عدن.. أمطار غزيرة تؤدي لأضرار مادية وخراب في شبكة الطرقات وسط غياب لقنوات تصريف المياه في ظل عجز السلطات

أفاق أبناء عدن، جنوب اليمن، صباح الثلاثاء، على دمار وخراب كبير في شوارع وطرقات العاصمة المؤقتة للبلاد، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة جراء منخفض جوي، وسط غياب قنوات تصريف المياه وسداد القنوات الموجودة، وغياب بنية التصريف للمياه في ظل حوادث متكررة ومأساوية تشهدها المدينة بين الفينة والأخرى.

 

شهود عيان أفادوا لـ "الموقع بوست" أن مياه الأمطار غمرت الشوارع العامة والطرقات الفرعية، في مديريات عدن، فيما خلفت السيول خسائر مادية في ممتلكات المواطنين.

 

وأوضحوا أن الأمطار تسببت في تدفق السيول وتضرر بعض المنازل في مديرية كريتر، إضافة إلى انقطاع خط الجسر الرابط بين مديريتي خورمكسر والمنصورة، نتيجة ارتفاع منسوب المياه، وتعطل بعض المركبات فيه بسبب دخول المياه إليها.

 

وأكدوا أن الأمطار تسببت في سقوط أسطح بعض المنازل في منطقة العيدروس بمديرية كريتر، حيث هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذ السكان، بينما جرفت السيول بعض السيارات في مديريات المعلا والتواهي وكريتر.

 

وغطت كثافة الأمطار بعض المناطق وحجبت الرؤية بسبب غزارتها، في الوقت الذي أكدت مصادر ملاحية عن تعذّر هبوط رحلتي الخطوط الجوية اليمنية (

IY603

و

IY613

) القادمتين من القاهرة، بسبب سوء الأحوال الجوية، وتحويل مسارهما إلى جيبوتي.

 

ونشر نشطاء، صورا كثيرة لحجم الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار في مدينة عدن، وتأثر الشوارع والطرقات، بالإضافة إلى أضرار مادية في ممتلكات ومنازل المواطنين، وسط دعوات لمساعدة المتضررين والمنكوبين.

 

ويأتي هطول الأمطار في العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع منخفض جوي تشهده عدد من المناطق والمحافظات الجنوبية.

 

وحتى اللحظة، لاتزال السحب الركامية الماطرة تتكثف وتتمدّد في اتجاهات واسعة، شملت أجزاء من أبين ولحج والضالع وجنوب إب، وصولاً إلى تعز وجنوب غرب ذمار، وتمتد غرباً حتى جنوب البحر الأحمر والسواحل الإريترية والإثيوبية، ما يزيد من احتمالات مخاطر السيول والانهيارات.

 

وتقوم سلطات عدن، بأعمال لتصريف وشفط مياه الأمطار، بصورة بطيئة وتقليدية، وبمشاركة بوز الصرف الصحي بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، وصندوق النظافة والتحسين، وبتعاون من إدارة شركة مصافي عدن عبر بوز المصفاة والآليات الأخرى.

 

إطفاء الكهرباء

 

وفي ذات السياق، أقدمت المؤسسة العامة لكهرباء عدن على إطفاء الكهرباء في المدينة كإجراء إحترازي، لتجنب وقوع أي أضرار مرتبطة بالأمطار الغزيرة والسيول التي جرفت شوارع المدينة.

 

وقالت مؤسسة كهرباء عدن في بيان لها، إن طواقمها الفنية أنهت مساء الثلاثاء، الفحوصات اللازمة لمحطات التوليد ومحطات الشبكة التحويلية وإعادة التيار الكهربائي لكافة المديريات، بعد أن تم إطفاء المحطات التحويلية صباحاً كإجراء احترازي تفادياً لأي اعطال بسبب غزارة الامطار التي شهدتها المدينة.

 

وأكد بيان المؤسسة، أن غرفة العمليات وطواقمها الفنية تعمل على مدار الساعة لمعالجة أي خلل جراء الامطار بعموم أحياء المديريات، داعيا كافة المواطنين للإبلاغ عن أي اعطال على الأرقام الظاهرة بالصورة.

