قد يظن البعض أن ما سأكتبه عن الدكتور صالح محسن الحاج هو نوع من المجاملة أو المديح، لكن الحقيقة أنني لم ألتقِ به شخصيًا ولم تجمعني به أي معرفة مباشرة، بل أكتب انطلاقًا مما لمسته من حضوره العام، وخطابه، وأثره في مسار الحوار الجنوبي
الحاج شخصية وطنية هادئة، عرفها الناس من خلال موقعه في قيادة الحوار الوطني الجنوبي، ورئاسته لهيئة الشؤون الخارجية والمغتربين في المجلس الانتقالي الجنوبي. ما يميزه أنه يتعامل مع القضايا بروح المسؤولية، بعيدًا عن المزايدات أو الخطاب الانفعالي. فهو يؤمن أن الحوار هو السبيل لتوحيد الصف الجنوبي، وصياغة ميثاق وطني يجمع الجميع تحت راية مشتركة في وقت تتنازع فيه القوى السياسية، ظهر الحاج كصوت عقلاني يدعو للتقارب، ويرى أن أي عملية سلام لا يمكن أن تُكتب لها الحياة دون معالجة عادلة ومنصفة للقضية الجنوبية. وهو بذلك يعكس وعيًا سياسيًا يضع المصلحة العامة فوق أي اعتبارات شخصية أو فئوية
قد يتساءل البعض: لماذا الكتابة عنه الآن؟ ببساطة لأننا بحاجة إلى نماذج قيادية تقدم خطابًا عقلانيًا، وتدرك أن المستقبل لا يُبنى إلا على الثقة والحوار. نحن بحاجة إلى شخصيات تستطيع أن تمثل الجنوب برؤية واضحة، وصوت متزن، وصبر طويل على طريق معقد مليء بالتحديات
إن ما أكتبه ليس ثناءً ولا مبالغة، وإنما هو شهادة حق لشخصية وطنية تستحق أن تُذكر كجزء من مشهد سياسي يبحث عن التوازن في زمن الفوضى. ولعلّ في هذه السطور رسالة أوسع مفادها: أن الحوار هو الطريق، وأن قيادات مثل الدكتور صالح محسن الحاج يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا إذا ما أُتيح لها المجال الكافي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news