مقتل شاب يمني في العشرينيات خلال قتاله إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا
قُتل شاب يمني في العشرينيات من عمره أثناء مشاركته في القتال إلى صفوف القوات الروسية في حرب أوكرانيا، في أحدث واقعة تكشف استمرار ظاهرة تجنيد اليمنيين كمرتزقة لصالح موسكو عبر وسطاء حوثيين وشركات تجارية مرتبطة بالميليشيا.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القتيل يُدعى
عصام علي المشولي
، من أبناء مديرية الوازعية بمحافظة تعز، مشيرة إلى أنه لقي مصرعه خلال مشاركته في إحدى جبهات القتال الدائرة بأوكرانيا. وذكرت المصادر أن المشولي كان قد خدم سابقًا كجندي في صفوف القوات الحكومية اليمنية ضمن محور البقع الحدودي مع السعودية، قبل أن يُستقطب عبر شبكات وسطاء وسماسرة حوثيين أوهموه بالحصول على مبالغ مالية مجزية ووعود بالجنسية الروسية.
وتتقاطع هذه الرواية مع ما كشفته وزارة الخزانة الأميركية في مارس/ آذار الماضي، حين أعلنت فرض عقوبات على شبكات مرتبطة بجماعة الحوثي بتهمة الاتجار بالبشر، مؤكدة أن مدنيين يمنيين جُنّدوا تحت ذرائع مضللة للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، عبر شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار، والتي وصفتها الوزارة بأنها مصدر تمويل إضافي للحوثيين.
وفي تقرير استقصائي نُشر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نقلت وكالة "فرانس برس" عن
لو أوزبورن
وكشفت أوزبورن أن بعض المقاتلين يتم استقطابهم خارج اليمن، خصوصًا في العاصمة الأردنية عمّان، حيث يُغرَّر بشبان يعملون في مطاعم أو مهن متواضعة، ويُمنحون وعودًا برواتب عالية تصل إلى عشرة آلاف دولار كمكافأة أولية و2500 دولار شهريًا. لكن بمجرد وصولهم إلى مناطق التدريب والاستقبال في روسيا، يفاجَأون برواتب لا تتجاوز 260 دولارًا شهريًا، ما يدفع كثيرين منهم إلى محاولة الانسحاب أو الهروب.
ولم يكن المشولي أول يمني يُقتل في أوكرانيا. فقد سبق أن سقط آخرون في ظروف مشابهة، منهم
أسعد الكناني
من محافظة تعز الذي قتل في مايو/ أيار الماضي بجبهة لوغانسك شرقي أوكرانيا، بعد أن حصل على الجنسية الروسية عقب دراسته في جامعة الصداقة بموسكو. كما قُتل في يونيو/ حزيران 2023 الدبلوماسي اليمني السابق
أحمد السهمي
الذي التحق بالجيش الروسي بعد حصوله على الجنسية إثر زواجه من روسية. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، أُعلن عن مقتل أول يمني في صفوف القوات الروسية، وهو
الزبير محمد زياد
من محافظة إب.
ويقدّر ناشطون أن أعداد اليمنيين المنخرطين في الحرب الروسية – الأوكرانية بالمئات، بعضهم طلاب مقيمون في روسيا جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية عقب منحهم الجنسية، فيما تم استقدام آخرين مباشرة من اليمن أو من بلدان أخرى عبر شبكات تجنيد تعمل بإشراف قيادات حوثية. غير أن أرقامًا دقيقة حول حجم هذه المشاركة لا تزال غامضة في ظل تكتم شديد من الأطراف المعنية.
ويرى مراقبون أن مقتل المزيد من اليمنيين في أوكرانيا يكشف حجم استغلال معاناة الشباب اليمني، حيث يتم استقطابهم بالمال والوعود، في ظل الفقر المدقع وانعدام فرص العمل داخل اليمن الذي يشهد حربًا مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news