 

إهمال دراسات علمية تبنت معالجة مخاطر السيول

 

وطالب أبناء عدن ونشطاء، الحكومة وقيادة العاصمة المؤقتة ممثلة بالمحافظ "أحمد لملس"، بضرورة إعادة النظر في الكوارث التي تشهدها المدينة بين وقت وآخر، والإستجابة لمطالب الدراسات المتخصصة للحد من تبعات الكوارث المرتبطة بالمناخ.

 

وبحسب رسالة وجهت لمحافظ عدن، فقد أعادت التذكير بعدة دراسات علمية دقيقة لمعالجة مخاطر السيول في مدينة عدن، وكان أبرزها الدراسة الشاملة حول النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر السيول وتخفيف حدوثها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بُعد التي أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالتعاون مع خبراء وأساتذة من جامعة عدن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية.

 

وأوضحت الرسالة أن الدراسة لم تكن نظرية وانما حللت بدقة كل الخصائص المورفومترية والهيدرولوجية لأحواض التصريف وقدرت أحجام السيول، وحددت تدفقات الذروة وقدمت حلولا علمية جاهزة للتنفيذ، مشيرة لتحذيراتها بوضوح من تكرار سيناريو الكارثة الذي وقع اليوم في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وأكدت الرسالة أن تلك التحذيرات ظلت حبرا على ورق ولم تتحول إلى خطة تنفيذية حقيقية، ولم تبنى قاعدة بيانات متكاملة ولم ينشأ نظام مؤسسي لإدارة مخاطر السيول بالرغم من أن "الدراسات كانت موجودة والوقت كان متاحا والإرادة كانت المطلوبة فقط".

 

وتساءل الأهالي، مع تكرار الغرق وخسارة الأرواح والممتلكات عن أسباب إهمال تلك الدراسات التي جرى إنجازها بجهود وطنية وخبرات علمية.

 

وأكد الأهالي، أن المسؤولية تقع على عاتق محافظ عدن احمد وترك التبريرات عن هذه الكارثة وجعل ما حدث نقطة تحول جذرية، تُبنى عليها خطة استراتيجية عاجلة لتُترجم مخرجات الدراسات إلى واقع وتضع حدا نهائيا لتكرار هذه المآسي التي تحرق قلوب الناس.

 

لحج

 

وفي محافظة لحج جنوب اليمن، والتي شهدت أيضا أمطار غزيرة أدت لسيول جارفة خلّفت أضراراً كبيرة في المزارع والممتلكات، وتسببت بتضرر أجزاء واسعة من طريق سائلة المقاطرة – وادي معبق.

 

وقالت مصادر متطابقة، إن سيول الامطار تسببت بجرف 4 مركبات في وادي المقاطرة - معبق الرابط بين محافظتي تعز ولحج، وأدت الى انقطاع الطريق امام حركة المسافرين.

 

وأوضحت المصادر، أن سيول الامطار جرفت ثلاث مركبات وشاحنة لنقل البضائع ما ادى الى خسائر مادية دون وقوع خسائر بالأرواح، مؤكدة أن الطريق لا تزال مقطوعات أمام معظم المركبات وسط اضرار بالغة لحقت بالطريق الرئيسي البديل الذي يربط محافظة تعز بالعاصمة المؤقتة عدن.

 

وأشارت المصادر، إلى أن

سيول

الأمطار

جرفت

فجر

الثلاثاء

عند

الساعة

2:30

سيارة

نوع

"

هيلوكس

"

كانت

تقل

عدداً

من

الركاب،

وذلك

في

منطقة

طور

الباحة

بالقرب

من

سوق

الربوع

.

 

حضرموت

 

وفي محافظة حضرموت، شرقي اليمن، شهدت مدينة المكلا ومديريات أخرى خلال الساعات الماضية هطول أمطارا غزيرة مصحوبة برياح قوية، تسببت في تدفق السيول وقطع بعض الطرقات الداخلية والرئيسية.

 

وقالت مصادر محلية إن السيول أدت إلى محاصرة عدد من الأحياء السكنية في المكلا وتضرر بعض المنازل، فيما اضطر المواطنون إلى البقاء في منازلهم بعد انقطاع حركة السير في شوارع رئيسية بالمدينة.

 

وفي وقت سابق، نبه المركز الوطني للأرصاد الجوية لاستمرار حالة عدم الاستقرار، مشيراً إلى أن عدن والسواحل الجنوبية ستشهد أجواء غائمة مع فرص لهطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة، قد تمتد إلى المرتفعات الداخلية وخليج عدن وأرخبيل سقطرى.

