تصاعدت أزمة حرائق الغابات في إسبانيا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، مما عرقل جهود فرق الإطفاء والسلطات المحلية في السيطرة على النيران التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد.
وأعلنت الحكومة الإسبانية تعزيز القوات العسكرية المشاركة في عمليات الإطفاء بإرسال 500 جندي إضافي، ليصل إجمالي القوات المنتشرة إلى 1900 عسكري.
وشهدت منطقة جاليسيا شمال غرب البلاد اندلاع حرائق هائلة بعد اندماج عدة بؤر، الأمر الذي اضطر السلطات إلى إغلاق طرق سريعة وتعليق خدمات السكك الحديدية المؤدية إليها. وأفادت بيانات رسمية بأن الحرائق أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأتت على أكثر من 115 ألف هكتار من الأراضي خلال الأسبوع الماضي، في حين تواجه البرتغال المجاورة ظروفًا مماثلة.
وفي إطار التضامن الأوروبي، توجهت فرق إطفاء متخصصة من ألمانيا إلى إسبانيا للمساهمة في جهود المكافحة، حيث غادر 67 عنصر إطفاء مزودين بـ21 مركبة وثلاث مقطورات إلى شمال غرب إسبانيا. وأكد وزير داخلية ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، هربرت رويل، أن هذه المشاركة تعكس التلاحم الأوروبي، مشيرًا إلى أن "التضامن يظهر بالأفعال وليس بالأقوال".
إلى ذلك، توقعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، وهو ما يزيد من صعوبة السيطرة على النيران. وأعرب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، خلال زيارته لمنطقة أورينسه الأكثر تضررًا، عن قلقه من استمرار الظروف الجوية القاسية خلال الأيام المقبلة.
كما أعلنت السلطات الإسبانية توقيف 27 شخصًا وفتح تحقيقات مع 92 آخرين للاشتباه في تورطهم في إشعال حرائق متعمدة منذ يونيو الماضي، مشيرة إلى أن النيران التهمت خلال الأسبوعين الماضيين ما يقارب 1150 كيلومترًا مربعًا من الأراضي، أي ما يعادل أكثر من ضعف مساحة بحيرة بودنزي.
وتأتي مشاركة الفرق الألمانية ضمن جهود أوروبية مشتركة، حيث سبق لهذه الوحدات أن دعمت عمليات مماثلة في اليونان عام 2021 وفرنسا عام 2022، ومن المقرر أن تستمر مهمتها في إسبانيا حتى 30 أغسطس الجاري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news