان الواقع المرير الذي يضاعف من معاناته اليومية مع كل طلوع شمس. فبينما تتسابق الجهات الرسمية لإطلاق شعارات براقة عن تخفيض أسعار المواد الأساسية، يجد المواطن نفسه في الأسواق أمام فواتير متصاعدة، مفارقة مع هبوط سعر العملة قريب النصف، وارتفاعات متلاحقة، تكاد تلتهم ما تبقى من قوته وصموده. 

منتظراً الهبوط الفعلي للمواد الاساسية الضرورية مقارنه بنسبة هبوط العملة الاجنبية، ولم يجد المفارقة التي ينتظرها بفارق الصبر وحنين الالم، بل وجد هبوط ضئيل جداً لا يكاد يفرق اذا تم مقارنته بصرف العملة اليوم وصرف العملة قبل الهبوط. 

المفارقة المؤلمة أن هذا المواطن، الذي أنهكته سنوات الحرب والأزمات الاقتصادية، لم يعد يسمع سوى وعود لا تجد طريقها إلى التطبيق. فالتاجر يتحدث بلغة السوق والعملة المتدهورة، والحكومة تتحدث بلغة البيانات والتقارير الوهمية، أما المواطن فهو وحده من يعيش الجوع، والمرض، والخذلان.

لقد باتت الحياة اليومية في الجنوب اختباراً قاسياً للكرامة الإنسانية: رواتب منقطعة أو متأخرة لأشهر، دخل يومي شبه معدوم في ظل توقف المشاريع والأعمال، غياب الرقابة الفعلية على التجار والمحتكرين، وانعدام تام لأي سياسات اقتصادية رشيدة تحمي المستهلك وتوقف نزيف الأسعار،وتضرب بيد من حديد ويد من نار امام هوامير المستوردين قبل التجار المستهلكين. وما زاد الطين بلة أن المواطن الجنوبي يجد نفسه وحيداً في مواجهة هذا الواقع الاستثنائي، بلا مؤسسات ترعاه، وبلا حلول ملموسة تخفف معاناته.

إن ما يُسمى بتخفيض الأسعار ليس سوى لعبة إعلامية هدفها امتصاص غضب الشارع وشراء الوقت، بينما الحقيقة المرة أن الأسعار في تصاعد دائم، اذا قورنت بالعملة والواقع يشهد، والعملة الوطنية في انحدار مستمر، والمواطن يئن تحت وطأة الفقر والحرمان. فكيف يمكن أن يقتنع الناس بالتخفيض المزعوم بينما سلة الغذاء اليومي تتضاعف كلفتها أسبوعاً بعد آخر؟ واذا تم مقارنتها بسعر العملة اليوم يجد سعرها ارفع عما قبله عندما كان الريال السعودي 775 نهاية الشهر الماضي. 

إن هذه الظروف لم تعد مجرد أزمة معيشية، بل تحولت إلى أزمة وجود تهدد بقاء المواطن في أرضه وكرامته. فالهجرة، التسول، واللجوء إلى الديون صارت ممارسات قسرية لمئات الأسر التي فقدت أي أمل في غدٍ أفضل.

المطلوب اليوم ليس المزيد من البيانات الإعلامية الفارغة، بل خطوات عملية وجريئة: تفعيل الرقابة الحقيقية على الأسواق، والضرب بعصا ملتهبة على المتلاعبين، ووقف جشع التجار والمحتكرين، صرف الرواتب بانتظام، وتبني سياسات اقتصادية تعيد للإنسان الجنوبي جزءاً من حقه المسلوب في العيش الكريم.

فالمواطن الجنوبي ليس رقماً في بيانات أو أداة لامتصاص الغضب، بل هو جوهر القضية الجنوبية ومحورها. ومن أراد أن يحفظ الجنوب ومستقبله، فعليه أن يبدأ من حيث يقف المواطن اليوم: من لقمة عيشه، من كرامته، ومن أبسط حقوقه في حياة آمنة وكريمة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سياسي المقاومة الوطنية يدين تصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين والممتلكات في الضفة الغربية وتحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية

حشد نت | 547 قراءة 

مليشيا الحوثي تنقل الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي إلى سجن سري

حشد نت | 527 قراءة 

جماعة الحوثي: أي دولة تتورط باختطاف عادل الحسني ستتحمل تبعات خطيرة

يمن ديلي نيوز | 497 قراءة 

عاجل : وصول تعزيزات رواتب موظفي هذه المحافظة

كريتر سكاي | 450 قراءة 

السعودية تتجه لإضاءة عدن وتعز والمكلا وسيئون ومعالجة الشريان الواصل لمأرب

يمن ديلي نيوز | 414 قراءة 

أول محافظة توافق على توريد الموارد المحلية إلى البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 402 قراءة 

المأزق الشخصي لعبدالملك الحوثي

ديفانس لاين | 331 قراءة 

الإفراج عن الناشط عادل الحسني، رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عقب توقيفه في مطار نيودلهي جراء تهم كيدية

موقع الجنوب اليمني | 329 قراءة 

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 32 فردًا وكيانًا مرتبطين بإيران

حشد نت | 271 قراءة 

اليمن ثاني أفقر دولة في العالم والأولى على مستوى الشرق الأوسط

بران برس | 256 قراءة