يمثل تفشي وباء الكوليرا أحد أخطر الأوبئة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية في صيف 2014.
وتوثّق المنظمات الدولية المعنية، حجمًا مروعًا من الكوارث المعيشية الناجمة عن تلك الحرب، بما في ذلك الانتشار المفزع لوباء الكوليرا وسط انهيار شامل للمنظومة الصحية.
منظمة الصحة العالمية كشفت عن تفشٍ واسع لوباء الكوليرا في البلاد، بما وضعها في المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد جنوب السودان هذا العام، مع تسجيل ما يقرب من 61 ألف حالة إصابة وأكثر من 160 وفاة.
من جانبها، قالت المسؤولة التقنية في المنظمة لشؤون الكوليرا كاثرين ألبيرتي، إن عدد حالات الإصابة بالكوليرا المُبلغ عنها في البلاد خلال العام 2025، بلغت أكثر من 60794 حالة، بينها 164 وفاة مرتبطة بالوباء.
وأضافت أنَّ التفشي الواسع للكوليرا في كل من اليمن وجنوب السودان والسودان والكونغو الديمقراطية يثير قلقًا بالغًا، ففي جميع هذه البلدان تغذي الصراعات والفقر تفشي الوباء.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن اليمن حل في المرتبة الثانية على مستوى العالم، بعد جنوب السودان التي سجلت 70310 إصابة، وأكثر من 1158 وفاة.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن إجمالي الحالات التراكمية التي تم الإبلاغ عنها، هذا العام، وصلت إلى أكثر من 390 ألف حالة إصابة جديدة بالكوليرا وأكثر من 4300 وفاة في 31 دولة حول العالم.
ودعت الحكومات والمجتمع الدولي على حشد وتعبئة التمويل العاجل، ودعم النشر السريع للقاحات والإمدادات، وتأمين وصول آمن لعمال الإغاثة، والاستثمار في الوقاية على المدى الطويل من خلال توفير المياه والصرف الصحي، وأنظمة مراقبة أقوى.
الحرب الحوثية خلفت أزمة إنسانية هي من بين الأسوأ في العالم، وتشكل الكوليرا أحد أبرز وجوهها الصحية المأساوية.
فمع تدهور البنية التحتية للقطاع الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي، تصاعدت موجات تفشي الكوليرا بشكل متكرر مما أدى إلى إصابة مئات الآلاف ووفاة الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.
وينتشر الوباء بسرعة كبيرة في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الصحية، حيث يعتمد ملايين السكان على مصادر مياه غير آمنة، وسط انعدام شبه كامل لخدمات النظافة والصحة العامة، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وتعمد المليشيات الحوثية، للعمل على عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وتقييد عمل المنظمات الدولية، وتسييس العمل الإغاثي، مما فاقم من معاناة السكان ومنع التدخلات السريعة لاحتواء الأوبئة.
في ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة إلى تدخل دولي أكثر حزمًا لحماية المدنيين وضمان وصول الدعم الإنساني دون قيود، والعمل على إنهاء مسببات الأزمة، وفي مقدمتها ممارسات المليشيات الحوثية التي تحول دون استقرار اليمن وعودة مؤسساته للعمل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news