الشعوب لا تخون بل تُخدع
قبل 1 دقيقة
في كل المنعطفات التاريخية التي مرّت بها الأوطان، كانت الشعوب دائمًا في القلب، في الميدان، في الخنادق، وفي الأمل. لكنها كانت ـ في الوقت نفسه ـ الضحية الأولى للتضليل، لآلة الإعلام الموجّه، ولعبارات التزييف التي ترتدي ثياب الحق زورًا وبهتانًا
.
ومع ذلك، يسارع البعض إلى اتهام الشعوب بالخيانة، بالخذلان، وببيع القضايا. لكن الحقيقة المؤلمة أن الشعوب لا تخون، إنما تُخدع. تُخدع بالأمل، بالشعارات، وبالمخلِصين الزائفين الذين يلبسون رداء الثورة وهم يخفون خناجر الطعن في ظهور البسطاء.
نعم، الشعوب تؤمن، وتحلم، وتتفاعل مع من يرفع صوت الحق، وتخرج إلى الشوارع بدافع النقاء لا الخبث. لكنها لا تملك معامل التحليل السياسي، ولا تفرّق أحيانًا بين من يطالب بحقها وبين من يسرق مستقبلها باسمها. ولهذا تُستدرج، ثم تُجلد، ثم تُلام وكأنها المذنبة الأولى والأخيرة.
من خان الأوطان هم الذين عرفوا الحقيقة وكتموها، من تاجروا بمعاناة الناس، من باعوا الحلم مقابل منصب أو حساب خارجي، ثم عادوا يتهمون الناس بالجهل والغباء.
الشعوب تُستنزف بالخذلان، وتربكها الحملات الإعلامية، وتُصنع لها رموز كاذبة، وتُقمع كل محاولة وعي. ثم يُقال لها: لماذا صمتم؟
علينا أن نفرّق بين مَن طُعن في ظهره، وبين مَن غرس السكين. صحيح أن الشعوب قد تنخدع، لكنها لا تنسى ولا تخون. وها هي تعود لتُصوّب البوصلة بهدوء، لا ضجيج فيه سوى همس الحقيقة.
ومن يراهن على وعي الشعوب لا يخسر. ومن يخدعها اليوم سيواجهها غدًا. وحينها سينتصر مَن بقي واقفًا في صف الوطن لا في صف المصلحة. وما يحدث اليوم من اصطفاف واعٍ، وتحول في المزاج العام، ليس وليد صدفة، بل هو صحوة شعب. وحين تصحو الشعوب، تنتصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news