 

بدء موجة أمطار جديدة

 

وفي ذات السياق، أعلن مركز الإنذار المبكر بمحافظة حضرموت عن بدء الموجة الثانية من الأمطار الناتجة عن تأثر المحافظات الشرقية بأخدود من منخفض جوي جديد، ابتداءً من اليوم الثلاثاء وحتى نهاية الأسبوع.

 

وقال المركز في بيان له، إن الموجة الجديدة ستشمل محافظتي المهرة وحضرموت، مع توقعات بهطول أمطار متفاوتة الشدة، تتركز بشكل أكبر في ساعات ما بعد الظهيرة وتمتد حتى المساء.

 

وأشار المركز، إلى أن الأخدود الجوي الأول كان قد انتهى يوم أمس بعد أن انتقل تأثيره إلى محافظة عدن ثم إلى المحافظات الغربية وسواحل البحر الأحمر، مخلفاً أضراراً مادية وبشرية واسعة، داعيا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري السيول ومناطق تجمع المياه خلال فترة تأثير المنخفض.

 

وفي ذات السياق أيضا،

شدد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي على ضرورة استمرار جاهزية جميع فرق الطوارئ في مديريات المحافظة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة أي تداعيات محتملة للموجة الثانية من الأمطار.

 

جاء ذلك خلال اتصال أجراه، اليوم الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا بوكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء عامر سعيد العامري، للاطمئنان على أوضاع مديريات الوادي والصحراء.

 

​وخلال الاتصال، اطمأن المحافظ على أحوال المواطنين في أعقاب الأمطار والسيول التي شهدتها مديريات الوادي والصحراء والتي جاءت بفعل الأخدود الجوي الأول من المنخفض.

 

لملس يتفقد الأضرار

 

وفي ذات السياق المتعلق بأداء السلطات المحلية، تفقد وزير الدولة، محافظ محافظة عدن، أحمد لملس، صباح الثلاثاء، الاوضاع في مديريات صيرة والمعلا وخور مكسر والتواهي، عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها إثر المنخفض الجوي.

 

واطّلع لملس، على جهود رفع الأضرار، ومعالجة تداعيات المنخفض، مؤكدًا ضرورة تكاتف الجهود للتخفيف من معاناة المواطنين وضمان استمرار الخدمات الأساسية.

 

وزار المحافظ لملس، مستشفى خليج عدن للاطمئنان على الحالة الصحية لاثنين من المصابين، موجّهًا بعلاجهما على نفقة السلطة المحلية، كما وجه بمتابعة عملية فتح الطرق، ورفع المخلفات، وتصريف المياه، وفتح المناهل، ورصد الأضرار ورفعها لقيادة السلطة المحلية أولا بأول. 

 

توجيهات بتكثيف الجهود الميدانية

 

وفي ذات السياق، وجه رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، بتكثيف الجهود الميدانية ومعالجة الاحتياجات العاجلة الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن العاصمة المؤقتة للبلاد.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن رئيس الحكومة يتابع مع قيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن، الجهود المبذولة للتعامل مع الاضرار الناجمة عن الامطار الغزيرة التي شهدتها عدد من مديريات عدن جراء المنخفض الجوي.

 

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء أجرى اتصالاً هاتفياً، اليوم الثلاثاء، مع وزير الدولة محافظ عدن احمد حامد لملس، الذي اطلعه على الأوضاع وما قامت به السلطة المحلية من جهود لمعالجة تداعيات المنخفض الجوي، ورصد الاضرار والتعامل معها.

 

ودعا بن بريك، لتكثيف الجهود الميدانية ومعالجة الاحتياجات العاجلة اولاً باول وفي مقدمتها الاضرار البشرية وضمان استمرار الخدمات الاساسية وفتح الطرقات الرئيسية والفرعية وتصريف مياه الامطار، ورفع المخلفات.

 

وأشاد رئيس الوزراء، بجهود السلطة المحلية بمحافظة عدن في التعامل مع تداعيات المنخفض الجوي، واهمية تعزيز التنسيق على المستويين المركزي والمحلي، وضرورة الاسناد المجتمعي لهذه الجهود.

 

وشدد على ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز تداعيات المنخفض الجوي والتركيز في المقام الاول على حماية المواطنين، واتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر.