في مشهد يعكس حدة التحديات المناخية التي تواجهها اليمن، أجرى رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، اليوم الأربعاء، سلسلة اتصالات طارئة مع كبار المسؤولين في المحافظات المتضررة من
المنخفض الجوي العميق
الذي تسبب في هطول أمطار غزيرة وسيول جارفة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وتعطيل للخدمات الأساسية.
وأكد مصدر حكومي رفيع أن دولة رئيس الوزراء يقود
عملية استجابة وطنية منسقة
من غرفة عمليات مركزية، في إطار جهود حثيثة لاحتواء تداعيات الظاهرة الجوية غير المسبوقة، والتي تُعد من أعنف المنخفضات خلال الموسم الشتوي الحالي.
محافظو حضرموت والمهرة وتعز يرفعون تقارير عاجلة: أضرار جسيمة في البنية التحتية والزراعة
خلال الاتصالات الهاتفية، استمع رئيس الوزراء إلى تقارير مفصلة من كل من:
مبخوت بن ماضي
، محافظ حضرموت،
محمد علي ياسر
، محافظ المهرة،
نبيل شمسان
، محافظ تعز،
حيث كشفت التقارير الأولية عن
أضرار جسيمة
في الطرق، والكباري، والمحاصيل الزراعية، فضلاً عن تضرر مئات المنازل في مناطق متفرقة من شرق وغرب البلاد.
وأشارت المعلومات إلى أن
سيولاً جارفة
اجتاحت قرى ساحلية وداخلية، مما استدعى عمليات إخلاء عاجلة لعشرات الأسر في محافظتي حضرموت والمهرة، فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها في ظل صعوبات في التنقّل بسبب انقطاع بعض الطرق الرئيسية.
"الوضع صعب، لكنه قابل للإدارة بفضل التدخلات المبكرة"
— مسؤول محلي في حضرموت، في تصريح خاص لـ "سبأ"
بن بريك يُصدر توجيهات عاجلة: رفع الجاهزية القصوى وحماية المدنيين أولاً
أصدر رئيس الوزراء سلسلة من التوجيهات العاجلة، شملت:
رفع حالة الطوارئ
في جميع المحافظات المتأثرة.
تعزيز التنسيق
بين الوزارات المعنية (الداخلية، الأشغال، الكهرباء، الصحة).
تفعيل أنظمة الإنذار المبكر
ونشر فرق الإغاثة في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
فتح الطرق المتضررة
وضمان استمرارية تدفق المساعدات.
الاستنفار المجتمعي
عبر المنظمات المحلية والمبادرات التطوعية.
وشدّد بن بريك على أن
"أولوية الأولويات هي حماية الأرواح"،
داعياً المواطنين إلى
عدم الاقتراب من الأودية وممرات السيول
، وتحذير الصيادين ومرتادي البحر من الإبحار خلال الـ 48 ساعة القادمة.
الاستجابة الدولية تبدأ: منظمات إقليمية ودولية تقدم الدعم
في الوقت نفسه، بدأت منظمات إقليمية ودولية، من بينها
الهلال الأحمر اليمني، والصليب الأحمر، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)
، بتفعيل خطط الاستجابة الطارئة، وتوفير الخيام، والمستلزمات الطبية، وحزم الإغاثة الغذائية للمناطق المنكوبة.
وأكد مصدر في الأمم المتحدة أن
"الوضع الإنساني في بعض المناطق يُصنف الآن على أنه حرج"،
مع تزايد المخاوف من تفشي الأمراض بسبب تجمع مياه الأمطار.
هل نحن مستعدون للكارثة المناخية القادمة؟
رغم الجهود الحكومية، تظل البنية التحتية في كثير من المحافظات هشة أمام الصدمات المناخية، ما يطرح تساؤلات جادة حول
الاستعداد طويل الأمد لتغيرات المناخ
، خصوصًا مع تكرار مثل هذه الظواهر في السنوات الأخيرة.
ووفق تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) عام 2023، فإن
اليمن من بين أكثر 10 دول عُرضة للخطر المناخي في العالم
، مع ارتفاع متوقع في شدة وعدد الكوارث الطبيعية بنسبة تزيد عن 60% بحلول 2030.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news