كيف تعكس القبائل هشاشة السيطرة الحوثية في ظل التوتر المستمر في عمران ؟

     
شبكة اليمن الاخبارية             عدد المشاهدات : 146 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف تعكس القبائل هشاشة السيطرة الحوثية في ظل التوتر المستمر في عمران ؟

مشاهدات

تعكس محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء منذ مطلع العام الجاري حالة متشابكة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي، حيث تتقاطع فيها الضغوط الحوثية مع التحولات في المزاج القبلي، ما يجعلها مؤشراً على ديناميات أوسع في الشمال اليمني.

ولم تمنع السيطرة الحوثية الطويلة على المحافظة، ظهور توترات عميقة بين المشايخ والقبائل، بل ساهمت سياسات الترهيب والمصادرة في تفاقمها.

وتعد محافظة عمران واحدة من أهم المحافظات التي مهد سقوطها في يد الحوثيين عام 2014 لسقوط العاصمة صنعاء. وظلت لفترة تبدو أكثر هدوءًا من غيرها، لكن الأحداث الأخيرة تكشف عن تصدع عميق في العلاقة بين الحوثيين والقبائل.

استعراض للقوة

قبل ثلاثة أيام نفذت مليشيا الحوثي، عرضًا عسكريًا أمام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في صنعاء، في رسالة تهديدية واضحة لقبيلة حاشد التي يقودها الشيخ حمير الأحمر. ويأتي هذا التحرك بعد اجتماع عقدته قبائل حاشد مطلع الشهر الجاري في منزل الأحمر لمناقشة التحديات والتهديدات التي تواجه القبيلة.

بالتوازي، شنت قيادات حوثية حملة على مناطق العصيمات في حاشد بعمران باسم قبائل بكيل، فيما يبدو أن النزاع المعلن يتمحور حول بئر ماء، إلا أن المصادر المحلية تؤكد أن الأمر يتعلق بمحاولات الحوثيين فرض النفوذ والتحكم بالتحالفات القبلية.

وأدى ذلك إلى اندلاع مواجهات قبلية بين قبيلة ذوخيران من حاشد وذو صباري من سفيان، بقيادة قيادي حوثي من ذو صباري، سقط خلالها حتى صباح الأربعاء ما لا يقل عن سبعة قتلى من الطرفين بينهم نساء، فيما رفضت المليشيا أي وساطة لحل النزاع.

في سياق متصل، شهدت المحافظة قبل أسابيع حادثة قتل قيادي حوثي لوالد زوجته، تلتها عملية خطف للزوجة لإجبارها على التنازل بسبب نزاع مالي، حيث ينتمي الضحايا لقبيلة أرحب التي تتواجد في مناطق قرب حدود حاشد.

وكادت هذه القضية تتطور إلى نزاع أوسع بين حاشد وأرحب بفعل استغلال الحوثيين للصراعات القبلية. حتى في سفيان، أقدم عناصر أمنيون تابعون للمليشيا على قتل الشيخ القبلي علي صالح جنتوم بعد اعتراض سيارته بطريقة بشعة، ما أثار توتراً واسعاً في المحافظة، التي كانت تبدو في الظاهر أكثر استقراراً مقارنة بمناطق أخرى.

يُذكر أن توترات عمران تعكس أيضاً خلافات سياسية بين قيادات الحوثي وأحزاب محلية؛ ففي أغسطس 2023 توعد رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثي مهدي المشاط بالضرب بيد من حديد على العملاء بعد نزاع مع نائبه صادق أبوراس، رئيس المؤتمر الشعبي العام المنتمي إلى بكيل، الذي أبدى تواصلاً مع حاشد وخصوصاً حمير الأحمر للعمل معاً باسم المؤتمر الشعبي العام.

في الوقت ذاته، شنّت مليشيا الحوثي حملة إعلامية وأمنية واسعة ضد مقطع مصوَّر من حفل زفاف في القاهرة، ظهر فيه عدد من مشايخ حاشد إلى جانب شخصيات من أسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مؤشر على حالة القلق المتزايد داخل الجماعة من أي تقارب اجتماعي أو رمزي بين القوى القبلية المناوئة لها.

اللافت أن هذا الاستنفار الحوثي قوبل بانتقادات حتى من داخل صفوف المليشيا، إذ قال الصحفي خليل العمري، المحسوب على الحوثيين، إن الجماعة تعيش "حالة رهبة غير مبررة من بيت صالح"، واتهمها بأنها تمنحهم دعاية مجانية عبر التضييق عليهم بهذا الشكل.

ويرى مراقبون أن جذور هذا التوتر تعود إلى الخلاف التاريخي بين آل الأحمر وأسرة صالح، والذي كان أحد أسباب تفكيك قبيلة حاشد وسقوط مؤسسات الدولة أمام الحوثيين عام 2014.

ويسود داخل الجماعة الحوثية خوف حقيقي من أي تقارب جديد بين الطرفين، بالنظر إلى ما يملكه كل منهما من امتداد اجتماعي وتحالفات قبلية، قد تتبلور بشكل خاص في عمران.

وفي هذا السياق أيضًا، تبرز قضية الشيخ القبلي علي تميم، التي تحولت إلى محطة صراع جديدة بين الحوثيين ومشايخ حاشد، بعد أن صادر الحوثيون أمواله عبر ما يُعرف بالحارس القضائي، بحجة شراكته مع أحد أبناء الأحمر.

وبرغم تنازل حاشد عن الطرف الآخر المتهم في القضية، إلا أنها احتشدت للدفاع عن تميم، ما أدى إلى تجدد الأزمة في مايو الماضي، حين دعا الشيخ علي عاطف – من بني صريم – قبائل حاشد إلى التكاتف لمواجهة ما وصفه بمشروع “الفناء الحوثي”، مستعرضًا سلسلة من الانتهاكات التي تتعرض لها بني صريم، وهي من أقوى بطون قبائل حاشد.

