كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة، تفاصيل صادمة حول حجم الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الأطفال داخل ما يعرف بالمخيمات الصيفية.
وأوضح التقرير أن الأطفال الذكور يتعرضون لاعتداءات جنسية منهجية، تُنفذ بصورة منظمة، ما يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.
وبيّن أن هذه الانتهاكات لا تقتصر على التحرش والاعتداء الجسدي، بل تشمل الاستغلال النفسي والضغط العقائدي.
وأكد التقرير أن هذه الجرائم تُرتكب بشكل متعمد وضمن سياسة عامة تتبناها قيادة المليشيا لإخضاع المجتمع.
و أشار إلى أن الضحايا يتراوحون بين سن 10 و15 عامًا، ما يجعلهم في أشد مراحل الضعف.
وشددت الأمم المتحدة على أن استمرار هذه الممارسات يُفاقم من معاناة الطفولة في اليمن.
*تجنيد قسري للفتيات عبر “الزينبيات”*
و لم تقتصر الانتهاكات الحوثية على الذكور، بل امتدت إلى الفتيات القاصرات، وفق التقرير الأممي.
وأظهر التقرير أن مليشيا الحوثي تستخدم جهازها النسوي المعروف بـ"الزينبيات" كأداة لتجنيد الفتيات قسراً.
و يتم استقطاب الفتيات عبر الخداع أو الاختطاف المباشر، ثم إدخالهن في دورات فكرية وعسكرية مغلقة.
وأكد التقرير أن كثيراً من هؤلاء الفتيات يتعرضن لانتهاكات جنسية داخل هذه المعسكرات.
و لفت إلى أن هذا السلوك يمثل خرقاً فاضحاً للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المرأة والطفل.
وحذر من أن تجنيد الفتيات بهذه الطريقة يهدد البنية الاجتماعية ويمثل سابقة خطيرة.
*عنف جنسي في مراكز الاحتجاز*
ورصد التقرير الأممي استمرار ممارسة العنف الجنسي داخل مراكز الاحتجاز التابعة للحوثيين.
وأوضح أن السجناء والسجينات يتعرضون لاعتداءات ممنهجة بهدف إذلالهم وكسر إرادتهم.
وتشكل هذه الممارسات سياسة متعمدة لإخضاع المعارضين السياسيين والناشطين.
مصادر اخرى قالت أن هناك شهادات لضحايا أكدت تعرضهم للتصوير القسري أثناء الاعتداءات بغرض الابتزاز.
وأشارت إلى أن التعذيب النفسي المصاحب لهذه الجرائم يزيد من خطورتها وآثارها طويلةالمدى، وبذلك تتحول مراكز الاحتجاز الحوثية إلى بؤر لانتهاكات جنسية منظمة.
*تداعيات مدمرة:*
وتحذّر هذه التقارير من أن هذه الجرائم تترك آثاراً نفسية وجسدية مدمرة على الضحايا، وتبيّن أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه الاعتداءات يصبحون أكثر عرضة للعزلة والاكتئاب.
وتؤكد هذه الاحداث أن المجتمع في مناطق سيطرة الحوثي سيدفع ثمناً باهظاً نتيجة انهيار الثقة والأمان بين أفراده.
ناهيك عن الفتيات المجندات يتعرضن للوصم الاجتماعي بعد خروجهن من معسكرات الحوثيين، وتزيد هذه الممارسات من تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة أصلاً في اليمن.
*دعوات للتحرك الدولي:*
ودعا ناشطون المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الحوثية.
وتؤكد على ضرورة محاسبة قيادة المليشيا باعتبارها المسؤولة المباشرة عن هذه الجرائم.
وتشدد على أن الإفلات من العقاب يشجع على استمرار هذه الممارسات المروعة.
و طالبوا بفرض عقوبات صارمة على قادة الحوثيين المتورطين في جرائم العنف الجنسي.
كما أوصوا بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لجمع الأدلة وتوثيق الانتهاكات، مناشدين المنظمات الحقوقية بزيادة الضغط لإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.
*صورة قاتمة لمستقبل الطفولة*
ويخلص التقرير في مختصره إلى أن استمرار استهداف الأطفال والفتيات سيؤدي إلى انهيار الأجيال القادمة.
وتؤكد على أن المخيمات الصيفية تحولت من بيئة تعليمية إلى أوكار للجريمة المنظمة، وأن الضحايا غالباً ما يظلون صامتين بسبب الخوف والوصمة الاجتماعية، وسط تحذيرات من أن هذه الانتهاكات تُنتج جيلاً مشوهاً نفسياً وفكرياً.
وتشدد على أن حماية الطفولة تمثل مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل، الدولي إزاء هذه الجرائم يرقى إلى مستوى التواطؤ.
و يكشف التقرير الأممي صورة دامية لحجم الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الأطفال والفتيات، ويؤكد أن هذه الجرائم ليست حوادث فردية، بل سياسة ممنهجة وواسعة النطاق.
ويرى أن اليمن يقف أمام كارثة إنسانية مضاعفة تهدد استقراره ومستقبله، ويشدد على أن أي تسوية سياسية لا بد أن تضع ملف الانتهاكات الجنسية على رأس الأولويات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news