تتوالى التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية الإرهابية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014.
ففي موقف جديد، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تفشي عديد أمراض وارتفاع عبء سوء التغذية في البلاد.
وأعربت في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، عن تقديرها لشجاعة وتفاني وتضحيات العاملين الصحيين والعاملين في المجال الإنساني الذين يعملون بلا كلل لإنقاذ الأرواح في واحدة من أكثر الأزمات تعقيدا في العالم.
وكشف البيان عن أن هناك أكثر من 19.6 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما تستمر منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في العمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المحلية لضمان تقديم خدمات صحية مُنقذة للحياة في ظل تزايد الاحتياجات وانعدام الأمن والقيود المعيقة للوصول.
ونقل البيان عن ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في البلاد الدكتورة نهى محمود قولها إن العاملين الصحيين في البلاد يعملون في الخطوط الأمامية كل يوم، حيث يقومون بعمليات الولادة والاستجابة لتفشي الأمراض وعلاج الجرحى وضمان وصول المجتمعات إلى الرعاية الأساسية، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب مخاطرة شخصية كبيرة.
وأضافت: "إنهم العمود الفقري لعملنا الإنساني، ومرونتهم وصمودهم تُلهمنا لمواصلة مهمتنا".
وأعلنت المنظمة في البيان أن البلاد شهدت هذا العام تفشيًّا للعديد من الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والحصبة وحمى الضنك، بالإضافة إلى ارتفاع عبء سوء التغذية واحتياجات الصحة النفسية والأمراض غير السارية.
وتابع البيان: "في مواجهة التحديات الشديدة، بما في ذلك البنية التحتية المتضررة، والنقص الحاد في الأدوية، والقيود على الحركة، قامت منظمة الصحة العالمية في البلاد بتوفير الدعم لأكثر من 141 مرفق صحي بالمستلزمات والمعدات وتكاليف التشغيل".
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وحماية العاملين في مجال الصحة والمرافق الصحية، وضمان الوصول الآمن والمُستدام إلى المجتمعات ذوي الاحتياج.
الحرب الحوثية خلفت أزمة صحية متفاقمة تُعد من بين الأسوأ عالميًا، نتيجة مباشرة للحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في عام 2014.
هذه الحرب لم تدمر فقط البنية التحتية الطبية، بل طالت الإنسان في صحته وكرامته وحقه في العلاج.
وخرجت المنشآت الصحية في كثير من المحافظات عن الخدمة كليًا، أو تعمل بإمكانات محدودة، فيما تحوّل بعضها إلى مواقع عسكرية تابعة للمليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، منعت المليشيات وصول الإمدادات الطبية، وفرضت قيودًا على عمل المنظمات الدولية، بل وابتزّت العاملين في القطاع الصحي، مما أدى إلى موجات نزوح للكوادر الطبية خارج مناطق سيطرتها.
الأوبئة مثل الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك عادت للانتشار بشكل واسع، في ظل بيئة صحية متهالكة، ونظام رقابي مفقود، وانعدام شبه كامل للأدوية والمستلزمات.
هذه الممارسات الحوثية مثلت سياسات ممنهجة لتجويع وإضعاف المجتمع، تستخدم فيها المليشيات الحوثية الصحة كسلاح للضغط والسيطرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news