توسع دائرة الأزمات ومقاومة فردية

الأوضاع في محافظة عمران لا تقتصر على نزاعات قبيلة بعينها، إذ شهد مطلع العام الجاري مواجهات وحصارًا شنته مليشيا الحوثي ضد قبيلة آل الغولي في مديرية ريدة، بعد تضامن القبيلة مع أحد أبنائها الذين تعرضت أموالهم للنهب في صعدة.

كما سجلت المحافظة عدة حوادث اشتباك مسلح أسفرت عن سقوط قتلى من عناصر الحوثي وأيضًا من السكان المحليين، بعضهم لجأ إلى المقاومة الفردية في مواجهة مباشرة مع المليشيا، مثل حالة يحيى حسين طالع الذي خاض مواجهة مع مشرف حوثي في سفيان مطلع مايو الماضي.

وفي تعليق حول هذه التطورات، أشار الباحث عدنان الجبرني على منصة إكس إلى أن رسائل حوثية وصلت إلى مشايخ حاشد وبكيل، مفادها أن أي تحرك اجتماعي طبيعي وفق الأعراف القبلية – سواء كان لحل مشكلات أو أداء واجبات مثل العزاء أو حضور الأفراح – يُصنف على أنه خروج عن توجيهات الجماعة و"خيانة لفلسطين".

ولفت الجبرني إلى الاستعراض المسلح الذي نفذته المليشيا أمام منزل الشيخ حمير الأحمر في الحصبة بصنعاء، موضحًا أن الحوثيين منذ نحو شهرين يعيشون حالة من الهوس والخوف والانفصال عن المجتمع، ما يدفعهم لتصنيف كل تحرك قبلي اعتيادي بتوجس شديد على أنه جزء من مخطط خارجي "أمريكي-إسرائيلي".

ويتضح من مجمل الأحداث المتصاعدة في عمران أن القبائل بدأت تتحول من مرحلة الصمت أو الحياد السلبي إلى حالة من الرفض المتزايد لتدخلات الحوثيين ومحاولات إذلال المشايخ والتركيبة القبلية التي ظلت لعقود تتحكم في معادلة القوة الاجتماعية في شمال اليمن.

وما كان يُنظر إليه بمنظور "هيمنة حوثية كاملة" بدأ يتصدّع الآن عبر موجات من التوتر والاضطراب الأهلي الذي يتطور تدريجيًا إلى مواجهة مفتوحة.

ويرى مراقبون أن استمرار الحوثيين في سياسات مصادرة الأموال، وإهانة الرموز القبلية، وتغذية الصراعات داخل القبائل، سيقود بلا شك إلى مزيد من التشرذم لكن مع احتمالية تحول هذا التشرذم إلى غضب جمعي قد يشكل نواة انتفاضة واسعة النطاق، خاصة إذا نجحت الأطراف المتضررة من الحوثي في خلق تنسيق مشترك فيما بينها.

كما أن المخاوف الحوثية من تجدد تحالفات بين قبائل حاشد وأسرة صالح تعكس إدراكًا داخليًا هشًا بأن السيطرة بالقوة لا تكفي لضمان الولاء. وبالتالي، كل عرض عسكري أو حملة ممنهجة على القبائل لا يعكس القوة بقدر ما يكشف عمق الخوف.

وبالتالي، فإن محافظة عمران تقف اليوم عند مفترق طرق: إما أن تنجح المليشيا في إعادة احتواء القبائل عبر الترهيب والترضيات المؤقتة، أو تنزلق إلى مواجهة قبلية مفتوحة ستترك أثرًا ملحوظًا ليس فقط على عمران، بل على مستقبل السيطرة الحوثية في مناطق القبائل شمال صنعاء بأكملها.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

البنك المركزي يستعد لاستقبال الدفعة الأولى من الدعم الدولي لإنعاش الاقتصاد

تهامة 24 | 726 قراءة 

إعلان رسمي: تخفيض جديد في أسعار البنزين والديزل بمدينة عدن

المرصد برس | 547 قراءة 

توقعات سارة ينتظره كل اليمنيين وتبدأ خلال أيام الأسبوع الحالي ..

نيوز لاين | 541 قراءة 

اعتقال مفاجئ لهذه الشخصية قبل لحظات من المغادرة.. من هو؟

المرصد برس | 505 قراءة 

إحباط عملية تهريب كبرى عبر ميناء الشحر بحضرموت.. والتحالف يستدعي مسؤولين بارزين للتحقيق

الأمناء نت | 484 قراءة 

وسائل اعلام تركية تكشف هوية زوجة أحمد الشـرع ومن أي محافظة يمنية تكون ؟؟ تفاصيل تفاجك

نيوز لاين | 451 قراءة 

جريمة مخلة بالشرف تضع يمنياً خلف القضبان في السعودية.. التحقيقات مستمرة

نيوز لاين | 350 قراءة 

اشتباك إعلامي بين الناشطة ابتسام أبو دنيا والصحفي فتحي بن لزرق حول شركات هائل سعيد أنعم( شاهد الفيديو والتغريدة)

يني يمن | 270 قراءة 

الداخلية تعلن ضبط ثلاثة متهمين في قضية الفيديو الفاضح بصنعاء.. والبحث مستمر عن المتهمة الرابعة

نيوز لاين | 254 قراءة 

عتقال مفاجئ لهذه الشخصية قبل لحظات من المغادرة.. من هو؟

نيوز لاين | 243 قراءة